في ظل كورونا.. إجراءات جديدة لتنقل الأهالي بين إدلب وعفرين

في ظل كورونا.. إجراءات جديدة لتنقل الأهالي بين إدلب وعفرين
لم يوفر وباء كورونا أي بلد إلا وطاوله ولم يكن السوريون استثناء، فبعد وصوله إلى مناطق الشمال السوري التي تعاني من فقر لأدنى مقومات الحياة زاد الطين بلة وضاعف من معاناتهم، فمن يقطن تلك المناطق لا يستطيع تأمين قوت يومه فكيف له أن يتصدى للوباء العالمي الجديد.

بالمقابل تسعى المنظمات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة لتخفيف العبء عن سكان تلك المناطق وبدأت بتقديم المساعدات الطبية ضمن مشاريع الاستجابة التي تقوم بها، وعن الجهات المختصة قامت الحكومة المؤقتة بفرض العديد من الإجراءات التي تخفف من سرعة انتشار الفيروس في المنطقة، فأصدرت على سبيل المثال مديرية الصحة في مدينة عفرين قرارا يقضي بضرورة استخراج إذن لمن يرغب بالسفر إلى مدينة إدلب.

ويقول مدير الصحة في عفرين الدكتور أحمد حاجي حسن في تصريح لـ "أورينت نت": يعاني العالم أجمع من وباء ينتشر بسرعة كبيرة، ولأننا نتخوف من وقوع كارثة في الشمال السوري نحاول قدر المستطاع تقليل حركة التنقل بين المناطق، ومن الممكن فرض إجراءات وقائية على نطاق واسع".

ويتابع الدكتور أحمد: "يمنح إذن السفر المفروض لمن يرغب بالسفر من عفرين إلى إدلب وذلك للحالات الطارئة ولمرة واحدة فقط، الهدف من القيام بذلك ليس كما يذاع أنه لعرقلة أمور المدنيين بل للحفاظ على صحتهم من الإصابة بالفيروس".

ويشير إلى أن "المعبر بين المنطقتين مفتوح أمام الحركة التجارية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، ونأمل أن تنتهي أزمة كورونا ليعاد فتحه أمام المدنيين وتعود الحياة إلى طبيعتها، فنحن متضررون مما يحدث لكن ما باليد حيلة".

إذن السفر

يتوجب على من يرغب باستخراج إذن السفر إلى مدينة إدلب أن يتوجه مصطحبا الأوراق الثبوتية مع مبرر السفر إلى أحد المجالس المحلية في عفرين وجنديرس. وفي السياق أوضح محمد شيخ رشيد نائب رئيس المجلس المحلي في مدينة عفرين لـ "أورينت نت" :وصلنا في السابع عشر من الشهر الجاري قرار أصدرته مديرية الصحة في المدينة يفرض على من يرغب السفر إلى مدينة إدلب استخراج إذن سفر من المجلس المحلي، ويمنح الإذن للحالات الصحية أو الإنسانية فقط."

وأضاف شيخ رشيد: "يجب علينا التأكد أن الشخص الراغب في السفر غير مصاب بفيروس كورونا، وعليه تبرير سبب ذهابه أيضا، فإن لم يكن ضروريا لا نسمح له بالسفر ولا نمنحه الإذن، هناك تخوف كبير من انتشار المرض بسرعة ووقوع فاجعة نحن بغنى عنها".

الجدير بالذكر أن معبرا الغزاوية ودير بلوط يعتبران صلة الوصل بين مدينتي إدلب وعفرين يشرف عليهما الشرطة المدنية والشرطة العسكرية وفيلق الشام التابع للجيش الوطني كجهة تنفيذية. ويقول قائد الشرطة العسكرية في مدينة جنديرس الرائد ابراهيم الجاسم لـ "أورينت نت": أغلقنا معبري الغزاوية ودير بلوط لمنع المدنيين من التنقل بين المدن للتخفيف من انتشار الإصابات في المنطقة، وكلفنا كجهة تنفيذية على المعبرين بالتأكد من حصول كل المسافرين على إذن سفر صادر عن أحد المجالس المحلية، وعدم السماح لمن لم يستخرج إذنا بالعبور."

من جانبه أكد حازم سعد الدين وهو أحد سكان مدينة عفرين على أن مثل هكذا قرارات تعيق حركة التنقل بين المناطق وتسبب الضرر للمدنيين، ويقول: "عملي ومصدر رزقي في مدينة إدلب، وأسكن مع عائلتي في عفرين، كنت أسافر أسبوعيا مرة أو مرتين بين المدينتين أما اليوم فلم أعد قادرا على القيام بذلك، ولا أعرف هل يتوجب علي البقاء مع أسرتي أو التوجه إلى إدلب للعمل."

وأضاف المتحدث: "نعي أن هذه القرارات أصدرت بهدف الصالح العام، ونعلم أن الأيام هذه عصيبة وخطر الوباء على المنطقة إن انتشر سيكون كبيرا، لكن عدد لا بأس به ممن يعيش في إدلب لديه أعمال في عفرين والعكس، نأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريبا."

يشار إلى تم تسجيل أول حالة إيجابية لفيروس كورونا في مناطق الشمال السوري في التاسع من الشهر الجاري، وتشير آخر إحصاءات برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة في المناطق المحررة إلى أن إجمالي إصابات كورونا وصل إلى 24  حالة حتى الآن، موزعة على الشكل الآتي: 7 في سرمدا و3 في إعزاز و4 في مدينة الباب، واثنتين في كل من باب الهوى وأطمة وإدلب المدينة والدانا وسرمين. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات