ميساء 33 عاما مدرّسة وأم لثلاثة أطفال (صبيين وبنت واحدة)، صبرت على زوجها 7سنين رغم ضربه لها وتحميلها أعباء المصروف على المنزل الذي هو عبارة عن خيمة صغيرة في مخيم أطمة شمال إدلب (قرب الحدود مع تركيا) بنتْها من مالها وتعبها بعد نزوحها من قريتها جنوب إدلب قبل سنوات، حسبما روت إحدى زميلاتها في المدرسة.
تفاصيل الحادثة
زميلة ميساء وتدعى غيداء الحسين، أطلقت مع بعض صديقاتها حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على حادثة انتحار ميساء، مشيرة إلى أن هناك قصصا كثيرة من الظلم والمعاناة والتعنيف التي تتعرض لها النساء السوريات وخاصة في المخيمات، حيث يصبح الظلم مضاعفا مع ما يعانينْه من أحوال معيشية قاسية ومرهقة.
وقالت غيداء لأورينت، أتت ميساء قبل يومين إلى المدرسة وهي تبكي بعد أن طردها زوجها من الخيمة وحرمها من أولادها ولم يرسلهم معها كالعادة إلى المدرسة التي تقصدها مشيا كل يوم، رغم أنها تبعد 5 كيلو مترات عن منزلها.
ولكن زوج ميساء أرسل الأطفال- أكبرهم 6 سنوات- بعد ذهاب أمهم بقليل إلى المدرسة فظنت أن المشكلة انتهت وجلبت لهم الطعام وغذّتهم بيدها، لتفاجأ بمجيء الزوج وأخذه الأطفال ومنعها من العودة معهم في نهاية الداوام – وفقا لغيداء- ، وهو ما شكّل صدمة كبرى للشابة التي تناولت حبات الغاز السامة وذهبت إلى بيت أهلها لتموت هناك.
وجمع مراسل أورينت معلومات متوافقة مع ما جاء على لسان زميلة ميساء حول الحادثة، مؤكدا أن زوجها كان يعاملها بسوء وقسوة حتى أنه ضربها أكثر من مرة بأدوات حادة وطردها عدة مرات من المنزل رغم أنها من يتحمل العبء الأكبر من المصروف.
وختمت غيداء حديثها لأورينت معلقة: لم تستطع ميساء أن تثور بوجه الظلم أو أن تطلب الدعم من أسرتها.. لم تجد ميساء السند من أحد، فقررت أن تستريح من الحياة كلها؛ لأن ميساء تعبت من زوجها ومن ضربه المبرح،.. تعبت من المشي ذهابا وإيابا 10 كيلوميترات يوميا إلى المدرسة، تعبت من الطرد المتكرر من المنزل، وأخيرا هدّ جسمها المنهك حرمانها من فلذات كبدها.
قبر ميساء
التعليقات (26)