حمشو ينسحب.. صحيفة تكشف سبب تحييد "رجل إيران" عن "انتخابات" برلمان أسد

حمشو ينسحب.. صحيفة تكشف سبب تحييد "رجل إيران" عن "انتخابات" برلمان أسد
كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن السبب الذي دفع، محمد حمشو، (رجل إيران) من الترشح لبرلمان أسد، حيث أعلن الأخير، أمس الجمعة، انسحابه من الترشيح لما يسمى "انتخابات مجلس الشعب" قبل يومين من "الانتخابات"، في خطوة فاجأت الكثيرين، وسط ما أسمتها "مؤشرات" أن "حزب البعث" هو من تولى عملية إخراجه، وتصاعد الصراع بين أركان نظام أسد.

ونقلت الصحيفة عمن أسمتها "مصادر مطلعة"، أن "الأمين القطري المساعد لحزب بعث"، هلال الهلال، قطع زيارته إلى حلب بشكل مفاجئ، حيث كان يتولى إدارة الماكينة الانتخابية لـما يسمى "قائمة الوحدة الوطنية" البعثية، وعاد غاضبا إلى دمشق متوعدا حمشو وفي ذهنه شيء واحد هو معاقبة "الرفاق البعثيين المتواطئين مع «قائمة شام» التي يقودها حمشو.

وأشارت المصادر  - وفقاً للصحيفة - إلى أنه "فور عودة هلال إلى دمشق، عقد اجتماعا لـ«القيادة المركزية» لـ«البعث» التي أصدرت قرارات بمعاقبة خمسة من القيادات «البعثية» في فرع دمشق بسبب تنسيقها مع حمشو، حيث تم الاعتراض من قبل أعضاء في «المركزية» بأن قيادات «بعثية» تدعم رجل الأعمال بلال النعال".

وبحسب المصادر، "التقط حمشو المقرب من إيران وماهر أسد (قائد الفرقة الرابعة) وشقيق بشار أسد الرسالة من قرارات «القيادة المركزية» وقرر الانسحاب، ونشر بيانا على صفحته الشخصية جاء فيه: «أعلن انسحابي من الترشيح لعضوية مجلس الشعب عن الدور التشريعي الثالث".

المصادر ذاتها أشارت إلى أن "حمشو أقدم على ترشيح نفسه متأخراً، إذ كان اسمه بين أواخر الأسماء التي تقدمت بطلبات ترشيح عن مدينة دمشق". وذكرت أنه قدم ترشيحه بعد أن "جاءته رسالة من الدوائر العليا للنظام بأن بشار أسد ليس لديه ملاحظات على أدائه بالبرلمان وأن دوره هناك جيد لكنه غير راض عن تهم الفساد التي تورط بها".

وكان حمشو تورط في فضيحة فساد بوزارة التربية اضطرته إلى دفع مبلغ تسوية 90 مليار ليرة سورية (حوالي 100 مليون دولار أميركي في حينه) بموجب قرار صادر عن الهيئة العليا للرقابة والتفتيش، التابعة لنظام أسد، حيث تندر كثيرون على "قائمة شام" التي شكلها وسموها بـ"قائمة التسعين مليار".

تقول الصحيفة: "اللافت أن حمشو رعى بشكل سري حملة «قائمة الوحدة الوطنية» في دمشق"، كاشفةً نقلاً عن "مصادر مطلعة"، أنه "نظم جلسات تصوير لأعضاء من القائمة بينهم عارف الطويل ومحمد خير عكام ونبيل طعمة، وأمر بنشر لافتات في أنحاء دمشق لهم على نفقته الشخصية في محاولة لنيل رضا قيادة «البعث» عن ترشيحه والفوز بأصوات البعثيين".

ولاحظت "مصادر متابعة للعملية الانتخابية"، أن "حمشو غاب عن الجولات الانتخابية يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس بشكل لافت ومن دون سابق إنذار، وأنه لم يكن مرتاحاً خلال الجولات التي نفذها وبينها اللقاء الكبير لقوائم المرشحين المستقلين عن مدينة دمشق في حي الميدان الدمشقي العريق".

كما "كان لافتا خلال اليومين الماضيين أن حمشو كتب عدة مرات منشورات على صفحته بموقع فيسبوك تعلن انسحابه ثم حذفها، فيما رأى مراقبون في الأمر «تكتيكا للعب بأعصاب «قائمة دمشق»، قبل أن يتبين أن الرجل كان يطلق بالونات اختبار ليرى ردود فعل نظام أسد عليها، إلا أن النظام لم يعطِ أي رد فعل خاص على إعلانات حمشو المحذوفة ما أكد للأخير أن النظام لا يدعم استمرار ترشيحه وأن المطلوب الانسحاب.

وبحسب الصحيفة، فقد انقسمت الآراء حول الدوافع وراء انسحاب حمشو. فهناك من اعتبر أن "النظام استجاب لطلب روسي بعدم استفزاز واشنطن بترشيح رجل أعمال معاقب بموجب قانون قيصر"، وبعضهم رأى أن "النظام لا يريد للعملية الانتخابية أن ترتبط بفساد حمشو أو أن يستغل الأخير العملية للتغطية على فساده"، في حين اعتبر آخرون أن انسحابه "مؤشر جديد على تصاعد الصراع ما بين بشار أسد وشقيقه ماهر".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات