"ساعدونا نساعدكم".. صحيفة تكشف عن "أربع نصائح" حملها لافروف لنظام أسد

"ساعدونا نساعدكم".. صحيفة تكشف عن "أربع نصائح" حملها لافروف لنظام أسد
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير مطول لها، اليوم الإثنين، عما حمله الروس إلى نظام أسد، حيث يقوم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بزيارة لنظام أسد لأول مرة منذ 2012 يرافقه نائب رئيس الوزراء.

واستهلت الصحيفة التقرير بتصريح لمسؤول أميركي، قال فيه، إنه على الرئيس فلاديمير بوتين أن يسأل نفسه بعد مرور خمس سنوات على التدخل المباشر لجيشه: هل يريد أن تكون سوريا في 2025 كما كانت في 2020؟

وأكدت الصحيفة أنه "لا شك أن زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، تأتي انطلاقاً من هذا السؤال" وأوردت ما أسمته "4 نصائح" حملها الروس إلى نظام أسد، بينها  "إغراءات اقتصادية ونصائح دبلوماسية"، وهي:

"سيف أميركي"

أظهرت الاتصالات مع الجانب الأميركي نقاطاً عدة، حيث دخلت واشنطن في مرحلة الثبات الانتخابي، وهي بصدد مرحلة معقدة بسبب الانتخابات الرئاسية في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لكن ليست هناك مؤشرات جدية إلى انسحاب الجيش الأميركي من شمال شرقي سوريا، بما في ذلك لو فاز جو بايدن في الانتخابات.

وكل المؤشرات الآتية إلى موسكو - وفقاً للصحيفة - تدل على أن الأسابيع المقبلة ستشهد صدور قوائم جديدة من العقوبات الأميركية بموجب "قانون قيصر"، والتي شملت بشار أسد وزوجته وابنه وكبار مساعديه ورجال الأعمال، وستشمل رجال أعمال ونواباً ومسؤولين عسكريين في قوائم ستصدر قريباً وفق ما بات يعرف بـ"سيف قيصر". 

أيضاً، "قانون قيصر" هو قانون تشريعي وعليه إجماع من الكونغرس والمؤسسات السياسية والعسكرية في واشنطن. أي، إن العقوبات هي أمر واقع في الفترة المقبلة. لذلك؛ فإن التنسيق بين موسكو ونظام أسد ضروري لمواجهتها. 

هنا، تشير معلومات إلى أن الجانب الروسي حمل في جعبته "إغراءات مالية واقتصادية" بينها قروض أو منح بمليارات الدولارات الأميركية لإعطاء أوكسجين إلى نظام أسد ليساعده في الفترة المقبلة ويخفف عبء الأزمة الاقتصادية وسعر صرف الليرة السورية.

هلال إيراني

مقابل هذه الإغراءات تقول الصحيفة، "نصحت" موسكو نظام أسد بضرورة "مساعدتنا كي نساعدكم" بكسر العزلة الدبلوماسية - السياسية وبدء عملية إعادة الإعمار. كيف؟ الإقدام على بعض الخطوات الملموسة المتعلقة بترتيب البيت الداخلي وإجراء "إصلاح دستوري" وفق القرار 2254. لكن أيضاً، إعادة تموضع جيو - سياسي يتعلق بالعلاقة مع إيران وتخفيف دور سوريا في "الهلال الإيراني" الذي يمتد من طهران إلى بغداد، ودمشق وبيروت ويتعرض لضربات إسرائيلية بموافقة أميركية وصمت روسي. بين ذلك، ضمان تنفيذ الاتفاق الروسي - الأميركي الذي تضمن إبعاد إيران عن جنوب سوريا. كل هذا، يمهد الطريق أمام دول عربية وأوروبية لـ"تطبيع" العلاقات والمساهمة في أعمار سوريا.

أيضاً، يتضمن ذلك، أن يرضخ نظام أسد للتفاهمات بين موسكو وواشنطن حول شرق الفرات وبين موسكو وأنقرة حول شمال غربي سوريا. أي، أن ترضخ رغبات النظام لسقف التفاهمات الاستراتيجية الكبرى بين تركيا وروسيا، التي تخص ملفات أكبر بكثير من خطوط التماس في شمال غربي سوريا. 

وبحسب الصحيفة، فإن "أغلب الظن" بمجرد فتح طريق حلب - اللاذقية وطريق حلب - دمشق، بفضل الدوريات العسكرية الروسية - التركية والتدريبات المشتركة، فإن الجمود سيستمر في "مثلث الشمال" على الأقل، هذا ما تريده موسكو. هي كانت استعدت لزيارة لافروف السورية، بأن استقبلت وفداً تركياً للوقوف على آخر مستجدات هذا الملف وتطبيق اتفاق موسكو الذي أبرم في بداية مارس (آذار) الماضي.

اللامركزية

في هذه النقطة تطرقت الصحيفة إلى الاجتماع الذي استضافته موسكو بين، إلهام أحمد، رئيسة ما يسمى "مجلس سوريا الديمقراطية" الجناح السياسي لـميليشيا قسد المدعومة من أميركا، وقدري جميل، رئيس ما يزعم أنه "حزب الإرادة الشعبية" المدعوم من موسكو، والاتفاق الذي نتج عنه.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق، الذي تضمن عنصري "اللامركزية" وعلاقة قسد بميليشيات، أبلغ لافروف، أحمد وجميل دعمه الكامل له، وأنه سينقل مضمونه إلى نظام أسد.

سوريا الجديدة

"سوريا الجديدة" التي تحدث عنها الاتفاق بين حليفي موسكو وواشنطن، تريد روسيا الوصول إليها عبر تنفيذ القرار 2254. بوابة تنفيذ هذا القرار، هي اللجنة الدستورية، لكن الواضح أن نظام أسد لم يكن بصدد الانخراط الجدي في هذا المسار. 

في الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة في جنيف قبل أسبوعين، غيّر وفد النظام من شكليات ممارساته، لكنه لم يغيّر من جوهرها. الوفد، رفض أن يسمي نفسه بـ"وفد الحكومة" أو "المدعومة من الحكومة"، بل إنه انقلب على الاتفاق السابق مع "هيئة التفاوض" المعارضة حول "القواعد الاجرائية"، وأكد أنه "كيان مستقل"، ضمن سياسة ترمي إلى شراء الوقت وصولاً إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في منتصف 2021، حيث يريد نظام أسد أن تجرى الانتخابات وفق "الدستور الحالي"؛ ليؤجل النقاش حول الدستور إلى ما بعدها. كما أنه متمسك بعرض نتائج عمل اللجنة على استفتاء عام.

المبعوث الأممي غير بيدرسن ذهب إلى موسكو بعد الجولة الثالثة وأطلع لافروف ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على نتائج اجتماعات اللجنة التي كان شاهداً على عملها مستشار روسي من داخل القاعة، أسلوب عمل وفد النظام. أيضاً، ويُعتقد أن "النصيحة الروسية" ستكون بتغيير أسلوب التعاطي مع اجتماعات اللجنة الدستورية وتسريع عملها لتحقيق اختراقات قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

عليه، ستكون الأيام والأسابيع المقبلة اختباراً لمدى استماع النظام إلى "النصائح" الروسية، وما إذا كان سلوكه سيكون مختلفاً عما قاله دبلوماسي روسي سابق "دمشق تأخذ منا كل شيء إلا النصيحة".

التعليقات (2)

    احمد فيصل

    ·منذ 3 سنوات 7 أشهر
    مافي حدا غشيم غيركم .

    الشمري

    ·منذ 3 سنوات 7 أشهر
    تحليلات سطحية ومسطحة ، هدفها تلميع صورة ذيل الكلب وإظهاره على أنه صاحب كلمة وقرار
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات