ووفقا لتقرير أعّدته صحيفة "دويتشه فيله" بنسختها التركية، فإنّ السبب الرئيس خلف ازدياد حدّة العنف حيال السوريين، هو تركيز وسائل الإعلام التركية على أخبار الحوادث مثل التحرش والسرقة وغيرهما، والتي يكون السوريُّ طرفاً فيها.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ ازدياد حالات العنف حيال السوريين، على الرغم من محاكمة ومساءلة المتورطين، تخلق لدى الخبراء المتخصصين باللجوء والهجرة حالة من القلق والتوتر والخوف من تفاقم الأمر أكثر، وخروجه عن السيطرة.
الدكتورة "نهال أمين أوغلو" باحثة في مركز متخصص بشؤون اللاجئين والهجرة، نوّهت إلى أنّ أخبار التحرش والسرقات والجرائم التي يكون السوري طرفاً فيها، خلقت تصوّرا عاما وكأنّ كل سوري أو كل لاجئ هو أداة جريمة، أو شخص قابل لأن يرتكب الجرائم بسهولة.
وأضافت في الإطار ذاته: "إنّ تعميما من هذا الشكل مثير للقلق إلى حد كبير، وبالطبع هو تعميم غير صحيح".
وبحسب تقرير أعّدته جمعية حقوق الإنسان في عام 2019، فإنّ السبب خلف ازدياد حالات الاعتداء التي تعرّض لها السوريون في أضنة، هو خطاب الكراهية التي ينتهجها البعض حيال الآخر.
وأضاف التقرير بأنّ حوادث التحرش أو السرقات أو الجرائم التي ينخرط فيها السوري، قد يؤدي إلى خلق مشاعر عنف أو حقد لدى المجتمع المستضيف، ما ينعكس على شكل اعتداء مباشر على اللاجئين السوريين.
وتقول أمين أوغلو: "ازدياد خطاب الكراهية ضد أي فئة من فئات المجتمع، يشكل حالة خطر في غاية الجدية، وفي حال استمرار لغة الكراهية حيال الآخر، وخصوصاً السوري، فإنّ التحزّبات والتكتلات ستزداد أيضا".
من جانبه، يرى الأستاذ والدكتور الأكاديمي "مراد أردوغان"، أنّ التوترات التي يعانيها المجتمع التركي من الأساس، تنعكس بشكل أو بآخر على السوريين المقيمين أيضا في تركيا.
وتابع في السياق نفسه: "بعد أن أدرك المجتمع التركي بأنّ وجود السوريين المقيمين في تركيا سيطول، لجأ الكثير من الأتراك إلى تغيير سلوكهم حيال السوريين، وخصوصا مع الأبحاث التي تفيد بأن السوريين يزدادون يوما بعد يوم تعلقا بتركيا".
ويؤكد خبراء الهجرة على ضرورة إعداد مشاريع عمل من شأنها أن تؤمن الانسجام بين المجتمعين السوري والتركي.
التعليقات (7)