بعد سرقة ممتلكاته.. نظام "بائع الجولان" ينهب إرث يوسف العظمة للمرة الثانية

بعد سرقة ممتلكاته.. نظام "بائع الجولان" ينهب إرث يوسف العظمة للمرة الثانية
في جنوب غرب سوريا عشرات الكيلو مترات وأقل بين موقع معركة ميسلون والجولان المحتل مثالان صارخان في الوطنية ونقيضها، "بطل" كل منهما وزير دفاع أولهما قضى على ثغور وطنه والآخر قضى في هلاكه واجتزائه.

أحيا المثالان محاولة لتزييف الحقائق وسرقة مرحلة مفصلية في تاريخ سوريا الحديث وتطويعها في خدمة نظام أسد، الذي أسسه "حافظ أسد" بطل "معركة" بيع الجولان، من خلال كتاب أصدرته المستشارة السياسية والإعلامية لرأس النظام، بثينة شعبان بمناسبة مرور مئة عام على معركة ميسلون.

وخلال سرديات شعبان، حاولت الأخيرة إجراء إسقاطات ومقاربات بين قائد معركة ميسلون، الشهيد يوسف العظمة، وبين رأس نظام البعث السابق في سوريا، وأفظع مرتكبي الجرائم في العصر الحديث، حافظ أسد.

"حب الوطن والتفاني"، من وجهة نظر شعبان، أولى النقاط التي زعمت أنها مشتركة بين العظمة وأسد، وكلاهما تولى حقيبة الدفاع في سن السادسة والثلاثين.

وكلاهما، على حد زعمها، رفض أن يُسجّل التاريخ أن "العدوّ دخل بلاده من دون معركة مُشرّفة".

تهميش مقصود

وخلافاً للواقع، ادعت المستشارة أن استيلاء نظام أسد عام 2001، على بيتي يوسف العظمة في حيي المهاجرين والشاغور وتحويلهما إلى متحفين مُغلقين، إنما كان"تقديراً لبطولاته وتضحياته" على حد زعمها.

في السياق ذاته، انتقدت وسائل إعلام موالية، منها صحيفة "قاسيون" كيفية تهميش نظام أسد ، وبشكل مقصود، عبر المناهج الدراسية، رموز الثورات السورية، كيوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش، متهمين النظام بتغييب الحقبة بالأهم في تاريخ سوريا، واجتزائه واختصاره بسطور.

وذكرت صحيفة "قاسيون" في عددها الصادر يوم ذكرى استشهاد يوسف العظمة في 24 من تموز الماضي، أن لا مُطالبات حتى اليوم بجثامين شهداء المعركة، ولا توثيق لأسمائهم أو عددهم وعتادهم، مشيرةً إلى عدم إجراء بحث محلي "جدي" عن هذا الإرث "على مستوى جهاز الدولة".

خير أسد؟!

بالعودة إلى الكتاب، استشهدت بثينة شعبان برأس النظام، بشار أسد، مدعية أن الأخير سار على خطى يوسف العظمة لمواجهة ما أسمته بـ"الاستعمار الحديث" مشيرةً إلى دول من بينها الولايات المتحدة وتركيا.

وحاولت شعبان في كتابها الصادر عن مؤسسة "وثيقة وطن" لي ذراع الحقيقة وتطويع الأحداث، عبر توثيق شهادات بضعة شخوص كانوا فاعلين في الحياة السياسية، منهم وزير الزراعة والتجارة في حكومة الملك فيصل، يوسف الحكي، وأردفت بأن الكتاب إنما هو موجه لـ"مَن عاشوا الحرب على سوريا خلال السنوات الأخيرة وكانوا قلعة متينة في وجه المستعمر الجديد كما كان الشهيد العظمة من قبلهم وهو يحارب المستعمر القديم".

يوسف العظمة، وزيراً للحربية في عهد المملكة السورية بين عامي (1918 – 1920) في عهد الملك فيصل الأول، نشأ مثقفاً مُتقناً للتركية والفرنسية والألمانية إلى جانب العربية، خاض معركة ميسلون ضد الفرنسيين انتهت باستشهاده على ثغور وطنه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات