جامعة كامبردج: يمكن للعاملين الصحيين من اللاجئين السوريين مساعدة أوروبا بمواجهة كورونا

جامعة كامبردج: يمكن للعاملين الصحيين من اللاجئين السوريين مساعدة أوروبا بمواجهة كورونا
قال تقرير لجامعة كامبيردج، إن توظيف العاملين السوريين في مجال الرعاية الصحية يعد "مكسباً للجميع" لكل من المجتمعات المضيفة واللاجئين، لأنه سيعزز الخدمات الصحية الوطنية ويسمح للأطباء ذوي المهارات العالية "من المضي قدماً في حياتهم، بدلاً من مجرد تدبير أمورهم"، وفقًا لإحدى شبكات الأكاديميين في المملكة المتحدة.

ويجادل الباحثون بأن الاستثمار في تدريب الأطباء اللاجئين هو وسيلة فعالة للغاية للمساعدة في سد الثغرات و تقديم الرعاية الصحية التي نجمت عن أزمة فيروس Covid-19 - حيث يستغرق وقتاً ومالاً  أقل بكثير مما يتطلبه تدريب الطبيب من الصفر.

ويشر التقرير  الذي ترجمه أورينت نت إلى أنه من خلال تحويل الأشخاص ذوي المهارات بالفعل إلى العمل الطبي في المناطق التي يعيشون فيها الآن – التي غالباً ما تكون ضمن مناطق في البلدان الأوروبية التي تعاني من نقص في الأطباء والممرضات وأطباء الأسنان وما إلى ذلك - سيساعد في إخراج اللاجئين من الفقر وفي تعزيز خدمات الصحة المحلية في بلدانهم المضيفة.

يتتبع فيلم قصير جديد من إنتاج مركز كامبريدج لدراسة الحركة الإنسانية العالمية ومشروع الصحة العامة السورية (SPHN) ثلاثة لاجئين في المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا، وهم يشرعون في إعادة التدريب أثناء مناقشة حياتهم الجديدة والقديمة وتجاربهم في الهروب من سوريا التي مزقتها الحرب.

أنتج الفيلم الدكتور آدم كوتس من قسم علم الاجتماع في جامعة كامبريدج وهو أحد مؤسسي SPHN، الذي يهدف إلى معالجة تحديات السياسة الناشئة في الاستجابة الصحية الإنسانية، و يوفر مشروع SPHN المناصرة وملخصات السياسات ومراجعات الأدلة للجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.

إن العاملين السوريين في مجال الرعاية الصحية، كما هو الحال مع العديد من المهنيين النازحين الآخرين، هم قوى عاملة متعلمة بشكل جيد وذات مهارات عالية، وقال كوتس: إن تجاربهم لها آثار سياسية واقتصادية وإنسانية وأكاديمية مهمة.

"لقد غادر آلاف المهنيين الصحيين المؤهلين في سوريا البلاد منذ عام 2011 بسبب الهجمات العسكرية على العيادات والمشافي، و يجد هؤلاء العمال الأساسيون أنفسهم الآن مستبعدين من فرص العمل الرسمية وينزلقون إلى الفقر في المجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط وأوروبا".

كما أكّد كوتس أنهم قد مروا بالفعل بصدمة كافية أثناء الهروب من منطقة الحرب، في سياسة "البناء والبناء والبناء"، يعد عدم استخدام مهاراتهم هدراً كبيراً!

واضطر براء غريبي وهو أحد المسعفين اللاجئين الذين ظهروا في الفيلم لمغادرة محافظة حمص في سوريا عام 2019، حيث يعيش الآن في مدينة غريمسبي في المملكة المتحدة "، ويقول غربيي: بعد أن حصلت على وضع قانوني بدأت في البحث عن أي فرصة أو منظمة يمكن أن تساعد الأطباء اللاجئين".

وقد ساعد "مشروع الأطباء اللاجئين في لينكولنشاير" الذي ساعد العامل الصحي البالغ من العمر 29 عاماً في توفير السكن والدعم للدورات والامتحانات، و يدرس غريبي الآن لاجتياز اختبار اللغة الإنجليزية، والذي يأمل أن يجتازه خلال الشهرين المقبلين، ثم سيتقدم لامتحانات طبية بغية الحصول على فرصة عمل في مشفى.

عند سؤاله عن مستقبله قال غريبي: "أعتقد أنني سأكون هنا وأمارس التدريب في مستشفى في غريمسبي"، كما يأمل في أن يعمل كجراح في غضون خمس سنوات.

وبحسب الدكتورة علا عبارة، استشارية الأمراض المعدية والرئيس المشارك لشبكة الصحة العامة السورية، فإنه يجب إيلاء المزيد من الاهتمام والاستثمار بسياسة الخدمات الطبية ودعم المنظمات غير الحكومية مثل منظمة Lincolnshire التي تدعم الأطباء اللاجئين وتسريع عملية إعادة تأهيلهم وتوظيفهم. 

وأضافت الدكتورة عبارة أن هؤلاء الأطباء عادة ما يكونون من أفضل المتفوقين الأكاديميين بين زملائهم، كما قد يكونون قادرين على العمل في التخصصات التي نعاني من نقص فيها في المملكة المتحدة، كما هو الحال في بلدان مثل ألمانيا، التي تعاني من نقص بالآلاف بين الأطباء والممرضات في الوقت الحالي - ومن المتوقع أن يزداد هذا النقص مع تقدم السكان في العمر.

"من مصلحتنا حقًا أن ندعم الأطباء اللاجئين للانضمام إلى القوى العاملة لدينا، ففي أعقاب أزمة Covid-19، نحن في حاجة ماسة إلى معارفهم ومهاراتهم".

يشير كوتس إلى أن الهجرة الجماعية المستمرة للعمال ذوي المهارات العالية من سوريا والعراق وشمال إفريقيا – والتي باتت سمة من سمات الأزمات الممتدة في المناطق ذات الدخل المتوسط ، والمناطق الحضرية إلى حد كبير - تؤثر على قدرة منظمات الإغاثة والحكومات على تقديم المساعدة الإنسانية.

قال كوتس: "تُظهر الأدلة المتوفرة حول إعادة الإعمار بعد الصراع أن إعادة بناء القوى العاملة الصحية هي إحدى الأولويات القصوى". "يمكن أن يساعد توظيف العاملين الصحيين اللاجئين في توفير الأساس لإعادة بناء نظام صحي مدمر".

تقدر منظمة الصحة العالمية عجزاً قدره 18 مليون عامل صحي لتسريع التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2030، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

يجادل كوتس وزملاؤه بأن المتخصصين في الرعاية الصحية النازحين يقدمون فرصاً كبيرة للمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط واقتصاديات أوروبا، من خلال تعزيز أنظمة الصحة والرعاية في الشرق الأوسط وأوروبا والمملكة المتحدة.

وأضاف كوتس: "يعرض فيلمنا بعض قصص النجاح، مع المزيد من الدعم مثل برنامج لينكولنشاير، يمكن للعديد من الآخرين العودة إلى مهنتهم بسرعة وفعالية. نعتقد أن دمج الأطباء اللاجئين يجب أن يكون أولوية سياسية في دول مثل المملكة المتحدة. حيث تحتاج الخدمات الصحية في المملكة المتحدة وأوروبا إلى هؤلاء الأشخاص".

9ev4OsvcLgE

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات