ترغيب وترهيب.. هكذا يبتز نظام أسد معتقلين قبيل الإفراج عنهم

ترغيب وترهيب.. هكذا يبتز نظام أسد معتقلين قبيل الإفراج عنهم
شكل ملف المعتقلين القضية الأبرز في الثورة السورية لدى جميع الأطراف وبخاصة نظام أسد المعروف بوحشيته ووحشية الطرق التي يتبعها مع من طالته يداه وكان معارضاً لسياسته القمعية، وقد كشفت العديد من المنظمات الحقوقية عن المأساة التي يتعرض لها المعتقلون في سجون أسد من تعذيب وفقدان لأبسط مقومات الحياة وغيرها من الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في سجونه.

وفي ظل توجه أنظار العالم إلى (قانون قيصر)، الذي سيكون تأثيره في حال تطبيقه وإقراره كبيراً على نظام أسد وحلفائه وحتى الدول التي تتعامل أو تنوي التعامل معه، تمكنت أورينت من الحصول على شهادات جديدة من معتقلين سابقين خرجوا مؤخراً من سجن صيدنايا سيء الصيت، والذي يعد من أكبر (مسالخ) آل الأسد، وقضى فيه آلاف المعتقلين من السوريين على يد جلادي أسد وزبانيته.

الجاسوسية مقابل الحرية

وقال (م. ر) وهو أحد المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا لـ "أورينت نت"، إن "نظام أسد وعند حروجي من المعتقل قبل 3 أشهر، قام بمساومتي على العمل كـ (جاسوس ومخبر) لصالح فرع الأمن الجوي في مدينة حماة، حيث تم طلبي إلى مكتب التحقيق بعد أن أخبروني أن أجهز نفسي من أجل الإفراج عني، كنت قلقاً حينها جداً لا سيما وأني كنت أسمع قصص (من خرج ولم يصل لأهله)، ودعت رفاق الألم والقهر في الزنزانة (17) التي لن أنساها ما حييت، ووقفت أنتظر لحين فتح باب الزنزانة وصرخ أحد الزبانية (34 طلاع لهون)، نعم كان هناك أرقام فقط (لم يكن هناك أسماء أبداً)، حيث خرجت برفقة السجّان الذي أتمنى أن تسنح لي الفرصة يوماً لأذيقه جزءاً مما كان يذيقنا إياه".

وأضاف: "كنت مغمض العينين بواسطة (طماش) وواصلنا السير لمدة 6 دقائق تقريباً وطوال تلك المدة كنت أتعرض (للنعر) من قبل السجان مع شتائم لم تتوقف إلا عندما دخلت مكتب التحقيق، حيث طلب المحقق من السجان إزالة (الطماش) عن عيني وكانت هذه أول مرة أرى فيها (المحقق ومكتب التحقيق) ولكن عرفت أن هذا المحقق هو نفسه الذي حقق معي على مدار 6 أشهر، طلب مني المحقق أن أجلس على الكرسي وبدأ بخطابه (عن الوطن ورب المواطن والدولة والمواطن والإرهاب).

تهديد ووعيد

وذكر: "بعد أن انتهى الخطاب أخبرني المحقق بأن المدة التي أمضيتها لديهم كانت كافية لأعود إلى رشدي وأقدر معنى الوطن الذي يملك قيادة حكيمة تتجسد في بشار أسد، علماً أن تهمتي الموجهة إلي كانت (إيواء مسلحين وتقديم العون لهم)، ورغم أنني أتشرف بذلك إلا أنني لم أفعلها".

وفي كل الأحوال أمضيت 6 أشهر مرت وكأنها 6 قرون، حيث وبعد (الخطاب الرنان) طلب مني المحقق أن (أكفّر عن ذنبي والعياذ بالله) وذلك عن طريق إسداء خدمات لـ (السلطات المختصة) على حد تعبيره، لا سيما وأني كنت (مهندس برمجة)، وهذا ما دفع المحقق للحديث معي  في هذا الأمر".

"طلب مني المحقق أن أقوم بالتجسس لصالح (فرع المخابرات الجوية في حماة) لقاء مكافآت وامتيازات (لم يحددها) سأحصل عليها لاحقاً، وكل ما علي أن أقوم به هو بضع مهام في المناطق المحررة والتي وصفها بـ (بؤرة الإرهاب)، وأن ذلك العمل ليس أمراً اختيارياً بل إجباريا وعلي أن أقبل وإلا !!.... كانت كلمة (وإلا) هي المفصل لأن المحقق تحدث عن أذرع طويلة لميليشيات أسد داخل المناطق المحررة وأنها تستطيع جلبي واختطافي وربما قتلي في حال لم أنفذ ما يطلب مني".

 وأشار إلى أن مجموعة المهام التي طلبت منه كانت عبارة عن (زرع أجهزة تجسس داخل مناطق محددة - اختراق حسابات القادة العسكريين وهواتفهم ونقل كل ما فيها إلى فرع الأمن الجوي بحماة عبر (وسطاء) سيتم تحديدهم لاحقاً لي عبر اتصالات هاتفية" وغيرها من المهام التي تعتمد على (مجال دراسته).

شهادات مروعة:

وقبل مدة حصلت أورينت على شهادات مروعة من معتقلين سابقين خرجوا من (فرع فلسطين) المرموز له بالرقم /235/ والمعروف باسم (الفرع الأسود،فرع الجحيم) سيء الصيت، والذي يعد من أكبر (مسالخ) آل الأسد وقضى فيه آلاف المعتقلين من السوريين على يد جلادي أسد وزبانيته.

وجاء في المعلومات التي حصلت عليها أورينت، ما مفاده أن ميليشيا أسد مؤخراً اتبعت أسلوباً جديداً في قتل السجناء، يعتمد على قطع الهواء عنهم أو بالمختصر (خنقهم)، وذلك بطرق عدة تختلف من سجين إلى آخر، وتتراوح أيضاً بحسب كمية الحقد التي يحملها كل جلاد في (الفرع المشؤوم)، حيث لقي مئات السجناء خلال الشهرين الماضيين حتفهم، عبر حبسهم في غرف مغلقة تماماً ولا تحوي أي منافذ تسمح بدخول الهواء، واستمر الأمر على هذه الحال أياماً طويلة لحين وفاتهم"، حيث تأتي هذه الطريقة ضمن سلسلة طرق جديدة لتصفية السجناء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات