صحيفة تركية: هذه هي الأسباب التي تدفع للقيام بعملية عسكرية في إدلب

صحيفة تركية: هذه هي الأسباب التي تدفع للقيام بعملية عسكرية في إدلب
لم تعد إدلب -كما كانت في السابق- على رأس جدول الأعمال التركية-الروسية، وذلك بسبب انشغال البلدين بقضايا عدّة، وأهما مواجهة وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية التي رافقت الوباء، وكذلك بسبب الانشغال بقضايا دولية أخرى، منها ليبيا والصراع الأخير بين أذربيجان وأرمينيا.

ويرى بعض المحللين أنّ السبب في تراجع إدلب عن تصدّر جدول الأعمال بين كلّ من موسكو وأنقرة، ليس بسبب سيطرة الدوريات الروسية-التركية المشتركة على الوضع هناك -كما يُشاع- وإنّما لأسباب أخرى، منها سياسية وفي بعض الأحيان اقتصادية.

كيف هو وضع إدلب في ظل انشغال العالم عنها؟ وما هي أسباب الهجمات المتكررة على الدوريات الروسية-التركية المشتركة؟ وما هي الأسباب التي تدفع إلى ضرورة القيام بعملية عسكرية في إدلب؟ أسئلة وغيرها تطرّقت إليها الكاتبة "هدية ليفينت"، في مقالة نشرتها صحيفة "إيفرنسال" تحت عنوان "القضية التي لم تنتهِ.. إدلب"، حيث أكّدت على أنّ الوضع في إدلب متدهور للغاية، وخصوصا مع تعرَض الدوريات التركية-الروسية للهجمات المتكررة، وكذلك مع عدم الاستقرار الذي يرافق حدوث اشتباكات بين الجماعات المتطرفة، والتي انحصرت في بقعة جغرافية صغيرة داخل المحافظة.

وذهبت الكاتبة إلى أنّ عدم الاستقرار الذي تسببه الاشتباكات بين الجماعات المتطرفة، تؤثر بشكل أو بآخر بالتواجد الروسي-التركي هناك، وكذلك بالمصالحات والاتفاقيات التي يتم التوصل إليها بين كلّ من موسكو وأنقرة بشأن إدلب، مذكّرة بأنّ تركيا عقب كل عملية عسكرية كان يقوم بها النظام في السابق بدعم من روسيا، كانت تحاول إبطاء المرحلة، من خلال المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها.

ما أسباب الهجمات المتكررة على الدوريات الروسية-التركية المشتركة؟

وبحسب "ليفينت" فإنّ أمن جزء من الطرق البرية الواقعة داخل حدود إدلب، مرهون بالدوريات الروسية-التركية المشتركة، الأمر الذي خلق نوعا من عدم الارتياح لدى الجماعات المتطرفة، والتي باتت تشعر بتهديد وجودها جرّاء هذه الدوريات، الأمر الذي دفع بها إلى استهداف الدوريات المشتركة مرّات عدة.

وتابعت الكاتبة: "فقد حاولت الجماعات المتطرفة من خلال هذه الهجمات أن تذكّر بوجودها في المنطقة، وكأنها تقول (أنا هنا)، محاولة في ذلك تفجير مسألة إدلب مجددا، بعد أن تم تعليقها مؤخرا، وتحويلها إلى قضية شبه ثانوية، من خلال الاتفاقيات التي وقعت بين كلّ من وسكو وأنقرة.

ما الأسباب التي تجعل القيام بعملية عسكرية في إدلب لزاما؟

وبحسب الكاتبة فإنّ أسباب عدّة تجعل القيام بعملية عسكرية في إدلب لزاما، وعلى رأس هذه الأسباب، طريقا إم 4  وإم 5 ، والتي تمتد إحداها من إدلب إلى درعا، أي من الحدود الشمالية إلى الجنوبية، والأخرى من إدلب إلى تركيا وداخل العراق.

ولفتت الكاتبة إلى أهمية خروج الطريقين البريين من سيطرة الجماعات المتطرفة، متابعة في السياق نفسه: "هناك جانب في قضية إدلب يهم روسيا إلى حد كبير، وهذا الجانب، هو الوضع الاقتصادي الذي تفاقم مع دخول قانون قيصر الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا حيز التنفيذ، فالأسعار ارتفعت جدا، وبدأ الناس يحولون العملات النقدية التي بين أيديهم إلى الأجنبية، فقيمة الدولار انخفضت وكذلك العملة السورية تتقلص شيئا فشيئا، ولكن لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر، احتمال كبير أن يعود سعر صرف الدولار عقب عيد الأضحى للارتفاع مجددا، ولذلك لا بد من حلول لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية".

ونوّهت الكاتبة إلى أنّه من أهم الوسائل لتخفيف الأزمة الاقتصادية، هو افتتاح طرقي إم4 وإم 5 أمام حركة النقليات، مضيفة: "تحقيق الاستقرار في سوريا مهم بالنسبة إلى روسيا أيضا، ومن أجل ذلك لا بد من تقليص الأزمة الاقتصادية، ولا سيّما أنّ الهجمات التي تتعرض لها قاعدة حميميم بين الوقت والآخر تشكّل عنصرا مهددا للتواجد الروسي في سوريا".

وتساءلت الكاتبة فيما إذا كانت روسيا قد تفكر بتقديم التسهيلات اللازمة لتركيا في إدلب، على غرار ما حدث في العمليات العسكرية السابقة، كما في مدينة الباب؟ وكذلك تساءلت فيما إذا كانت العلاقات الروسية-التركية تسمح لتركيا بتوسيع نفوذها في سوريا أكثر؟.

وختمت الكاتبة: إن الجماعات المتطرفة تعدّ تهديدا بالنسبة إلى تركيا أيضا، وإعلان حرب مفتوحة على الجماعات المتطرفة قد يخلق تهديدا أمنيا بالنسبة إلى تركيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات