أورينت تفتح ملف زواج القاصرات في مخيمات الشمال السوري.. هذه أبرز الأسباب

أورينت تفتح ملف زواج القاصرات في مخيمات الشمال السوري.. هذه أبرز الأسباب
مع امتداد رقعة حرب نظام أسد على الشعب في سوريا، وما خلفته من نزوح آلاف العوائل السورية، وتجمعهم في مخيمات الشمال السوري، الذي بات يكتظ بآلاف الخيام المتلاصقة على الحدود السورية التركية، كان للفتيات القاصرات العبء الأكبر من التهجير والنزوح، حيث انتشرت ظاهرة زواج القاصرات بشكل كبير نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة في المخيمات وذلك لحمايتهم من عدة مخاطر.

الطفلة رغد الحمدو (14عاماً) اضطرت للزواج من رجل يكبرها بخمسة عشرة عاماً بعد أن أجبرها والدها على الزواج، وذلك بعد نزوحهم من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، إلى مخيمات مدينة أطمة الحدودية.

 

تقول رغد والألم يعصر قلبها" أجبرت على الزواج من رجل يكاد يكون بعمر والدي، لم أكن أتخيل يوماً أن أصل لهذه الحالة المزرية نتيجة ما عانيته من ضرب وإهانات من زوجي إنتهت بطلاقي بعد أقل من سنة على زواجنا" وتضيف" تنازلت عن جميع حقوقي لأحصل على حريتي وطلاقي لأعود بعدها إلى بيت أهلي مطلقة أو أرملة كما يصفني المجتمع المحلي في إدلب" وتتابع رغد دراستها بعد أن تركتها مجبرة، آملة أن تستطيع تحقيق حلمها في أن تصبح مرشدة اجتماعية وخاصة بعد معاناتها من النظرة النمطية والدونية التي ينظرها المجتمع للمطلقة الأمر الذي يؤلمها أكثر من ألم طلاقها.

أبرز الأسباب

ويوجد أسباب كثيرة تدفع الأهالي لتزويج بناتهم بمثل هذه الزيجات، على رأسها العادات والتقاليد التي تحتم على الفتاة الزواج المبكر، بالإضافة للحالة الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وما رافقها من فقر مدقع بات يحاصر النازحين في المخيمات، مما يدفعهم لتزويج بناتهم بسن مبكرة، لرفع بعض الأعباء المادية، فضلاً عن رغبة الأهالي بتزويج بناتهم خوفاً من تعرضهن للاعتداء أو الخطف، بسبب الكثافة السكانية الكبيرة والسكن في خيام قماشية مكشوفة على بعضها، مما يجعل بعض الأهالي أكثر تخوفاً على بناتهم.

لم يكن حظ سميرة (17عاماً) بأفضل من سابقتها، إذ تزوجت من رجل أجبرها على العمل للإنفاق عليه، حيث استمر زواجها لمدة سنتين ذاقت خلالها كل أنواع العذاب والقهر والذل، لينتهي زواجها بالطلاق لتعود إلى خيمة قماشية على الحدود مصطحبة طفلها الرضيع الذي رفضت التخلي عنه وعن هذا تقول" فقر أهلي وتشجيع أمي لي هو أكثر مادفعني للزواج، بدأت المشاكل بيني وبين زوجي بعد زواجنا بفترة قصيرة، كان يعاملني كالخادمة في المنزل، كما أجبرني على العمل الشاق في الأراضي الزراعية لأنفق عليه" تصمت قليلاً لتتابع" يالهم من عديمي المسؤولية، كيف يستطيع هؤلاء الرجال ألا يفكروا إلا بأنفسهم متجاهلين عوائلهم وأطفالهم" وتعمل سميرة للإنفاق على طفلها  لتأمين لقمة العيش.

فيما لا توجد إحصائية دقيقة عن نسبة زواج القاصرات في الشمال السوري نتيجة كثرة المخيمات العشوائية من جهة ولعدم تسجيل معظم هذه الزيجات في المؤسسات الحكومية والمحاكم الشرعية في المنطقة والاكتفاء بالشيخ والشهود "عقد براني" من جهة أخرى ما دفع بعض الناشطون لتنظيم حملات وندوات عن الزواح المبكر في إدلب للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وهو ما تؤكده المرشدة الاجتماعية والنفسية خلود الأمين(38عاماً) إذ تقول" الفتيات اللواتي يتزوجن مبكراً لا يشعرن  بالحياة الزوجية المستقرة إضافة لكثرة الشعور بالتوتر والقلق المستمر بينها وبين الزوج، بل إن بعض القاصرت يصبن بحالات اكتئاب بسبب زواجهن المبكر وهو مايفسر فشل القسم الأكبر من هذه الزيحات" مشيرة إلى أن الفتاة في تلك المرحلة العمرية غير مؤهلة لاتخاذ قررات سليمة وتحمل مسؤولية تكوين أسرة".

ولا تقتصر ظاهرة زواج القاصرات على المخيمات فقط، إنما استشرت في جميع المحافظات السورية مع انطلاقة الثورة السورية لتحصد معها مستقبل الكثير من الطفلات  اللواتي رحن ضحية زواجهن المبكر ليحرمن بذلك من أدنى حقوقهن من طفولتهن ومتابعة تحصيلهن العلمي.

التعليقات (1)

    محمود

    ·منذ 3 سنوات 8 أشهر
    ابحت عن زوجه صادقه حنونه ارمله او مطلقه انا من سوريا وساكن بسوريا العمر 47 سنه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات