ما أسباب تراجع الميليشيات الإيرانية لصالح روسيا جنوب إدلب؟

ما أسباب تراجع الميليشيات الإيرانية لصالح روسيا جنوب إدلب؟

مع بداية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في الخامس من آذار/ مارس الماضي الموقّع بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين حول إدلب، بدأت الميليشيات الإيرانية تُكثّف من حشودها جنوب محافظة إدلب، وأنشأت عدة معسكرات لها في المنطقة، لكنها أخلت مؤخراً أغلب هذه المعسكرات والنقاط العسكرية لصالح الميليشيات الموالية لروسيا.

وبحسب المصادر العسكرية الخاصة بأورينت نت، فإن الميليشيات الإيرانية التي كانت تنتشر على طول خط الجبهة الممتدة من غرب مدينة معرة النعمان وحتى سفوح جبل شحشبو بريف إدلب الجنوبي، انسحبت في الآونة الأخيرة، مُخلية مواقعها لصالح قوات روسية وميليشيات موالية لها، حيث عززت الأخيرة وجودها بعشرات الآليات الجديدة ورفدت قواتها بميليشيات مدرّبة حديثاً في معسكرات تلك الميليشيات المتواجدة شرق مدينة معرة النعمان.

في حين نشرت بعض الصفحات والوكالات التابعة لروسيا وجود عناصرها وبعض إعلامييها والميليشيات التابعة لها على جبهات ريف إدلب الجنوبي، متوعدةً بقرب المعركة على جنوب إدلب.

 

استلام محاور شرق إدلب

وحول أسباب تراجع الميليشيات الإيرانية وإخلائها لنقاطها من جنوب إدلب لصالح الميليشيات الروسية، يؤكد نذير الطه، وهو أحد القادة الميدانيين في الجيش الوطني، أن "الميليشيات الإيرانية عززت وجودها على محاور شرق إدلب (النيرب وسراقب والطلحيّة)، وأخلت أغلب نقاطها العسكرية الموجودة في ريف إدلب الجنوبي ونقلها لهذه المحاور.

ويُضيف الطه في حديثه لأورينت نت "تسعى الميليشيات الإيرانية لاستلام زمام كافة المحاور القريبة من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيّتين، ما يجعلها تنقل أغلب ميليشياتها الموزّعة على محاور أخرى إلى تلك الجبهة شرق مدينة إدلب والقريبة من بلدة الفوعة، وبالتالي قد يكون الهدف من ذلك هو التقدم على هذا المحور بحال عادت المعارك للمنطقة".

وأشار القيادي إلى أن الميليشيات الإيرانية سلّمت نقاط المواجهة المباشرة المنتشرة بالقرب من بلدات وقرى "كوكبة وكفرموس والفطيرة ومعرة حرمة وحزارين وكفرنبل" للميليشيات الروسية، وهذا ما تمّ رصده مؤخراً على خطوط جبهات القتال بالمنطقة الجنوبية، وشوهدت تعزيزات إيرانية وميليشيات موالية لها على محاور سراقب والطلحية ومعارة النعسان شرق مدينة إدلب.

 

تمويه وإعادة انتشار

بالمقابل، يرى الخبير العسكري، المقدم أحمد العطار، أن الميليشيات الإيرانية دائمة التحرّك والانتشار لتمويه أماكن وجودها تحسّباً لأي رصد أو استهداف لاحقاً.

فمع بداية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في آذار/ مارس الماضي، وفقاً للعطار، انتشرت الميليشيات الإيرانية في عدة مناطق جديدة، وذلك بعد التصريحات الإسرائيلية والأمريكية باستهداف الميليشيات الإيرانية أينما وُجدت في سوريا، لذا أعادت هذه الميليشيات انتشارها داخل سوريا وتمركز بعضها جنوب إدلب.

وبما أن الميليشيات الروسية بدأت بالحشد والتهديد بمعركة جديدة على جنوب إدلب - كما يقول العطار لأورينت نت - اضطرت أو أُجبرت الميليشيات الإيرانية على إخلاء بعض نقاطها ومعسكراتها جنوب إدلب، ونقلها وتموضعها إلى أماكن أخرى ومنها بالقرب من سراقب وأخرى بريفيّ حلب الجنوبي وإدلب الشرقي، وكل ذلك خشية الاستهداف المتكرر لها بالإضافة لاحتمالية قرب البدء بمعركة جديدة على إدلب، حيث سيكون لهذه الميليشيات دورها البعيد عن الدور الروسي.

إيران خارج الاتفاقات الروسية - التركية

في رأي ثالث، يرى الإعلامي علاء فطراوي، أن الميليشيات الإيرانية في أغلب الأحيان تكون خارج الاتفاقات الروسية - التركية، ولهذا تعمل دائماً على خلط أوراق هذه الاتفاقيات.

وحول هذه النقطة، يقول فطراوي لأورينت نت: "ما إن أُعلن عن اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/ مارس الماضي، حتى بدأت الحشود الإيرانية وميليشياتها على جنوب إدلب وسهل الغاب، واستلمت هذه الميليشيات نقاطا عسكرية على الخطوط الأولى، وكانت تستهدف بعض نقاط فصائل الثوار ناقضةً كل الاتفاقيات، وكنّا نسمع أصوات عناصر ميليشياتهم تهتف بشعارات شيعيّة بالقرب من نقاط رباط فصائل الثوار ويرفعون أعلامهم المميزة، لكن مؤخراً اختفت هذه الأعلام والهتافات، مما يؤكد إخلاءها لتلك النقاط لصالح الميليشيات الروسية".

ووفقا لفطراوي، فإن "جنوب إدلب يخضع للاتفاقيات الروسية التركية في حال استمر وقف إطلاق النار أو عادت المعارك لتلك المنطقة، وبالتالي من سيقوم بذلك الدور في الجنوب هي الميليشيات الروسية وليس الإيرانية، ولكن تموضع الإيرانية سابقاً كان لتعطيل أي اتفاق وللضغط على الطرفين أو لإثبات وجودها في المنطقة".

وليست التعزيزات الروسية جنوب إدلب؛ إلا إشعاراً بقرب عودة المعارك للمنطقة، وبالتالي هذا له حساباته الخاصة حول اتفاقيات روسيا وتركيا فيما يخصّ إدلب والملفات الأخرى المرتبطة بها كالملف الليبي، وبالتالي لا دور لإيران في هذه الحسابات، وربما تستخدمها روسيا كورقة ضغط مرة أخرى بمعركة إدلب، ولهذا تم استلام غرفة عمليات جنوب إدلب من قبل القيادة الروسية والميليشيات التابعة لها مع وجود ضعيف للميليشيات الإيرانية مؤخراً، بحسب فطراوي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات