حرائق الغابات.. لماذا تأخر نظام أسد وامتنع حليفه الروسي عن إطفائها؟

حرائق الغابات.. لماذا تأخر نظام أسد وامتنع حليفه الروسي عن إطفائها؟
التهمت النيران المشتعلة منذ أكثر عدة أيام مساحات شاسعة من المناطق الحراجية في صلنفة وجبال الغاب ومصياف، وغيرها في أرياف طرطوس واللاذقية وحماة وحمص وصولا إلى الحدود التركية واللبنانية، وأجمع الكثير من المراقبين وكذلك شريحة واسعة من السوريين موالاة ومعارضة على أن هذه الحرائق مفتعلة، وتأتي لخدمة مصالح مافيات نظام أسد وحليفه الروسي لتسهيل السيطرة على هذه المناطق بعد حرقها ومن ثم استثمارها.

وتعامل نظام أسد مع هذه الحرائق بكثير من اللامبالاة وعدم الاكتراث، حيث تأخرت حواماته عن التدخل حتى اليوم السابع، أي بعد أن تحولت آلاف الهكتارات الحراجية إلى رماد، وهذا ما دفع الكثير من السوريين للتساؤل عن أسباب تأخرها وعن سبب وقوف الطائرات الروسية متفرجة على النيران التي حولت أجمل وأهم المحميات السورية من الأشجار النادرة والمعمرة إلى رماد.

 التملك

وفي هذا الصدد أكدّ المهندس الزراعي عبد الرحيم صطيف والمسؤول السابق في دائرة حراج اللاذقية لأورينت أن حرائق الغابات السورية تحولت إلى مجرد روتين سنوي، وأن ما يفوق 95% منها مفتعلة، وتأتي لتبرير مخططات وعمليات الفساد المنظمة من قبل مجموعة من المتنفذين والمافيات القريبة من عائلة أسد بهدف الاستيلاء على هذه الأراضي بعد حرق أشجارها، أو استثمارها سواء في بيع الحطب والأخشاب و الفحم وغيرها من المشاريع العقارية والسياحية وصولا إلى تملكها، وساعدهم في ذلك عدم وجود قوانين رادعة وحازمة لمعاقبة المعتدين على أملاك المناطق الحراجية.

و نشير هنا إلى أن القانون رقم6 والخاص بالحراج والذي صدر عام 2018 يحتوي على ثغرات كبيرة تفتح الباب أمام مافيات نظام أسد ومن يدور في فلكها للتعدي على المناطق الحراجية، ومن ثم استغلالها تحت واجهات مختلفة، ومثال ذلك أن المادة 47 من قانون الحراج بشكل خاص وعدة مواد أخرى تسمح بنقل وتحويل الأملاك الحراجية إلى ملكية خاصة تحت مسميات وحالات متعددة، ناهيك عن أن القاعدة في سوريا أسد هي أن "القوانين توضع لكي تخترق" ومنطقة الساحل وما تعانيه من انفلات تحت سلطة المافيات والمليشيات هي مثال صارخ على ذلك.

ادعاءات مزيفة

وأثارت مقاطع الفيديو المتداولة  على المواقع الموالية، والتي تظهر مجموعة من ميليشيات أسد في منطقة مصياف تحاول إخماد الحرائق المشتعلة باستخدام عدد من العصي و"الكريكات" وأغصان الأشجار، سخرية واستياءً واسعا جراء عدم مشاركة حوامات النظام في إخماد الحرائق، ليرد وزير الزراعة في حكومة أسد مبررا أن هناك خمس مروحيات متعطلة مما أدى إلى ضعف الإمكانيات في مواجهة النيران، لكن سرعان ما تبين زيف ادعاءات هذا الوزير بعد أن أتت مروحيات النظام لتشارك في عمليات الإطفاء ولكن بعد فوات الأوان ، حيث تحولت غابات واسعة إلى رماد .

لروسيا "ثلثا الخاطر"

وأما عن امتناع روسيا عن إطفاء هذه الحرائق المشتعلة، فأشار الباحث الاقتصادي أحمد عمر لأورينت إلى أن تقاعس الأخيرة عن المشاركة يثير الكثير من الشكوك، وكان الأجدر بها أن تساهم في إخماد النيران المشتعلة بالقرب من قواعدها العسكرية في الساحل السوري، وإلا فإن لها "ثلثي الخاطر" في استمرار هذه الحرائق، والتي تتزامن مع سيطرتها على عشرات الهكتارات من المنطقة الساحلية لتوسيع قواعدها وتخديم ميليشياتها.

وتابع الباحث الاقتصادي: لا يخفى على أحد الاهتمام الكبير لشركات الاستثمار ورجال الأعمال الروس  بالساحل السوري، حيث يتحينون الفرصة للحصول على حصصهم الاستثمارية في هذه المنطقة، وهذا ما يعطي الانطباع بأن هذه الحرائق مفتعلة، وجزء كبير منها يأتي لخدمة مصالح موسكو، وغيرها من المافيات والعناصر المتنفذة المرتبطة بنظام أسد، والذي من غير المستبعد أن يتنازل في قادم الأيام عن مزيد من الأراضي والهكتارات الحراجية والتي أتت عليها الحرائق المستمرة لصالح مليشيات الاحتلال الروسي.

يشار إلى أن ّ طائرات الاحتلال الروسي شاركت خلال الأعوام السابقة في إطفاء حرائق الغابات في كل من تركيا وإسرائيل، إلا أنها بقيت متفرجة على النيران التي التهمت الغابات القريبة من قواعدها العسكرية في الساحل السوري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات