كيف تنتعش تجارة أسطوانات الأوكسجين في مناطق ميليشيا أسد؟

كيف تنتعش تجارة أسطوانات الأوكسجين في مناطق ميليشيا أسد؟
ما أن لبث فيروس كورونا بالتغلغل في مناطق سيطرة ميليشيا أسد وخصوصاً محافظة دمشق وريفها، سارع تجار أسد إلى احتكار أسطوانات الأوكسجين ورفع أسعارها أضعاف مضاعفة، لتفوق قدرة الأهالي المصابين بالفيروس على شرائها، لاسيما أن مشافي أسد لم تعد تستقبلهم.

ولم يكن ينقص الأهالي سوى جائحة كورونا لتكتمل خارطة آلامهم المعيشية المعززة بحصار نظام أسد لها، وتجاره مصاصي الدماء الذين يستغلون الأهالي برفع الأسعار دون مراقبة أو محاسبة.

تفاصيل

قال أحد العمال في مركز خاص ببيع وتعبئة أسطوانات الأوكسجين في دمشق أثناء حديث خاص لـ أورينت نت، وفضّل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، إن سعر الأسطوانة، قفز في اليومين الماضيين فقط، من 200 ألف ليرة سورية إلى 300 ألف ليرة، بعد أن استنفدت أغلب المراكز والمستودعات التابعة لنظام أسد مخازنها من مادة الأوكسجين.

وأضاف أن "تجارة الأكسجين" في مناطق أسد انتعشت من قبل بعض التجار الذين يتحكمون في الأسواق بشكل كبير وملحوظ والذين يلهثون وراء لقمة عيش الأهالي حتى المصابين بفيروس كورونا لم يسلموا منهم، مبيناً أنهم عملوا على احتكار أسطوانات الأوكسجين في مخازنهم وبيعها في الأسواق بأسعار كبيرة،  متوقعاً أن يصل في الأسابيع القادمة سعر الأسطوانة الواحدة إلى 700 ألف ليرة سورية أو حتى مليون ليرة بسبب احتكارها من قبل التجار شركاء أسد في امتصاص دم الأهالي.

 

أزمة "أوكسجين"

ليس التجار وحدهم من افتعلوا أزمة الأوكسجين في المنطقة، ولا حتى غياب السلطات التموينية عن الأسواق والمشافي كما يشير العامل في حديثه لـ أورينت، بل إن نظام أسد وحكومته هي من تقف وراء هذه الأزمة من أجل جمع الأموال من الأهالي الذين يعانون الويلات في سبيل تأمين لقمة العيش.

ويبين، أن مشافي أسد لم تعد تستقبل الحالات التي تعاني من أعراض فيروس كورونا بحجة عدم وجود منافس أو حتى أوكسجين في حين تخبئ هذه المواد  للحالات والأشخاص المدعومين، وأحياناً يتم فرض مليون ليرة سورية على المريض مقابل حصوله على منفسة في مشفى الأسد الجامعي المكتظة بإصابات كورونا.

من جانبها، قالت إحدى النساء فضلت عدم الكشف عن اسمها لـ أورينت، إن زوجها مصاب بكورونا ونقل إلى أحد المشافي ولم يستقبلوه، بحجة عدم وجود منافس أكسجين في المشفى، مضيفة أنها اضطرت لشراء أسطوانة أوكسجين من أحد التجار المعروفين باستغلال الأهالي، بثمن 300 ألف ليرة سورية،  لأن زوجها بأمس الحاجة للأوكسجين الداعم  لتجاوز مرحلة الخطر من الإصابة.

وتشير إلى أن تجارة الهواء (أسطوانات الأوكسجين) أصبحت تجارة منتعشة رائجة ومربحة في نفس الوقت  في مناطق نظام أسد، إذ لا يوجد من يقف في وجه التجار ويمنعهم من استغلال مرضى كورونا.

المشافي في مناطق ميليشيا أسد

استغلت المستشفيات الحكومية والخاصة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، انتشار فيروس كورونا، لتبدأ برفع رسوم استقبال المصابين وطلب مبالغ خيالية، ومع كل هذه الانتهاكات، ونظام أسد ومؤسّساته الصحّية لا تحرّك ساكناً، تاركة الأهالي  بين مسالخ المشافي العامة، ونهب المشافي الخاصة، حيث بلغت أجرة الليلة الواحدة لمريض الكورونا موضوعاً على المنفسة بمستشفيات دمشق الخاصة، بين 200 إلى 300 ألف ليرة سورية، علاوة على صعوبة تأمين الأدوية الخاصة بمصابي مرض كورونا، وهذا الأسعار مقارنة بدخل المواطن السوري لا تبدو منطقية أبداً فكيف لمريض متوسط دخله الشهري 50 ألف أن يدفع 200 ألف ليرة عن كل يوم بالمستشفى، مما اضطر الكثيرين لبيع بيوتهم لدفع فواتير العلاج، بحسب مصادر خاصة لـ أورينت.

نظام أسد.. سخرية رواد التواصل الاجتماعي

عبّر الكثير من الأهالي عن استهزائهم بحكومة نظام أسد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ظاهرة بيع أسطوانات الأوكسجين إذ قال أحدهم ساخراً "ما ظل غير يخصصون بطاقة ذكية لبيع الأوكسجين للناس" في حين سخر آخر بالقول "لازم يفرضوا علينا رسوم على الهوا الي بدنا نتنفسه" بينما ذهب آخر إلى "ما ناقص غير يقطعوا الهواء عن الناس يا عيب الشوم على هيك دولة".

 ويذكر أن نظام أسد لا يزال يتكتم عن العدد الحقيقي لمصابي فيروس كورونا في مناطق سيطرته مكتفياً بأرقام صغيرة فقط، محذراً الأطباء العاملين في المشافي من التحدث عن الوباء المنتشر أو التصريح عن الحالات المصابة مهما كان عددها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات