ما سر توقيت محاولات ميليشيا أسد السيطرة على تلة الحدادة في ريف اللاذقية؟

ما سر توقيت محاولات ميليشيا أسد السيطرة على تلة الحدادة في ريف اللاذقية؟
كثفت ميليشيا أسد الطائفية خلال الأيام القليلة الماضية من محاولتها العسكرية لاقتحام تلة الحدادة في ريف اللاذقية، وذلك رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وتركيا، حيث أعلنت فصائل الجيش السوري الحر صدها أكثر من أربع محاولات اقتحام على التلة الاستراتيجية خلال الأيام الماضية.

وتعتبر تلة الحدادة من المرتفعات الجبلية الاستراتيجية الهامة في ريف اللاذقية الشمالي إلى جانب كبانة، وتشرف على طريق حلب – اللاذقية ومناطق واسعة من ريف إدلب الغربي.

وفي تصريح خاص لموقع" أورينت" قال الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" سيف الرعد إن ميليشيا أسد بإشراف من ضباط ومشاركة جنود روس مشاة خرقت وقف إطلاق النار في المنطقة، ونقلت عملياتها العسكرية خلال اليومين الماضيين من قمة كبانة إلى تلة الحدادة في محاولة للسيطرة عليها وإحداث خرق في الجبهة.

وأوضح الناطق الرسمي أن "تلة الحدادة تعتبر من المواقع الاستراتيجية في ريف اللاذقية نظرا لارتفاعها وإطلالها على مرتفعات جبلية أخرى في المنطقة، مشيرا إلى أن سبب نقل العمليات العسكرية إليها يأتي بعد فشل ميليشيات النظام خلال السنوات الماضية في السيطرة على كبانة".

وبحسب المصدر لم تتمكن ميليشيا أسد من تحقيق أي تقدم عسكري في المنطقة، وتكبدت خلال محاولات الاقتحام خسائر بشرية ومادية فادحة. وترافقت العمليات العسكرية التي شنتها ميليشيا أسد على التلة وفق مصادر في المنطقة مع قصف عنيف بالمدفعية الثقلية على معظم قرى جبلي الأكراد والتركمان الخارجين ِعن سيطرة ميليشيا أسد، وأهمها جبل التفاحية والخضر وتردين وكبانة.

بوابة طريق حلب – اللاذقية

وحول أهمية هذه التلة وأسباب نقل ميليشيات أسد عملياتها العسكرية إليها ذكر قائد عسكري سابق في "الفرقة الأولى الساحلية" (إحدى فصائل الجبهة الوطنية للتحرير) أن تلة الحدادة هي إحدى المرتفعات الجبلية التي تشرف على الطريق الدولي حلب – اللاذقية والذي يسعى النظام للسيطرة عليها، مشيرا في الوقت ذاته أن تلة الحدادة تعتبر مفتاحا لقطع الأوستراد الدولي لكلا الطرفين.

ورأى القائد العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة أن معركة إدلب "قادمة لا محالة والنظام يعي جيدا أن ريف اللاذقية الشمالي هو بوابة هذه المعركة، لأن سيطرته على هذه المرتفعات الجبلية يسهل له الاستحواذ على جسر الشغور والسرمانية وباقي ريف إدلب الغربي وصولا إلى أريحا".

وأضاف القائد العسكري: "بعد سنوات من فشل مليشيات النظام من السيطرة على كبانة يحاول الآن حصارها والالتفاف عليها، سياسة القضم التدريجي ما تزال حاضرة ، وإذا ما سيطر على تلة الحدادة سيسعى لأن يبسط سيطرته على باقي المرتفعات الأخرى".

من جانب آخر ذكر مركز ريف اللاذقية الإعلامي الأحد أن الجيش التركي بدأ بإنشاء نقطة عسكرية جديدة لقواته في تلة الراقم قرب تلة الحدادة وذلك بعد محاولات النظام لاقتحامها.

معركة قريبة

وبالتزامن مع محاولات النظام لاقتحام تلة الحدادة في ريف اللاذقية أعلن الجيش الوطني السوري تصديه لمحاولتي اقتحام من قبل ميليشيات النظام إحداها في تل الراقم في ريف اللاذقية، والأخرى في محور دير سنبل في جبل الزاوية جنوب إدلب.

كما شهدت قرى ريف إدلب الغربي الأحد  قصفا عنيفا من قبل ميليشيا أسد، استهدف بلدة السرمانية والقرى المحيطة بتلة كبانة وجسر الشغور. وحول مصير اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته روسيا وتركيا أوائل شهر آذار الفائت ذكر قائد عسكري في فيلق الشام أن الفصائل رصدت خلال الفترة الأخيرة حشودا عسكرية للميليشيا في عدة جبهات، وزيادة في استخدام الطائرات المسيرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى رفع الفصائل لجاهزيتها العسكرية لمنع ميليشيا أسد من التقدم.

وتوقع القائد العسكري أن يتبع النظام سياسيته المعهودة في تشتيت جهود الفصائل من خلال محاولة اقتحام عدة محاور ثانوية ثم التركيز على محور واحد مضيفا أن محاور ريف اللاذقية لها أهمية كبيرة في منع توغل ميليشيا أسد في ريف إدلب والسيطرة على طريق M4.

وختم القائد العسكرية حديثه الخاص لموقع" أورينت" بالتأكيد أن أي معركة جديدة لن تكون كسابقتها مشيرا إلى أن انهيار وقف إطلاق النار سيكون له تبعات على النظام أيضا وسيتيح المجال لفصائل المعارضة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها خلال الأشهر الماضية.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، هدد الأسبوع الماضي برد بلاده على أي هجوم عسكري تشنه ميليشيات النظام وروسيا، ضد الجيش التركي في المنطقة ، مؤكدا أن "تركيا  ستواصل الرد في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات