تركيا واليونان.. صراع جديد على "العرش" في المتوسط

تطرّقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في مقالة نشرتها مؤخرا، إلى التوتر الحاصل بين تركيا واليونان في البحر الأبيض المتوسط، موضحةً بأنّه حان الوقت للرجوع خطوة إلى الوراء من قبل تركيا واليونان، وخصوصاً أن البلدين عضوان في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكدة على ضرورة الإنصات إلى ما تقوله ألمانيا التي اتخذت دور الوساطة بين الطرفين.

ولفتت الصحيفة في مقالتها التي عنونتها بـ "صراع جديد على العرش في البحر الأبيض المتوسط"، إلى أهمية الدور الذي تؤديه ألمانيا فيما يخص الوساطة بين الطرفين المتنازعين، مضيفة: "حان الوقت لاتخاذ خطوة إلى الوراء، والإنصات لما تقوله ألمانيا".

وتابعت الصحيفة في السياق: "وكأن المشاكل التي يمرّ بها العالم غير كافية، لتذهب تركيا واليونان - البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي- إلى إشعال فتيل أزمة خطيرة، أقحمت فيها الدول القريبة والبعيدة أيضا. في حروب العروش هذه، تبدو ألمانيا الوحيدة القادرة على لعب دور الوساطة، وتهدئة كافة الأطراف".

ولفتت إلى أنّ الأزمة الحاصلة مؤخرا بين اليونان وتركيا، ليست الأولى من نوعها، مؤكدة على أنّ أزمات عدّة مشابهة حصلت مرارا بين كل من البلدين، مضيفة: "مزاعم اليونان حول حقوقها في التنقيب في المياه الإقليمية، تُشعر تركيا بأنّها مستبعدة".

وأردفت في الإطار نفسه: "إن العلاقة بين تركيا و اليونان وقبرص الجنوبية، اتخذت شكلا معقدا للغاية، وقد تنجح ألمانيا في حل هذه المشكلة.. في السابق كانت الولايات المتحدة الأمريكية هي من تحل الأزمات الحاصلة بين طرفين شريكين في حلف الناتو، وفيما يخص الأزمة بين اليونان وتركيا، اتصل ترامب بأردوغان وطلب منه أن يفاوض، ولكن لم يكن للاتصال تأثير كبير.

وختمت الصحيفة، بأنّ أيّ حرب محتملة في البحر المتوسط لن تكون لصالح أي من الأطراف، وخصوصاً أنّ هذه الحرب المحتملة هي بين طرفين عضوين في حلف الناتو.

وفي وقت سابق، تسرّب حديث وزيرة الدفاع الألمانية "أنغريت كرامب كارينباور" مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" قبيل اللقاء الصحفي حول الوساطة بين اليونان وتركيا بشأن التوتر الحاصل في شرق البحر المتوسط، حيث  نسيت الوزيرة الألمانية المايكروفون مفتوحاً.

وسألت وزيرة الدفاع الألمانية الممثل الأعلى بحسب التسريبات: "كيف مرّت؟"، في إشارة منها إلى المباحثات المتعلقة حول التوتر اليوناني التركي بشأن البحر المتوسط، وأجاب بوريل على سؤال وزيرة الدفاع، بأنّ المباحثات كانت صعبة للغاية، موضحا بأنّ أنقرة مستاءة من الاتفاقية ما بين اليونان ومصر، لافتاً إلى أن تركيا تنظر إلى اليونان على أنّها لم تعد جديرة بالثقة.