كيف سيكون دور القوات التركية بإدلب في حال تجدّدت المعارك؟

كيف سيكون دور القوات التركية بإدلب في حال تجدّدت المعارك؟
تداولت مصادر عدة قُرب تجدّد المعارك في ريف إدلب، وذلك بعد توقفها لأكثر من خمسة شهور بسبب اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وخلال هذه الفترة نوّعت تركيا من قواتها المتواجدة في إدلب وزادت من عددها، حتى أنها أشرفت على تنظيم وتدريب فصائل الجيش الحر.

وبحسب مصادر عسكرية تركية خاصة لأورينت نت فإن من المتوقّع أن تبدأ ميليشيات أسد والميليشيات الموالية لروسيا هجومها على ريف إدلب بين منتصف ونهاية شهر آب/ أغسطس الحالي, ووفق المصادر ذاتها سيكون للقوات التركية المتواجدة في المحافظة دورها الفعّال بهذه المعركة، وأشاروا إلى أنها ستكون مختلفة عن المعارك السابقة.

معركتها الأكبر

فيما قال أحد القادة العسكريين التابعين للجيش الوطني والذي رفض ذكر اسمه لأورينت نت بأن معركة إدلب باتت وشيكة ومن المتوقع أن تبدأ خلال 72 ساعة القادمة وذلك حسب ما أكده لهم الجانب التركي من معلومات حول بدء ميليشيا أسد بشنّ معركة على محيط المحافظة وخاصة من محاور جبل الأكراد وسهل الغاب وجبل الزاوية في المرحلة الأولى، وبأن القوات التركية ستكون جاهزة للمشاركة بصدّ هجوم هذه الميليشيات وربما التفكير بعدها بالهجوم المعاكس، حسب القيادي.

وأكّد ذلك المقدم المنشقّ محمود العليوي بقوله لأورينت نت: "عملت تركيا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة على تنظيم وتدريب فصائل إدلب, بالإضافة لإدخال أهم السلاح التركي بمختلف أنواعه المدفعية  والتقنية والجوية, ولهذا فإن القوات التركية ستضع كل ثقلها بمعركة إدلب القادمة, بحال جرت, وهذا ما أكده أكثر من ضابط تركي يخدم في محافظة إدلب".

وتابع العليوي: "كل التصريحات السابقة للجانبين التركي والروسي وحتى الأمريكي كان يستبعد حصول معركة قريبة في إدلب, ولكن التغييرات والتجاذبات العسكرية في ليبيا وأذربيجان جعل مصير إدلب مرتهن بهذه التجاذبات بين الجانبين التركي والروسي، وكما أن معركة سرت الليبية مفصلية بالنسبة للجانب التركي فكذلك معركة إدلب هي مفصلية وتُعتبر معركة تركيا الأكبر بهذه المرحلة".

وأشار العليوي إلى أن "تنوّع السلاح التركي وزجّه في جبل الزاوية (جنوب طريق M4)  والإشراف بشكل مباشر على الجيش الوطني السوري, وكذلك التغيّرات الدولية القادمة حول سوريا والدعم الأمريكي للموقف التركي, كل ذلك يجعلنا نقول أن معركة ادلب القادمة هي آخر المعارك وأهمها لكلا الطرفين, وهذا ما أخذته تركيا بالحسبان فلن تُساوم بهذه المعركة وربما تنتقل هي وفصائل إدلب من الدفاع إلى الهجوم لاحقاً".

دور مقيّد

وأما الخبير العسكري المقدم أحمد العطار، اعتبر أن دور القوات التركية في إدلب هو دور مقيّد ومشروط ومرتهن بعدة أمور معقدة، ورأى المقدم أن القوات التركية ستضع ثقلها في حالات تمسّ أمنها القومي وأمن جنودها في إدلب, بحين سيكون دورها التنسيق والإشراف والمساندة الجزئية في معركة إدلب بشكل عام.

وأوضح المقدم العطار لأورينت نت قائلاً: "القوات التركية لن تكون بمواجهة مباشرة مع القوات الروسية مهما تأزّمت العلاقات بينهما, ولهذا سيكون عمل منظومات الدفاع الجوي التركية مقتصرة على حماية القوات التركية بإدلب, بحين سيكون عمل المدفعية ومراكز العمليات هو الإشراف والاسناد الناري مع فصائل إدلب".

وأكمل العطار: "بحسب خريطة توزّع القوات التركية فيمكننا القول بأن جنوب جبل الزاوية لن يكون له النصيب الأكبر من مشاركة القوات التركية في المعارك هناك, وذلك لعدم انتشار تلك القوات هناك وبالتالي سيقتصر دورها على الاسناد الناري, وهذا ينطبق على محاور جبل الأكراد وسهل الغاب, بحين يتغير دورها في عمق جبل الزاوية وشرق ادلب, وهنا من الممكن أن تضع تركيا كامل قوتها".

ترسيم منطقة آمنة جديدة

ووفق تصريحات وزير الخارجية التركي "مولود جاووش أوغلو" فإن الجيش التركي سيعمل على إنشاء خريطة منطقة آمنة في ادلب، وأكّد أوغلو على أن قواته في إدلب قد تجري بعض الترتيبات العسكرية الجديدة حسب الوضع الجديد وبما يتلاءم مع إنشاء منطقة آمنة في ادلب وتطبيق الاتفاقيات السابقة بما يخدم الأمن القومي التركي.

وبهذا السياق، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت: "القوات التركية المتواجدة في إدلب دخلت بالتوافق مع الجانب الروسي, وذلك لتطبيق اتفاقيات سابقة بخصوص محافظة إدلب ونشر بعض نقاط المراقبة ونقاط ترسيم الحدود الجانبية للمحافظة".

وأضاف العميد رحال، "ولكن تركيا نشرت قوات إضافية داخل إدلب وربما هذه خارج الاتفاق الضمني بين الطرفين, وبحسب اتفاق 5 آذار/ مارس الماضي فإن تركيا لها الحق بالردّ على مصادر النيران التي تخرق اتفاق وقف إطلاق النار بالإضافة لمحاربة كافة التنظيمات التي تمنع تنفيذ هذا الاتفاق, كما يحق لروسيا فعل مثيل ذلك".

وبالتالي فإن مهام القوات العسكرية التركية يقتصر ضمن هذا الإطار (تطبيق الاتفاقيات) والعمل بحال تم الخرق، وهذه المهام هي برعاية أمريكية كذلك خاصة بعد إدخال منظومات دفاع جوي أمريكية إلى إدلب وتملكها القوات التركية، وبالتالي سيكون دور هذه القوات ترسيم منطقة آمنة جديدة في إدلب حسب التفاهمات بين الجانبين التركي والروسي وضمان أمن هذه المنطقة برعاية أمريكية قبل الانتقال لحلول أخرى لاحقاً، حسب العميد رحال.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات