مهنة الأجبان في الشمال السوري بين مصدر الرزق والصعوبات

مهنة الأجبان في الشمال السوري بين مصدر الرزق والصعوبات
يعتمد الكثير من الأهالي في الشمال السوري على مهنة صناعة الأجبان فهي مهنة عريقة يتوارثها الأبناء عن الأجداد وتنتشر تربية المواشي كالأغنام والأبقار والماعز بشكل واسع في المنطقة وخصوصا في إدلب، وقد أقيم العديد من المصانع الخاصة بتلك الصناعة.

وتعتبر هذه المهنة، مصدر رزق الكثير من الأهالي وخاصة النازحين منهم، نظراً لاهتمامهم بتربية المواشي، إلا أن هناك صعوبات عدة تواجههم في عملهم ما يزيد من معاناتهم.

كيف يصنع الجبن ؟

يقول محمد عبدو الذي يعمل في صناعة الجبن في الشمال السوري لـ أورينت نت، إن هناك عدة أنواع من الأجبان فمنها المالحة ومنها الحلوة  بالإضافة لجبنة الشلل وغيرها، وتختلف طرق صناعتها من شخص لآخر، وحول كيفية صناعة محمد للأجبان يقول: "إن أولى مراحل صناعة الجبن تكمن في تسخين الحليب حتى درجة  35 مئوية، ثم يؤتى بمادة بودرة تسمى المنفحة، وهي مادة فطرية جرثومية من نوع الجراثيم المفيدة، فيتم إضافة غرام واحد من هذه المادة لكل مئة كيلو غرام من الحليب."

ويضيف عبدو "يوضع الحليب الممزوج بهذه المادة في براميل ويحرك جيداً، حتى ينعزل المزيج إلى مياه في الأعلى ومادة الجبن في الأسفل، المياه  يتم غليها لاستخراج مادة القريشة منها، أما مادة الجبن فيتم قلبها على قطع قماش قطنية، وتكبس بمكابس ثقيلة لتصفى من الماء وتأخذ الجبنة شكل القالب."

ويبين أنه "يجب تقطيع الجبن إلى قطع صغيرة ويضاف إليها الملح، وبعدها تأتي المرحلة الأخيرة وهي الغلي حيث يتم غلي ماء مملح إلى حد الإشباع ، وتوضع الجبنة في الماء المغلي لمدة 5 دقائق وترش عليها مادة الحبة السوداء حسب الرغبة لتصبح بعدها جبنة معقمة جاهزة وطعمها جيد".

مهنة الأجبان  مصدر الرزق ولها صعوبات

يقول إبراهيم العلي أحد النازحين في مخيمات الشمال السوري لـ أورينت نت إنه يعتمد على صناعة الأجبان كمصدر رزق يساعده على تحسين وضعه المعيشي حيث يبلغ سعر الكيلو 3 آلاف و500 ليرة سورية، مبيناً أن أهم الصعوبات التي تواجههم هي عدم وجود أماكن لحفظ المنتجات , الأمر الذي يؤدي إلى فسادها لاسيما أن الكهرباء في المنطقة معدومة والبعض يعتمد على الواح ألطاقة الشمسية أو الاشتراك بالأمبيرات الخاصة(المولدات) وهذه مكلفة ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير.

في حين يعتمد أبو علي نازح أيضاً  على تربية المواشي وصناعة الأجبان التي ورثها عن أجداده، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف من أهم الصعوبات التي تواجههم لاسيما أن المراعي قليلة هذا العام ولا توجد أراضٍ خصبة تمكنه من الرعي وهذا بدوره يؤثر على إنتاج الحليب وصناعة الجبن.

من جهته يوضح بلال اليوسف أحد بائعي الأجبان والألبان في مدينة إدلب لـ أورينت نت، أن الحركة الشرائية للأهالي في الأسواق منخفضة مقارنة بالأعوام السابقة لعدم توفر مادة الحليب بشكل كبير، مع ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد من مادة الجبن نحو 5 آلاف ليرة سورية، منوهاً أن إنتاج الجبن يباع في الأسواق المحلية ولا يصدر إلى الخارج.

ويشير اليوسف إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه مربي المواشي أبرزها ضيق المساحات الزراعية وعدم توفر مادة الأعلاف وقلة دعم هذه الشريحة من الأهالي في الشمال السوري.

جهات داعمة

تعمل بعض المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري على التخطيط لتنفيذ مشاريع للعاملين في مجال صناعة الأجبان بهدف تحسين ظروفهم المعيشية ودعمهم وتأمين لهم كافة متطلبات مهنتهم وعلى رأسها ألواح الطاقة الشمسية البديلة لتعوضهم عن الكهرباء، بالإضافة لوسائل وأماكن حافظة، إذ يوجد في المنطقة أكثر من 250 عائلة تعمل في تربية الواشي وصناعة الأجبان.

وتتراجع الثروة الحيوانية في الشمال السوري المحرر بشكل كبير، نتيجة ضيق المساحات الرعوية من جهة وقلة الدعم من جهة أخرى الأمر الذي يؤدي إلى قلة إنتاج الألبان والأجبان علاوة على غياب المعدات والمتطلبات اللازمة لهذه الصناعة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات