تصريحات خطيرة.. داوود أوغلو: في البداية تركيا وقفت مع بشار أسد ولكن

تصريحات خطيرة.. داوود أوغلو: في البداية تركيا وقفت مع بشار أسد ولكن
أدلى "أحمد داوود أوغلو" رئيس وزراء تركيا السابق، وزعيم حزب المستقبل، بتصريحات مهمة حول السياسة التي انتهجتها تركيا في البدايات بشأن سوريا، كاشفاً عن تفاصيل مهمة حول اجتماعه الذي استمر لـ 6 ساعات ونصف مع بشار أسد، محمّلا الأخير مسؤولية انهيار "نظام السلام" الذي كان من المقرر أن يشمل سوريا وتركيا ولبنان والأردن.

جاء ذلك في لقاء تلفزيوني شارك فيه داوود أوغلو على قناة "خبر ترك"، أجاب خلاله على كافة الأسئلة التي طرحها عليه الكاتب والإعلامي "فاتح ألتايلي"، حيث تطرّقا مباشرة عقب الانتهاء من الحديث عن تداعيات تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، للحديث عن الملف السوري.

ووجّه ألتايلي سؤالا لداوود أوغلو، استفسر منه فيما إذا كان مستعدا لتحمّل تبعات ما يقع على عاتقه جرّاء السياسة التي انتهجتها تركيا في سوريا، وخصوصا أنّه - والحديث عن داوود أوغلو - كان يشغل منصب وزير خارجية تركيا حين بدأت الثورة السورية.

وجاء في سؤال ألتايلي: "مع قدوم حزب العدالة والتنمية تم رفع مستوى العلاقات بين سوريا وتركيا إلى أعلى المستويات، فيما بعد ومع القيامة التي حصلت في سوريا بداية 2011، بدأ الغرب بالهجوم على سوريا بالتزامن مع موجة الربيع العربي الذي شهدته المنطقة، ما كان لأحد حينها أن يتوقع من تركيا أن تأخذ موقفا صارما إزاء الأسد، ذهبتم حينها أنتم لتجتمعوا مع الأسد قرابة 6 ساعات، فيما بعد تحولت تركيا لعدو مع سوريا، وحصل ما حصل للسوريين ولسوريا، ما الذي تحدثتموه حينها مع الأسد حتى وصلت الأمور فيما بعد إلى ما وصلت إليه من خراب وتهجير الملايين، وموت مئات الآلاف؟ هل تتحملون تبعات ما يقع على عاتقكم جراء السياسة التي انتهجتموها آنذاك؟".

أجاب داود أوغلو بأنّه ذهب إلى سوريا عندما كان بمنصب المستشار الأول أكثر من 60 مرة، وأنّه اتُهم بالوقوف مع سوريا ضد الغرب، قائلا: "كان لدينا مشروع اندماج مع سوريا، وكان هذا المشروع مشروع سلام يشمل سوريا وتركيا ولبنان والأردن، ولكن هذا المشروع انهار، وسبب انهياره ليس الاجتماع الذي عقدته مع الأسد والذي استمر لـ 6 ساعات، نعم الغرب وروسيا لعبوا دورا مهما في انهيار هذا المشروع، ولكن المتسبب الرئيس والأساس في انهيار هذا المشروع هو بشار الأسد نفسه".

وتابع داود أوغلو، أنّه مع بدء الربيع العربي ذهبت إلى سوريا عندما كنت وزيرا للخارجية  3 مرات، وأنّني أخبرت الأسد في كل مرة قابلته فيها بأنّ الربيع العربي موجة كبيرة، من الممكن أن يصل آثارها حتى إلى تركيا، مضيفا: "كنت أقول له نحن إلى جانبك، وكنت أحمل له رسائل من السيد عبد الله غل، عندما كان رئيسا للجمهورية، ومن السيد رجب طيب أردوغان، وكنت أقول له إياك أن تستخدم قوة الجيش من أجل إسكات المظاهرات، وكنا نخشى استخدام الجيش لسبب واحد، وهو أنّ مسؤولي الجيش الكبار ينتمون لأقلية طائفية ومذهبية واحدة تشكل 12 بالمئة من إجمالي النسيج السوري، ولأن أحداث 82 مازالت عالقة في أذهان السوريين، فكان من الجلي والواضح أن يتسبب تحرّك الجيش بصراع كبير".

ولفت داود أوغلو إلى أنّ تركيا لمدة 8 أو 9 أشهر بعد انطلاقة الثورة السورية حافظت على علاقاتها الجيدة مع النظام، وأنّها دعمته في البدايات، موضحا بأنّ الادّعاءات التي روجّها الأسد والتي اتهمت تركيا بأنها كانت ترغب في جعل الأخوان المسلمين شركاء له في السلطة، لا تمت إلى الصحة بصلة.

وأردف في الإطار ذاته: "تفاصيل الاجتماع كلها مدونة، وكان السفير التركي حاضرا، 3 ساعات ونصف الأولى من الاجتماع، كانت بين الوفدين التركي- السوري، وبعد ذلك 3 ساعات اجتماع ثنائي بمشاركة وزير خارجيته وسفيرنا، حيث دونوا الخطة التي تم التوصل إليها، وكانت هذه الخطة تهدف للوقوف مع الأسد، حيث واجهنا اتهامات من قبل البعض آنذاك، بأننا وقفنا ضد مبارك لكونه ديكتاتورا، وأننا نساند بشار الأسد على الرغم من كونه ديكتاتورا أيضا، ولكن فيما بعد، وجدنا وخصوصا في تلك الأيام حيث كان شهر رمضان المبارك، وكان الأسد يقتل شعبه في حمص وحماة بالمدافع، وكان يضرب اللاذقية من البحر، وفي دير الزور كان يُلقي البراميل على رؤوس شعبه، فما الذي كان يترتب علينا فعله حيال هذا؟ نحن حاولنا أن نحول دون وقوع هذه الكوارث، ولكن المسؤول الأول عن كل ما حدث هو الأسد".

وأكّد أنّ الأسد لو قام بإصلاحات حقيقية، وأنّه لو لم يحصر سوريا بين عائلتي أبيه وأمه، أي بين عائلتي الأسد ومخلوف، لكان الأمر مختلفا عما هو عليه الآن، موضحا بأنّه حتى الطائفة العلوية باتت منزعجة من فرض هاتين العائلتين على سوريا.

وأردف داوود أوغلو بأن بلاده لم تعرض على أحد التعاون مع الأخوان المسلمين، وأنّ تركيا دعمت في وقت سابق حكومات لم تكن ذات طابع إسلامي، سواء في العراق ولبنان ومصر، وأنّ ما يهم بلاده هو أن تكون الجهة المنتخبة وصلت إلى السلطة بطريقة ديمقراطية وشرعية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات