لا أثاث سوى جدران الغرفة المعتمة.. هذه قصة عائلة منكوبة في الشمال السوري

لا أثاث سوى جدران الغرفة المعتمة.. هذه قصة عائلة منكوبة في الشمال السوري
أفرزت الحرب التي شنها نظام أسد وداعموه على الشعب السوري الكثير من المآسي والجروح التي لا يمكن أن تُداوى على مر الزمان، بل تركت ندبة على جسد صاحبها لتذكره بالحرب طيلة عمره، وللحرب جروح وندبات نفسية أعراضها أشد قساوة وأطول أمداً، وهذا ما يعانيه معظم الأهالي في الشمال السوري المحرر الذين يعيشون مرارة النزوح وقسوته.

وكثيرة هي القصص التي تتحدث عن معاناة السوريين ولكن قصة عائلة أبو عدنان المنكوبة تعد هي الأسوأ  إذ تخللت بـ ست سنوات من النزوح والمعاناة وهي تحمل مرارة الوحدة والألم والفقر، وفقدان المعيل وغياب دور المنظمات الإنسانية المعنية بمساعدة الفقراء والمحتاجين في المناطق المحررة.

قصة عائلة أبو عدنان البسيطة

تروي الخالة هيام أم عدنان قصتها لـ أورينت نت بدءاً من نزوحها وحتى اليوم، وتقول: خرجت مع عائلتها المكونة من ستة أفراد من المنزل التي كانت تستأجره في مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي بعد ما اشتد قصف ميليشيا أسد، على الحي الذي كانت تقطن به، من جميع الاتجاهات، وهم لا يعرفون أي طريق يسلكون وحينها توجهوا صوب بلدة "هتيا" على الحدود السورية التركية حيث كانت تقطن عائلة زوجها، وعندها اخذت هذه العائلة غرفة واحدة من المنزل ولا تصلح للعيش بداخلها وهي صغيرة وبالكاد تتسع لشخصين، فكيف يمكن أن يقطن بها 6 أفراد ولكن أفضل من المكوث في العراء حسب تعبيرها.

وتابعت أم عدنان قولها إنه لديها أربع أناث فقط ولا يوجد شباب وزوجها مصاب في قدمه وبحاجة إلى رعاية صحية  ولا يستطيع العمل علاوة على أنها هي الأخرى مصابة بمرض الدسك، وبدأت بالعيش هي وعائلتها داخل الغرفة التي تبدو للناظرين وكأنها مهجورة ولا يوجد فيها أي مقومات للعيش، وعند سؤال أورينت الخالة أم عدنان عن وضعها المعيشي بعدها أجابت والحرقة في قلبها والدموع انهمرت على وجنتيها: أنهم يعيشون بالدين إذ يعتمدون على شراء حاجاتهم الضرورية اليومية من أحد محلات الغذائية القريبة عليهم بالدين، ووضعهم المعيشي مأساوي للغاية، ولا يوجد لدى العائلة الفقيرة والمنسية أي معيل  يقدم لها المساعدة لو بشيء قليل، وأطفالها بحاجة لألبسة وكل شيء.

وتسرد بحديثها أنه لا يوجد لديهم أي شيء من أثاث المنزل سوى جدران الغرفة المعتمة التي تفتقر للإنارة  فلا كهرباء ولا ماء ولا غاز يساعدهم في إعداد الطعام لذلك تعمل على تحضيره بواسطة مواقد الحطب لعدم توفر الغاز لديها.

المرض أنهك العائلة الفقيرة..

توضح أم عدنان  أنها تعاني من مرض الديسك وعند مراجعتها أحد الاطباء قال لها إنها بحاجة ماسة لعمل جراحي وبشكل عاجل ولكن وضعها المادي لا يسمح بذلك بسبب تكلفة العملية العالية وعدم وجود مراكز مجانية تجري هذه العملية علاوة على كميات الأدوية التي بحاجة إليها شهرياً، مشيرة إلى  أن زوجها عاجز وهو يعاني أيضاً من إصابة في قدمه اليسرى ولا يستطيع المشي عليها لمسافات طويلة أو حتى الوقوف عليها، لافتة إلى أن زوجها  كان يعمل في بعض مواسم الخضار كونه عملا سهلا ولا يحتاج نوعا ما لجهد ولكن اليوم هو عاطل عن العمل ولا توجد أي جهة كانت أتت إليهم وقدمت لهم المساعدات، وتناشد اليوم عبر أورينت جميع المنظمات الإنسانية ومن يسمع صوتها بتقديم المساعدة لعائلتها التي تعاني الفقر والجوع والمرض.

دور المنظمات الإنسانية

تعمل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري المحرر على إغاثة الملهوفين من الأهالي المهجرين والمقيمين في مخيمات النزوح شمالي غربي سوريا، ولكن ربما تغفل أعين هذه المنظمات عن بعض العائلات التي تقطن في بعض البلدات والقرى شمالي إدلب  كأمثال عائلة أبو عدنان  دون أن تراهم وتقدم لهم أي دعم إنساني أو إغاثي يشعرهم بأن هناك شريحة من الناس موجودة لدعم العائلات الفقيرة والنظر في شؤونهم المعيشية.

ويقتصر دعم هذه المنظمات على مخيمات النازحين في الشمال السوري المحرر فقط في حين توجد الكثير من العائلات التي هي بأمس الحاجة للمساعدات وأوضاعهم المعيشية سيئة للغاية، في بعض القرى بريف إدلب الغربي وأهمها "هتيا" الحدودية مع تركيا و المنسية من قبل الجهات المعنية.

ويعيش معظم الأهالي في الشمال السوري المحرر، أوضاعا إنسانية صعبة، في ظل ارتفاع الأسعار وندرة فرص العمل، وقلة المساعدات الإنسانية ما يدفعهم لطرق باب المنظمات ومناشدتهم وغالبا ما تنتهي تلك المحاولات  بالوعود فقط.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات