صحيفة: روسيا تلعب دورا مزدوجا مع تركيا.. وهذا ما يجب أن تفعله أنقرة بشأن سوريا

صحيفة: روسيا تلعب دورا مزدوجا مع تركيا.. وهذا ما يجب أن تفعله أنقرة بشأن سوريا
مع العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، في كثير من دول العالم، عقب الانشغال بمواجهة فيروس كورونا المستجد لأشهر طويلة، باتت الأنظار تتوجه شيئا فشيئا مرّة أخرى إلى السياسات الخارجية، حيث لمّح الكثير من كتّاب الرأي الأتراك إلى أنّ ملف سوريا سيكون على رأس جدول أعمال تركيا فور عودة الأمور إلى طبيعتها.

وبالفعل عادت سوريا مرّة أخرى لتتصدّر قائمة اهتمام كتّاب الرأي الأتراك، حيث أفردوا مساحات واسعة خلال الأسبوع المنصرم لانتخابات ونتائج برلمان الأسد، والتي حظيت بسخرية عارمة لدى وسائل الإعلام التركية المحلية، ليوجّه البعض منهم لهذا الأسبوع، الأنظار إلى ضرورة الاهتمام مجددا بما يحصل في سوريا، حتى لا تفقد أنقرة ما حققته من مكاسب هناك، لصالح كلّ من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

حل قضية شرق الفرات وإدلب

الكاتب والإعلامي التركي "عبد الله شانلي داغ" دعا حكومة بلاده في مقالة نشرتها صحيفة "يني عقد" إلى ضرورة توجيه الأنظار مجددا إلى سوريا، والاهتمام بما يحدث فيها، مؤكدا على ضرورة حل قضية شرق الفرات وإدلب بشكل نهائي، قائلا: "حتى وإن لم تتصدر سوريا جدول الأعمال التركي خلال وباء كورونا، فعلى تركيا الآن أن تبدأ بحملاتها التي خططت لها في البحر الأبيض وسوريا وليبيا وقبرص".

وذهب الكاتب إلى أنّ روسيا التي تتعاون معها تركيا في سوريا تلعب دورا مزدوجا في علاقاتها مع أنقرة، موضحا بأنّ موسكو تحاول عرقلة تركيا في محاولاتها الرامية لإرساء الاستقرار في المنطقة.

وادّعى الكاتب بأنّ استراتيجية أمريكا فيما يخص روسيا ليست إخراجها من شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا على أنّ الولايات المتحدة الأمريكية -على عكس الظاهر- حليفة لموسكو فيما يتعلق بالشأن السوري، موضحا بأنّ تركيا انتهجت سياسية مغايرة في سوريا، مضيفا: "منذ البدء تركيا دافعت عن وحدة الأراضي السورية، وخصوصا أنّ سوريا ليست ساحة يتعارك فيها جيش النظام مع المعارضة فحسب، وإنّما ساحة يتعارك فوقها كافة القوى الدولية والمحلية، باختصار ما تشهده الساحة السورية هو حرب بالوكالة".

على تركيا ألا تسلم مكاسبها في سوريا لأمريكا وروسيا

وذهب شانلي داغ إلى أنّ الشعب السوري فقد أمله وثقته بالنظام، لافتا إلى أنّ دخول سوريا في أزمة اقتصادية خانقة دفع بالعديد  حتى من مؤيدي النظام إلى التعبير عن الامتعاض منه.

ودعا الكاتب حكومة بلاده إلى عدم التفريط بالمكاسب التي حققتها في سوريا لصالح روسيا وأمريكا، مردفا في الإطار ذاته: "أيام صعبة بانتظار نظام الأسد، والقوات التركية في الساحة مازالت تعمل على قدم وساق وتبذل جهودا حثيثة، على تركيا أن تخرج منتصرة أيا كانت الشروط، فالدول الكبرى التي ستحقق مكاسبها في سوريا ستوجه بنادقها فيما بعد باتجاه تركيا، وهذه الحرب ليست حرب توسيع للحدود أو حرب مغامرة، إنها حرب بقاء ووجود، وخصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التهديد الإرهابي المحدق بتركيا، فالعمليات التي سيرتها تركيا في سوريا ليست من باب المغامرة، علينا ألا ننسى أن أنقرة كسرت الحصار في الجنوب من خلال العمليات العسكرية الثلاثة التي سيرتها في سوريا، بناء عليه على تركيا ألا نفرط بهذه المكاسب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات