محال بيع الأسلحة.. قنابل موقوتة تهدد حياة أهالي إدلب

محال بيع الأسلحة.. قنابل موقوتة تهدد حياة أهالي إدلب
كاد محمد الأصفر (28عاماً) أن يفقد حياته بعد انفجار محل لبيع الأسلحة يقابل محله التجاري في مدينة إدلب، ليصاب بجروح متفرقة بجسده أجبرته على رحلة علاج شاقة في مراكز العلاج الفيزيائية، لعدم قدرته على تحريك يده نتيجة الشظايا التي أصابته، متسائلا عن "دور الجهات الرقابية والمسؤولة عما يحدث من إنتشار هذه المحلات في مراكز المدن والبلدات".

وفي حادثة أخرى، أصيب الطفل أحمد عبيد (9 أعوام) ووالده بجروح خطيرة، بعد أن كان على مقربة من أحد متاجر الأسلحة في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، قبل انفجاره، تبعه انفجار مماثل في مدينة إدلب وتحديداً في شارع الجلاء، ما أدى لإصابة عشرة آخرين بجروح خطيرة.

ويتوزع قرابة 100 محل لتجارة الأسلحة في محافظة إدلب، إذ باتت تلك المحال "مصدر رزق" للكثير من التجار الذين باتوا يمتهنون تجارة الأسلحة وبيعها، دون قيود أو ضوابط تفرض عليهم الحد من انتشارها، لتشكل هذه المحلات خطراً يهدد حياة الأهالي جراء تواجدها في المناطق الحيوية والأسواق، حيث الكثافة السكانية العالية، وخاصة بعد عدة حوادث انفجار معارض للأسلحة في قرى وبلدات إدلب كان ضحاياها مدنيون.

ولم تقتصر مخاطر محلات بيع الأسلحة على المدنيين فقط، حيث بات الحصول على السلاح أمراً سهلا ولكافة الفئات العمرية من الأطفال والمراهقين، وهو ما يفسر كثرة حوادث القتل في المحافظة نتيجة المشاجرات التي غالباً ما يستخدم فيها السلاح لتودي بحياة أحد المتخاصمين.

وباتت تتوفر كافة أنواع الأسلحة في هذه المتاجر كالمسدسات والرشاشات الخفيفة والمتوسطة والقذائف والألغام اللاصقة وكواتم الصوت وبأسعار مناسبة لكثرتها وانتشارها الواسع حيث تتراوح أسعار الرشاشات الخفيفة بين 100و500 دولار حسب جودتها بينما تتراوح أسعار المسدسات بين 50 و1000 دولار أمريكي تبعاً لمواصفات المسدس ونوعه، بحسب معتز شيخو أحد تجار الأسلحة في إدلب.

ومعظم هذه الأسلحة - وفقاً لتاجر الأسلحة - تباع عن طريق عناصر تابعين للفصائل المقاتلة ومعظمها من الذخائر المقدمة إليهم، حيث يعملون على ترويجها عن طريق الإنترنت ومجموعات متخصصة للتواصل بين البائعين والتجار كـ"سوق تجارة السلاح والتجارة العامة" في فيسبوك، بالإضافة لـ"سوق إدلب لتجارة السلاح في واتس آب" وغيرها الكثير.

ويؤكد الشيخو أن تجارة السلاح في محافظة إدلب تحقق أرباحاً كبيرة، وهو ما دفع نسبة كبيرة من الناس للعمل بتجارة الأسلحة، وسط إقبال كبير من الأهالي على هذه المحلات. 

فاطمة القاسم ذات الـ 24 ربيعاً، أصيبت بعجز دائم، بعد إصابتها بطلقة طائشة أثناء شجار زوجها مع أحد أقاربه، مما أدى لإصابتها إصابة بليغة فقدت على إثرها القدرة على المشي. كل ما تذكره فاطمة أن رصاصة خرجت من سلاح زوجها لترى نفسها ملطخة بالدماء. رصاصة كما تقول أنهت كل آمالها في متابعة تحصيلها العلمي، وحياتها الطبيعية أيضاً.

الأسباب كثيرة التي دفعت الأهالي للإقبال على شراء السلاح، أهمها الوضع الأمني المتردي، إضافة للفلتان الأمني وما تبعه من حوادث قتل وسرقة وسطو، مما يدفع كثير لاقتنائها بدافع حماية أنفسهم وأرزاقهم.

عدنان العيسى (32عاماً) وهو أحد المقبلين على هذه المحلات، يتحدث لأورينت نت، عن أسباب اقتنائه السلاح بالقول: "لا يخفى على الجميع الفوضى الحاصلة في مدينة إدلب من حوادث قتل وسرقة وسطو على منازل المدنيين" حيث أصديق الشاب مؤخراً على مقاومة بعض اللصوص الذين حاولوا سرقوا سيارته في وضح النهار، بعد أن أطلقوا عليه النار وأردوه قتيلاً مما دفعه لقصد هذه المحلات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات