أسعار أضاحي العيد في مناطق ميليشيا أسد مقارنة بالشمال السوري (فيديو)

ما أن بدأ العد التنازلي لحلول عيد الأضحى المبارك، سارعت ميليشيا أسد الطائفية والتجار التابعون لها في مناطق سيطرتها إلى رفع أسعار المواشي بشكل خيالي، مما حدّ من قدرة الأهالي على أداء سنة الأضحية والتي أصبحت مقتصرة على أصحاب المال.

ويحل العيد على السوريين هذا العام ضيفاً مختلفاً عن سابقه من الأعياد، وهم في محنةٍ لا تنتهي وتضييق في المسكن وصعوبات كبيرة في تأمين أبسط مقومات العيش، وقلة فرص العمل التي منعت الكثير منهم من أن يوفروا ما يدخل الفرحة لبيوتهم ويشعروا أطفالهم بفرحة العيد.

أسعار الأضاحي وسبب الارتفاع

يقول أحد تجار المواشي في مناطق سيطرة ميليشيا أسد فضل عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية لـ أورينت نت، إن أسعار المواشي من عجول وأبقار وأغنام وغيرها من المواشي التي تصلح للذبح كأضحية  تشهد ارتفاعاً كبيراً في الأسواق في هذه الأيام قبيل العيد علاوة على قلّتها أيضاً، الأمر الذي أسفر إلى قلة الطلب عليها وعزوف الكثير من الأهالي عن شرائها إضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها.

وأضاف التاجر، أن سعر رأس الغنم في دمشق وريفها يبدأ من 600 ألف ليرة سورية وما فوق وقد يتجاوز السعر عتبة المليون ليرة سورية قبل ليلة العيد بساعات أما عن سعر أضحية العجل فقد يتجاوز المليونين ونصف ليرة سورية.

وأكد أن الأسواق والأسعار هذا العام تختلف اختلافا كليا عما كانت في العام الماضي حيث كانت أسعار الخراف ما بين 150 ألف وحتى 200 ألف ليرة سورية في حين وصل سعر أضحية العجول إلى عتبة 700 ألف ليرة وكان الطلب على الأضحية في السنوات الماضية كبير جداً وكانت الأسواق تعج بالأضاحي أما اليوم  فإن الأسواق قليلة الحركة ولا يوجد بيع وشراء.

من جهة أخرى، بيّن أحد اللحامين في مناطق سيطرة ميليشيا نظام أسد الطائفية أصر على عدم الكشف عن أسمه أيضاً، أن بعض التجار يلجؤون إلى غش الأضاحي كإضافة الملح على الأعلاف، ما يجعل الخراف تشعر بالعطش وتشرب الماء بشراهة وبالتالي وزنها يزيد في الميزان، أو الغش في الميزان نفسه، ومنهم من يبيع الخراف التي تعاني من أمراض كثيرة والتي بدورها لا تصلح أن تكون أضحية من الأساس بحكم أن المشتري قد لا يعرف بهذه الأمور.

أما أسعار المواشي في الشمال السوري المحرر فهو مختلف قليلاً عن مناطق سيطرة ميليشيا أسد، ويقول تاجر المواشي محمود عبود العواد لـ أورينت نت: إن سعر الخراف تبدأ وسطياً من 500 ألف وحتى 700 ألف ليرة سورية في حين يبلغ سعر العجول نحو مليونين ليرة سورية، ويرجع العواد سبب ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العيد إلى ارتفاع سعر الدولار الأمريكي أمام قيمة الليرة السورية بالإضافة إلى ارتفاع سعر الأعلاف وتكلفة النقل.

ويوضح أن أسعار الأضاحي العام الماضي كانت تتراوح ما بين 100 والـ 150 ألف ليرة سورية حيث كان يبيع نحو 100 رأس من الخراف أما هذا العيد الإقبال ضعيف إذ معدل بيعه للخراف لا يتجاوز 25 رأس، مؤكداً أن بعض المنظمات هي من تقوم بشراء أضاحي العيد من أجل توزيعها على الفقراء ولا يوجد طلب عليها من قبل الأهالي الذين يعانون مرارة الحياة وصعوبة العيش.

شروط السن في أضاحي العيد

هناك شروط يجب على صاحب الأضحية التقيد بها وهي بالنسبة لأضحية لحم الضأن(الخراف) ما أتم ستة أشهر ودخل في السابع إذا كان سميناً، أما بالنسبة للماعز ما أتم السنة ودخل في الثانية، في حين أن البقر يجب أن يكون قد أتم السنتين، كما يجوز التضحية بالعجول المعلوفة دون السنتين لوكان وزنها يساوي وزن عجل رعوي أتم السنتين، بينما الأبل يجب أن يكون خمس سنوات ودخل في السادسة .

الأضحية

تعتبر الأضحية من الشعائر الإسلامية التي يمارسها الناس في كل عيد أضحى من كل عام، حيث اعتاد الكثير من الأهالي على ذبح الأغنام والعجول وحتى الأبل السليمة وتوزيعها ضمن نظام الحصص على الفقراء والمحتاجين لإدخال البهجة للعائلات في هذه المناسبة، ويبدأ وقت ذبحها بعد الانتهاء من صلاة عيد الأضحى إلى آخر يوم من أيام العيد.

الفرح والتهاني

من السنة إظهار الفرح والسرور في أيام العيد والتوسعة على النفس والأهل بممارسة أنواع الترويح والترفيه المباح شرعا، ومنها كذلك زيارة الجيران والأقارب والأصدقاء، وتبادل عبارات التهاني بأي لفظ معروف كان، مثل "عيدكم مبارك"، و"تقبل الله منا ومنكم".

توزيع وتقسيم الأضحية.. وهل يجوز للمضحي أن يأكل منها؟

يوضح الشيخ أبو عباده لـ أورينت نت أنه "يُستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصدق منها للفقراء والمساكين، وقد قال أهل العلم أن على المضحي أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث"، ويضيف أنه يحرم على المضحي أن يبيع شيء من أضحيته من لحم أو جلد أو صوف أو غيره، لأنها مال أخرجه لله تعالى، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة كما لا يجوز أن يعطى الجزار، شيئاً منها في مقابل أجرته، لحديث عليٍّ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري، أما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك.

 يبدو أن آمال الأهالي في سوريا لاسيما في مناطق سيطرة ميليشيا أسد أصبحت اليوم بمثابة حلم يراودهم أينما ذهبوا مع تفاقم الأعباء المعيشية، وتدهور قدرتهم الشرائية والضغوط النفسية التي تفرضها ارتفاع الأسعار والضرائب وصعوبة تأمين لقمة العيش وانتشار الفقر والبطالة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات