واقع طبّي هش بمناطق ميليشيا أسد.. النظام يحارب السوريين بدوائهم

واقع طبّي هش بمناطق ميليشيا أسد.. النظام يحارب السوريين بدوائهم
يواجه السوريون في مناطق سيطرة ميليشيا أسد الطائفية، صعوبةً في الحصول على الخدمات العلاجية، في ظل واقعٍ طبّي هش، فرضه أسد، وتجلّى ذلك باستهداف الكوادر الطبّية وسط نقصٍ حاد في التجهيزات الطبّية في مناطق الميليشيا، بالإضافة إلى رفع أسعار الأدوية والتحاليل لعدّة أضعاف خلال السنوات الأخيرة.

وبعد هبوط الليرة السورية لمستويات قياسية، بات أسد عاجزًا لا عن تأمين قوت السوريين في مناطق سيطرته فحسب، بل وعن تأمين سبل العلاج والأدوية التي فُقدت بعض أنواعها من السوق السورية لفترات، معاودةَ الظهور بأسعار مرتفعة عن سابقتها.

حجب بعض الأصناف لرفع سعرها

محمد شاب يقيم في دمشق تحدّث لـ "أورينت نت" عن انعدام سبل الرعاية الصحّية في مناطق سيطرة أسد. وقال: "والدتي مصابة بمرض ضغط الدم، وبلغ سعر أحد أصناف الأدوية المخصّصة لهذا المرض 2300 ليرة بعدما كان 400 ليرة قبل شهر من الآن، في وقتٍ يتقاضى فيه الموظف 50 ألف ليرة سورية معاشًا شهريًا".

وطرحت "وزارة الصحة" التابعة لـ نظام أسد نهاية أيار الماضي، قائمة جديدة لأسعار بعض الأدوية تضمنت رفعًا للأسعار تراوح بين 60 - 500 % لبعض الأدوية. وأضاف الشاب في هذا السياق، أن الأسواق تشهد انقطاعًا في بعض أصناف الأدوية فيضطر المريض لشراء البديل الدوائي الذي يحمل نفس التركيبة بسعر مرتفع أمام فقدان الدواء المطلوب.

يعتبر محمد أن من أسماهم "قياصرة الداخل" في إشارة لمحتكري الأدوية وأصحاب معاملها، شريكًا في تعقيد المشهد الطبي في سوريا قائلًا: "لا يمكن رد كل ما يمر به المواطن لقانون قيصر سيما وأن الحال قبل هذا القانون لم يكن أفضل على مستويات أخرى".

وتحدث خالد (28) عامًا وهو أب لطفلة في أشهرها الأولى لـ "أورينت نت" عن الارتفاع الجنوني لأسعار حليب الأطفال على حد وصفه. ويقول: "كنت أشتري علبة حليب الأطفال بمبلغ 2200 ليرة، وفجأة اختفت من الأسواق لتعود بعد شهر بسعر 4500 ليرة، فغيّرت نوع الحليب بما يناسب قدرتي الشرائية". ويضيف خالد، أن هذا الشيء حصل عدّة مرات والآن باتت أرخص علبة حليب أطفال بسبعة آلاف ليرة.

كما لفت إلى تفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات قائلًا: "تعرّض والدي لجلطة قبل أيام وأثناء بحثي عن أحد أنواع أدويته فوجئت بأن نفس علبة الدواء موجودة في صيدليتين بسعر 20 ألف ليرة في الأولى و12 ألف ليرة في الثانية.

ولا تتوقف معاناة السوريين عند هذا الحد حيث يصطدم المريض حسب حالته بحاجته لإجراء تحاليل مخبرية وصور أشعة لا توفّرها مستشفيات أسد غالبًا بحجّة عطل في الأجهزة فيطرق المريض أبواب المراكز الطبية الخاصة متحمّلًا قسوة المرض والأسعار التي تفرضها هذه المراكز.

سلوى، صيدلانية في العاصمة دمشق، تحدّثت لـ "أورينت نت" عن ارتفاع أسعار الأدوية مشيرةً إلى أن وزارة الصحة التابعة لـ أسد تقوم بتسعير الأدوية الرئيسية والنوعية فيما تقوم معامل الأدوية بتسعير المتمّمات الدوائية التي تندرج في إطارها الفيتامينات والمقويات. مشيرة إلى أن رواتب السوريين في مناطق ميليشيا أسد، لم تعد تتماشى مع الغلاء الذي تشهده الأسواق على كافة المستويات بما فيها الأمور العلاجية. وعلّلت سلوى ارتفاع أسعار الأدوية بأن المواد الأولية الداخلة في صناعتها مستوردة بالمجمل ويتم تصنيعها في معامل محلية وهذا ما ساهم في ارتفاع أسعارها في الآونة الأخيرة.

وتُرجع سلوى، سبب التفاوت في الأسعار بين صيدلية وأخرى إلى أن الصيدلاني غير متابع للنشرات التي تصدرها وزارة الصحة، موضحةً أن أسعار الأدوية موحّدة من قبل الوزارة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات