"كتائب خطاب الشيشاني".. من هي وما حقيقة استهدافها للدوريات الروسية التركية بإدلب؟

"كتائب خطاب الشيشاني".. من هي وما حقيقة استهدافها للدوريات الروسية التركية بإدلب؟
تبنّت ما تسمى كتائب "خطاب الشيشاني" استهداف الدوريات المشتركة (التركية- الروسية) على الطريق الدولي M4 في إدلب، دون معرفة تبعيّة هذا الكتائب، وأين ينتشر عناصرها، وأسباب اقتصار عملها على استهداف الدوريات المشتركة فقط، ما جعل الكثير يُشكّك بها وبحقيقة وجودها.

وتصدّرت كتائب "خطاب الشيشاني" المشهد في إدلب عند كل دورية مشتركة تسير على طريق M4، خاصة منذ منتصف شهر تموز/ يوليو الماضي، حين ادعت أنها استهدفت الدورية المشتركة لأول مرة بسيارة مفخخة في محيط مدينة أريحا جنوب إدلب، نتج عنها إصابة ثلاثة جنود روس، وبعدها استهدفت نفس الدوريات مرتين بداية وآخر شهر آب/ أغسطس الماضي، وأدت لوقوع عدة إصابات بين الجنود الروس والأتراك، وإلحاق الضرر ببعض العربات للطرفين.

كتائب "وهميّة"

وعند تتبّع بيانات كتائب "خطاب الشيشاني" تبيّن أنها لا تملك أي وسيلة إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إلا مجموعة خاصة بهم على معرّفات "التلغرام"، وهذه المجموعة حديثة الإنشاء (قبل شهر من أول استهداف للدوريات المشتركة)، ويقتصر نشاطها الإعلامي على استهداف الدوريات فقط.

وفي هذا الجانب، يقول الباحث في الشأن السياسي والحركات الجهادية، عرابي عرابي لأورينت نت: "كتائب خطاب الشيشاني لا يُمكن لأحد تحديد هويتها بشكل دقيق، ولكن يمكننا القول إنها عبارة عن مجموعات منفردة غير تابعة لفصيل محدد بذاته، وإنما هي مجموعة من الأشخاص غير المتمرّسين خطابياً كباقي الفصائل والحركات الجهادية، واختاروا اسمهم لرمزيته ضد الروس".

ورجّح عرابي أن تكون هذه المجموعات أشبه بفلول بعض الجماعات الراديكالية كتنظيم "جند الأقصى" أو داعش أو حتى حراس الدين، وأضاف قائلاً: "أفراد هذه المجموعة أو ما تُسمي نفسها بالكتائب، هم أفراد ربما لا يتجاوز عددهم 15 شخصاً، لهم مرجعيتهم الخاصة ومجموعتهم الخاصة، ولكن من المرجّح أن يكون غالبيتهم له تلك الخلفية التي توصلنا بتنظيمات داعش أو باقي الفصائل الجهادية".

وفي نفس الإطار، اعتبر الناشط حليم العربي، أن "كتائب خطاب الشيشاني" هي كتائب وهمية لا وجود لها تنظيمياً، وإنما هي عبارة عن أشخاص جاهزين ومُقوْلبين فكرياً، مضيفاً "أمثال عناصر هذه الكتائب موجود ضمن أي فصيل جهادي كحراس الدين أو خلايا داعش، ولكن لا أظن أنهم أكثر من 20 شخصاً، تمّ تصنيعهم عبر قوالب ايديولوجية جاهزة ضمن هذه الفصائل، وتولية أمورهم لأحد الشرعيين، ورأسمالها بعد ذلك غرفة تلغرام وبعض البيانات، وبضعة حشوات متفجرة، وبالتالي هي كتائب وهمية ولكن عناصرها موجودون، والتسميات كثيرة فاليوم خطاب الشيشاني وربما تكون غداً باسم آخر".

من جهته، نفى مسؤول "المكتب الدعوي" التابع لفصيل "أنصار الدين"، "الشيخ رامز أبو المجد"، والمنضوي تحت غرفة عمليات "فاثبتوا" بالتشارك مع فصيل "حراس الدين" وبعض الفصائل الجهادية، نفى أن تكون "كتائب خطاب الشيشاني لها أي تبعية تنظيمية أو إيديولوجية لغرفة عمليات "فاثبتوا"، مؤكداً أن "هذه الكتائب هي كتائب وهمية لا وجود لها على أرض الواقع".

لأسد أو تحرير الشام

الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عباس شريفة، اعتبر أن "كتائب خطاب الشيشاني" هي مجموعات هدفها تخريب التفاهمات التركية الروسي, ولذلك تحتمل فرضيّتين لا ثالث لهما، الأول بحسب شريفة هو تبعيّتها لنظام أسد وإيران, والثاني تبعيّتها لـ"هيئة تحرير الشام"، وكل مصلحته منها.

وأوضح شريفة لأورينت نت تلك الفرضيتين بقوله: "هذه الكتائب تأسست مع بداية استكمال الدوريات المشتركة على الطريق الدولي M4، واقتصر عملها على استهداف الدوريات دون القتال ضد ميليشيا أسد أو ايران، والهدف من هذه الكتائب تخريب الاتفاقات الدولية بين تركيا وروسيا حول إدلب، وعودة التصعيد العسكري في إدلب، ولهذا فالمستفيد الأول من هذه الكتائب هو نظاميّ أسد وإيران، وإثبات أنهم موجودون ضمن أي حل مستقبلي".

وتابع شريفة "وأما الفرضية الثانية تُشير إلى احتمالية أن تكون تحرير الشام وراء تلك الكتائب، ولكن ليس ضمن مسمى كتائب وإنما جماعات، تسعى من خلالها إيصال رسالة للأتراك أنهم القادرون على حماية وضبط أمن المنطقة، وبالتالي تحقيق بعض المصالح من خلالها".

 

ما علاقة روسيا وتركيا؟

أثارت عمليات التفجير الثلاثة التي استهدفت الدوريات المشتركة ريبة المتابعين عن كثب، كون المنطقة محميّة بشكل كبير من القوات التركية، إضافة لاستغلال الروس لها داخلياً وخارجياً.

وحول حقيقة استهداف الدوريات المشتركة من مجموعة صغيرة تحت مسمى "كتائب خطاب الشيشاني"، يقول إسماعيل العبد الله، وهو أحد القادة العسكريين في المنطقة لأورينت نت: "مَن يُشاهد التفجيرات عن قُرب، ويعرف طبيعة المنطقة المحيطة بأماكن تلك التفجيرات، وكمية التحضيرات العسكرية لحماية الطريق الدولي، يُدرك حقيقة هذه التفجيرات على أنها تفجيرات مُفتعلة، وأن هذه المجموعة التي تبنّت تلك العمليات هي من صنع هذه الدول (روسيا وتركيا) أحدهما أو كلاهما".

ويكمل العبد الله قائلاً: "التفجيرات الثلاثة خاصة الأول والأخير، من الصعب أن تكون من تخطيط وتنفيذ مجموعات راديكالية أو غير راديكالية، دون الحماية أو المساهمة من قبل أحد اطراف الدوريات، فلا المنطقة تسمح بسهولة الحركة والاختباء، ولا الرقابة العسكرية المشتركة تجعل ذلك يسيراً على المنفّذين، ولذلك هذه الكتائب لها تبعية بشكل أو بآخر لإحدى الدولتين الروسية أو التركية، وربما لهما معاً".

كما أشار الناشط حليم العربي، وهو أحد أبناء تلك المنطقة إلى أن حماية الطريق الدولي سهل جداً، ولكن لا جدّية بذلك من قبل الطرفين، ولا حتى الفصائل الموجودة بالمنطقة، وكل طرف أراد استغلال هذه التفجيرات لصالحه وحسب مخططاته في المنطقة، وبما يخدم تعهداته، ولهذا كثرت التساؤلات حول هذه الكتائب وحقيقة التفجيرات التي قامت بها.

التعليقات (1)

    سوري

    ·منذ 3 سنوات 7 أشهر
    هي كتائب الفاطس سليماني والسيستاني وحزب اللات والأسد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات