"تنافس على قتل المعتقلين"..شهادة مروّعة لعامل بدفن الموتى في سجون أسد

"تنافس على قتل المعتقلين"..شهادة مروّعة لعامل بدفن الموتى في سجون أسد
لاتزال جلسات محاكمة العقيد المنشق أنور رسلان تحمل مزيداً من خبايا عن فظائع نظام أسد بحق المدنيين السوريين ممن جرى اعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت، يُكشف عنها للمرة الأولى.

وخلال جلستَي المحكمة الثلاثين والحادية والثلاثين المنعقدة في بلدة "كوبلنز" الألمانية، بحق "رسلان" أحد ضباط الأمن السوريين الكبار، ورئيس فرع "الخطيب سابقاً"، قدم شاهد عيان "لم يكشف عن اسمه" إلى المحكمة إفادته، عن تفاصيل عمله في دفن مئات الجثث، تعود لمعتقلين قُتِلوا تحت التعذيب.

وبحسب ما نشره موقع "ليفانت نيوز" في تقرير خاص له أمس السبت، فإن الشاهد كان يعمل في مجال دفن الموتى قبل بداية الثورة في سوريا، وفي شهر تشرين الأول من العام 2011، أُجبِر الشاهد، بأمر من ضباط عسكريين تابعين لميليشيا أسد، على الذهاب إلى المشافي العسكرية بغية مرافقة برادات كانت تحمل جثثاً لمعتقلين، ليقوم بعدها الشاهد، برفقة آخرين، بدفن الجثث في مقابر جماعية.

الأفرع الأمنية

وكشف الشاهد عن إلزامه بالعمل في دفن جثث المعتقلين من الساعة الرابعة فجرا حتى التاسعة صباحاً بشكل يومي، حيث استمر في هذا العمل من عام 2011 حتى 2017، دون أن يُؤذن للشاهد بالحصول على إجازة طوال السنوات المذكورة.

ووثّق الشاهد تفاصيل تتعلق بـ"تنافس بين الأفرع الأمنية" في قتل كل منها عددا أكبر من المعتقلين العزّل. وقال الشاهد خلال الجلسة "كانوا يأمروننا بتسجيل عدد الجثث الواردة عن كل فرع أمني، ومن ثمّ إحصاء العدد الكلي للجثث في مشافي كلّ من حرستا وتشرين العسكريين ومشفى المزة 601، إلى جانب مشافٍ مدنية كمشفى المواساة والمجتهد. ولم يحدد الشاهد خلال حديثه أكثر الأفرع الأمنية قتلاً للمعتقلين.

وعن عدد مرات نقل الجثث، قال الشاهد إن هناك ثلاثا أو أربع عمليات دفن أسبوعياً، مرة أو مرتين في الأسبوع للمشافي العسكرية، مرتين أو ثلاث منهم في الشهر لصالح المشافي المدنية، ومرتين أخريين أسبوعياً لصالح سجن صيدنايا.

 مقبرة عسكرية

وكشف الشاهد خلال إفادته أمام محكمة "كوبلنز" الألمانية إلى إرسال جميع الأفرع الأمنية جثث معتقليها إلى مقبرة عسكرية في القطيفة والتي تبعد عن دمشق نحو 35 كم شمالاً. ماعدا الفرقة الرابعة والتي تتبع لماهر أسد وفرع المخابرات الجوية الذي يدفن جثث معتقليه داخل الفرع نفسه.

وحول المقابر الجماعية، أفاد الشاهد بأن مساحة الحفرة الواحدة كانت تقدّر بنحو 5000 متر مربع، وبعمق يصل إلى ستة أمتار، " لا يتم إغلاق الحفرة مرة واحدة وإنما على دفعات"، حسب تعبيره.

ولفت الشاهد في حديثه إلى تهديد ميليشيا أسد للعاملين في دفن المعتقلين، ما إن طلبوا بدفن النساء والأطفال ممن قضوا تحت التعذيب في قبور منفصلة عن الذكور.

وأكّد العامل في دفن الموتى أن ملامح الجثث كانت "غائبة تقريباً" على حد وصفه، مرجّحاً استخدام مواد كيميائية لإذابتها كـالأسيد، "نظراً لاستحالة تآكلها بطريقة طبيعية أو نتيجة تعذيب".

وحول عدد الجثث، قال الشاهد إنّ عددها خلال الأعوام الستة التي عمل خلالها بلغ بتقديره مليونا، مليونا ونصف مليون جثة، ثم قال: “ربما 2 أو 3 أو حتى 4 مليون جثة، لا أدري ولكن العدد كبير جداً”.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات