آل "مخلوف – أسد" صلح واستبدال للواجهات الاقتصادية.. ما هي رسائل رأس النظام من القرداحة؟

آل "مخلوف – أسد" صلح واستبدال للواجهات الاقتصادية.. ما هي رسائل رأس النظام من القرداحة؟
أفرزت الزيارة الأخيرة لبشار أسد إلى مسقط رأس عائلته في القرداحة العديد من الأسئلة، حيث التقى خلالها بوجهاء الطائفة العلوية، فيما يبدو أنه محاولة لعقد "صلح" وإنهاء الخلاف بين عائلتي (مخلوف - أسد) نتيجة حجز الأخير على أموال ابن خاله، وأحد أكبر حيتان الاقتصاد السوري "رامي مخلوف" الذي رفض هذه الممارسات ضده وضد شركاته وموظفيه. وكان "رامي" نقل الخلاف إلى العلن عبر سلسلة منشورات على فيسبوك هاجم فيها شخص رأس النظام وزوجته "أسماء".

وسبق تلك الزيارة بمنح عقود تشغيل الأسواق الحرة إلى إيهاب مخلوف الشقيق الأصغر لـ "رامي"، وذلك بالشراكة مع رجل الأعمال الكويتي الشيعي المقرب من إيران "عبد الحميد دشتي"، فماذا تعني هذه الخطوات، وما هي الرسائل التي أراد رأس النظام إيصالها؟

أسد الهش والخائف 

في تعليقه على هذا الموضوع، أكد الباحث والمحلل الاقتصادي، يونس كريم، لأورينت نت، أن بشار أسد أراد من تلك التحركات والخطوات إرسال رسائل متعددة ولأكثر من طرف، فمنح عقود تشغيل الأسواق الحرة لـ"إيهاب مخلوف" ليوصل رسالة لأقربائه المتنفذين ومناصريه في الساحل، بأن خلافه مع ابن خاله "رامي" ليس عائلياً، ولا يعدو عن كونه خلافاً شخصياً، مما يعني أن رأس النظام أدرك أن التوتر الأخير، والذي ظهر إلى العلن أدى إلى حدوث شرخ كبير بين عائلته وآل مخلوف، مما أفرز توترات بين المناصرين في الساحل، نتيجة السطوة الكبيرة التي تملكها "العائلة" لاسيّما "رامي" في الساحل من ثقل اجتماعي ومليشيات وأموال وجمعيات، فهناك آلاف العائلات العلوية تعيش على المنح الشهرية التي يقدمها الأخير، وهذا في" النهاية  يدل على مدى تأثيره وخطورته على سير الحكم مقابل هشاشة وضعف بشارأسد.

ويعد "إيهاب مخلوف" صاحب دور كبير في إمبراطورية آل مخلوف المالية، فهو يملك العشرات من شركات الاستثمار ومكاتب الصرافة، وقد استقال في حزيران الماضي من منصبه  كنائب رئيس مجلس إدارة شركة سيرتيل ووقف إلى جانب رأس النظام في خلافه مع شقيقه قائلاً: "كل شركات الدنيا لن تزحزح ولائي لسيد الوطن بشار حافظ الأسد" فيما عبّر "رامي" عن استيائه من هذا الموقف بقوله: "الضغوطات تجعل الشقيق يبتعد عن شقيقه".

استرضاء آل مخلوف 

ويرى"الكريم" أن الصلح الذي تمّ في القرداحة، قد أشار إليه بشار أسد سابقاً خلال خطابه أمام أعضاء برلمانه عندما ذكر أن "الأمر متروك للقضاء" وقصد بذلك الاحتكام لقضاء الطائفة العلوية وليس أمام القانون السوري، وبذلك يكون رأس النظام  قد استرضى آل مخلوف عبر استبدال واجهتهم الاقتصادية بـ"إيهاب"، ما يعني انقلاباً كلياً على إمبراطورية "رامي" المالية، والذي ذهب بعيداً في مهاجمة شخص بشار وزوجته، ولهذا ربما سيتم إبعاده لاحقا خارج سوريا كما تمّ إبعاد "رفعت" في عهد أسد الأب.

رضا المحتلين

وأما عن "عبد الحميد دشتي" رجل الأعمال الشيعي الكويتي الأصل والمقرب من إيران، والذي أصبح شريكاً في عقود تشغيل الأسواق الحرة، يشير "الكريم" في هذا الصدد إلى أن "النظام يحاول عبر توزيع استثمارات القصر الجمهوري استرضاء حلفائه" فهو منح قطعة أرض كبيرة للاحتلال الروسي في اللاذقية، ثم في مقابل ذلك أشرك "الدشتي" والذي هو رجل إيران في استثمارات الأسواق الحرة، ليرسل إشارة إلى خصومه ضمن الطائفة العلوية، بأنه مدعوم من قبل الاحتلالين الروسي والإيراني في خطواته وتحركاته الأخيرة.

الجدير بالذكر، أن عقود الأسواق الحرة تحتوي على استثمارات تشمل معابر سوريا الدولية من مطارات ومرافئ بحرية وحدود برية مع لبنان والأردن، وطرحت للاستثمار في مزاد علني في 17 آب/أغسطس الجاري، بعد سحبها من شركة "راماك" المملوكة من قبل "رامي مخلوف" صاحب أكبر إمبراطورية اقتصادية في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات