شح تمويل المشاريع الصغيرة لمهجري شمال سوريا يفاقم المعاناة

شح تمويل المشاريع الصغيرة لمهجري شمال سوريا يفاقم المعاناة
بعد أن تهجر من بلدة أحسم في جبل الزاوية بريف إدلب، إثر دمار منزلهم بقصف ميليشيا أسد وقوات الاحتلال الروسي، سكن خالد جعباص (41 عاماً) مع عائلته في غرفة ومطبخ غير مجهزة في مدينة إدلب؛ بعد أن ضاقت به السبل في إيجاد منزل يؤويه وعائلته.

 

يربي خالد 5 من إخوته الأيتام، بعد وفاة والده قبل عامين وزوجة والده الثانية أيضاً، وعدم وجود من يراعهم؛ خصوصاً أن الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 5 و12 عاما؛ في حين أنه ما زال يقاتل مع الفصائل على تخوم بلدته في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب.

 

يقول الشاب: "كان لدي مشغل خياطة في بلدة أحسم بجبل الزاوية، وبعد الحملة العسكرية من قبل القوات الروسية على المنطقة؛ نزحنا باتجاه مدينة إدلب، حيث أدى القصف إلى تدمر المنزل وأجزاء من مشغل الخياطة؛ واستطعت نقل ماكينات الخياطة قبل قصف المنطقة بعدة أيام، ولكن بسبب غلاء أسعار المحال التجارية لم أستطع فتح المشغل من جديد".

 

ويوضح جعباص في حديثه لأورينت نت "زوجتي خياطة وكانت تدير المشغل؛ ولكن بعد عدم قدرتنا على تشغيله، أصبحت تعمل على مكنة واحدة تستطيع من خلالها تأمين قسم من احتياجات المعيشة؛ خصوصا أنه بعد نزوحنا لم يعد هناك مدخول وأصبحت الحالة المادية سيئة بشكل كبير".

المشغل الذي كان يملكه الشاب، كان يعمل به عدد من الأرامل من أجل إعالة أسرهم؛ ناهيك عن أنه كل شهر تقوم بتوزيع أغطية للصلاة على الأرامل لتخييطها والاستفادة ماديا؛ بالإضافة إلى عمل دورات للأيتام وزوجات الشهداء في تعلم مهنة الخياطة بشكل مجاني. 

 

وحول المتطلبات التي يحتاجها مشروعه لإعادة افتتاحه، يشير إلى أن "المشروع يحتاج ما بين 3 إلى 4 آلاف دولار، للعودة إلى العمل من جديد؛ لا سيما أن المشغل بحاجة إلى مولدة وكميات من القماش، ناهيك عن بعض المكنات التي تعرضت للقصف وتحتاج إلى الإصلاح".

 

ويأمل خالد أن يحصل على مشروع للخياطة، كتلك التي تقدمها المنظمات الإنسانية من أجل دعم مهنته وتأمين مدخول يساعده على تأمين أجار المنزل والمعيشة لعائلته؛ وإغنائه حاجة المساعدات الإنسانية، خصوصا أن غلاء الأسعار بات يثقل كاهل المدنيين.

 

وتعمل المنظمات الإنسانية في الشمال السوري على دعم الفقراء والمحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة بمشاريع صغيرة من خلال منحهم مبالغ مالية تتراوح بين 500 دولار إلى 2500 دولار بحسب نوع المشروع؛ حيث تعمل بعض المنظمات على منح المبلغ كقروض يتم إعادتها بالتقسيط؛ في حين تمنح أخرى المبالغ دون طلب إعادتها من المستفيد.

من جهته يقول ياسر العمر، وهو مسؤول في أحد المنظمات الإنسانية التي تدعم المشاريع الصغيرة: "مع استمرار العمل في توزيع السلال الغذائية في السنوات الخمس الأولى للنزوح؛ وجدنا أن الأمر يساعد المستفيد على عدم العمل وانتظار السلة الشهرية من أجل العيش؛ لذلك بدأنا بطرح فكرة القروض المالية من أجل منح المستفيد فتح مشروعه الخاص والاعتماد على نفسه في تأمين معيشته".

ويتابع حديثه لأورينت بالقول: "نطلب من المجالس المحلية تحديد قوائم أسماء للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة؛ ومن ثم نقوم بدارسة عن حالتهم وانتقاء الأكثر حاجة؛ ثم مناقشة المبلغ الذي يحتاجه لمشروعه، حيث نقوم بتأمين المشروع له مع ضرورة عدم بيع المشروع قبل مدة عام وكذلك تسديد ربع قيمة المشروع". 

 

وحول حالة خالد جعباص يشير العمر إلى أن "مثل حالته هي مثالية للدعم؛ ويمكن أن يقوم بالتسجيل على المشاريع حين طرحها من قبل المنظمات، ولكن المبلغ الذي يحتاجه لا يمكن تأمينه من قبل أي منظمة؛ لأن أكثر مبلغ يمكن دعم المستفيدين فيه لا يتجاوز  2000 دولار".

 

يشار إلى أن آلاف العائلات في الشمال السوري تعاني من انعدام المدخول والبطالة؛ نتيجة الكثافة السكانية وانتشار فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق الكثير من المصالح التجارية وتوقفها عن العمل؛ في حين ساعدت المشاريع الصغيرة الكثير من العائلات على فتح مشاريعهم الخاصة التي تغنيهم عن الاعتماد على المساعدات الإنسانية.

التعليقات (1)

    هيام حسن اندرون

    ·منذ 3 سنوات 9 أشهر
    نازحة من ريف حماة ساكنة شمال ادلب مهنتي الخياطة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات