الخارجية الأمريكية: نظام الأسد ينهار.. موقف جديد أم مراوغة عابرة؟

لطالما أكدَ المسؤولون الأميريكيون أن الهدفَ من قانون قيصر والعقوباتِ الاقتصادية ليس تغييرَ النظام، وإنما تغييرُ سلوكِه.. هذا التغييرُ الذي يشملُ قضايا جيوسياسية متعلقة بالمنطقة وأمنِها أكثرَ من أن يكون متعلقاً بالشعب السوري وطموحاتِه.. فعلى سلّمِ الأولوياتِ الأمريكية في سوريا هو إخراجُ إيران، والحفاظ ُعلى أمن إسرائيل، ولجمُ نفوذِ ميليشيا حزبِ الله

لكنَّ مسؤولاً في الخارجيةِ الأمريكية صرّحَ أنَّ أهدافَ إدارةِ ترامب تتركّزُ على إنتاج ِنظامٍ جديد في سوريا وليس فقط خروج بشار الأسد من السلطة.. وأكدَ أنَّ النظامَ ينهار.. تأتي هذه التصريحاتُ لتكشفَ مدى تناقض ِالسياسة الأمريكية في سوريا، وضبابيةِ مواقِفها وعدمِ وضوحِها، فكيفَ سيتمُّ إنتاجُ نظامٍ جديد؟ وما هي الآلياتُ التي ستعتمدُها الولاياتُ المتحدة؟ خاصة أنه لا شيءَ يشيرُ على الأرض على تغيير ِالاستراتيجيةِ الأمريكية في سوريا

قد تكون مذكراتُ جون بولتون التي ظهرت مؤخراً كشفت أنَّ الملفَ السوري على هامش ِاهتمامِ إدارةِ ترامب التي لا تُلقي له بالاً طويلاً، وكذلك الوقائعُ على الأرض تشي بقواعدِ اللعبةِ الأمريكية على الأراضي السورية، فقد اكتفت القواتُ الأمريكية على ما يبدو بالسيطرة على حقولِ النفط السورية وثبتت قواعدَها، وهي مستمرة ٌبدعم ميليشيا قسد، وما العقوباتُ التي فرضتها مؤخراً على نظام أسد إلا محاولةً للضغط ِعلى الروس لسحبِهم لطاولة المفاوضات، ولكسب بعضِ التنازلاتِ منهم

وعلى ما يبدو أن الأهدافَ الأمريكية من العقوباتِ لم تؤتِ ثمارَها، وأعطت نتائجَ عكسية ًوقد تكون الاتفاقيةُ الأمنية والعسكرية بين النظام وإيران والتي رحبت بها موسكو رسالة َتحدي للولاياتِ المتحدة، فهذه الاتفاقياتُ لم تضفْ شيئاً وإنما أقرتِ الأمرَ الواقِع، ولكنَّ توقيتَها بعدَ قانون قيصر وكونها جاءت بغطاء ٍروسي كلها مؤشراتٌ على عدم ِالتعاطي مع واشنطن مهما مارست من ضغوط، وأن روسيا وإيران ماضية ٌبسياستها في سوريا مهما كان الثمن

وعلى ضوء تصريحاتِ الخارجية الأمريكية.. ما هي وسائلُ الولاياتِ المتحدة لإنتاج نظامٍ جديد في سوريا؟

هل ستبقى تعتمد على سياسةِ العقوباتِ الاقتصادية؟ أم أن لديها خياراتٍ أخرى؟

ألا تدل الوقائعُ أنَّ هذه العقوباتِ لم تُغيّر من سلوك النظام كما تريدُ الولايات المتحدة، ولكنها زادت من تعنُّتِه بدعمٍ روسي؟

هل تعتمد أميركا على تأثير العقوباتِ طويلِ المدى للضغط على حلفاءِ النظام؟

وفيما يتعلق بتصريحات ِالمسؤولين الأمريكيين حول سوريا.. هل هناك تناقضٌ في المواقفِ من الشأن السوري داخل الإدارة الأمريكية؟

أم أن واشنطن تعتمدُ على سياسة الشدِ والجذب وتحاول أن تحذرَ من تغيير النظام في حال عدمِ رضوخِه لشروطها؟

الضيوف:

د. إدموند غريب - أستاذ العلاقات الدولية - واشنطن – skype

د. خطار أبو دياب - أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس - بيروت – skype

أحمد مظهر سعدو – محلل سياسي – غازي عنتاب – DTL

تقديم:

أحمد الريحاوي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات