ما دلالات تنظيم تركيا لفصائل المعارضة في إدلب؟

ما دلالات تنظيم تركيا لفصائل المعارضة في إدلب؟
ما إن بدأ اتفاق وقف إطلاق النار في بداية شهر آذار/ مارس الماضي حيّز التنفيذ، حتى بدأت تركيا بتنظيم فصائل المعارضة في إدلب نظراً للحاجة الماسة لذلك، كما أشرفت القوات التركية المتواجدة في إدلب على عدة ملفات خاصة بتنظيم وتدريب هذه الفصائل تحسّباً لأي طارئ في المستقبل القريب.

ووفق بعض المصادر العسكرية الخاصة بأورينت نت فإن الجانب التركي عمل على إنشاء 6 ألوية عسكرية مشتركة بين فصائل الجيش الوطني والقوات التركية وقوام كل لواء قرابة 3000 عنصراً وضابطاً من الطرفين, بالإضافة إلى إنشاء ما يقارب 40 كتلة عسكرية منها 28 كتلة من الجبهة الوطنية التابعة للجيش الوطني و 12 كتلة من هيئة تحرير الشام, حيث إن قوام كل كتلة قرابة 400 عنصر من أجل تدريبهم وتنظيمهم خلال فترة قريبة.

تنظيم العدد الحقيقي

وعن دلالات تنظيم تركيا لفصائل المعارضة والهدف من ذلك, يقول الرائد زهير الشيخ لأورينت نت: "غاية تركيا في الآونة الأخيرة من بعض الإجراءات التي اتخذتها بشأن الفصائل الثورية في إدلب هي غاية تنظيمية وضبط لقوام تلك الفصائل, خاصة بعد معارك التصعيد العسكري الأخير والذي أظهر ضعفاً بتنظيم هذه الفصائل من حيث الأعداد لكل فصيل".

وتابع الشيخ، "تقديم بعض الفصائل لأعداد غير صحيحة انعكس سلباً على سير المعارك في الآونة الأخيرة, ولهذا عملت تركيا على إعادة ضبط وتنظيم العدد الحقيقي من العناصر المتواجدين ضمن الفصائل, وإخضاعهم لمعسكرات تدريب ورفع جاهزية العدد الحقيقي القادر على المشاركة بأي عمل عسكري بحال حصل ذلك".

وأشار الرائد زهير الشيخ إلى أن، "تركيا حصرت بذلك العدد الحقيقي لعناصر الفصائل التي طلبت منها ذلك, وبالتالي علمت العدد والعتاد الحقيقي بيد كل كتلة عسكرية أو لواء عسكري, مما يُسهّل عليها تنظيمهم وتدريبهم والزج بهم بما تتطلبه الساحة مستقبلاً".

دمج تدريجي لكل الفصائل

فيما رأى الخبير العسكري العميد أحمد رحال أن "من مصلحة تركيا في الآونة الأخيرة تنظيم كافة فصائل المعارضة بما فيها هيئة تحرير الشام ضمن كتل وألوية أكثر تنظيماً, ولهذا نظّمت هذه الفصائل ضمن كتل وألوية, منها أكثر من 25 كتلة للجبهة الوطنية وما يُقارب 15 كتلة لهيئة تحرير الشام, وإنشاء معسكريّ تدريب أحدهما في محافظة إدلب وآخر بريف عفرين من أجل تدريب هذه الكتل والألوية".

ويغلب على هذه الكتل طابع الاختصاص, حسب ما ذكر العميد رحال, وأضاف قائلاً: "لكن الغاية الأهم من كل هذا التنظيم هو توزيع عناصر هيئة تحرير الشام على كتل عسكرية أكثر تنوّعاً, وبالتالي محاولة دمجها بفصائل المعارضة الأخرى, مما يسهل على الجانب التركي السيطرة أكثر على كامل هذه الفصائل, ومنع جعل التحكّم بالمناطق المحررة بيد فصيل واحد فقط, وهذا ما تنبّه له صقور هيئة تحرير الشام".

واعتبر العميد رحال أن، "عملية السيطرة على هيئة تحرير الشام وتنظيمها مع باقي الفصائل في إدلب سيساعد تركيا على الالتزام ببعض تعهداتها لاحقاً, وكذلك يجعل من السهل السيطرة على باقي الفصائل الصغيرة المحسوبة على الإسلاميين كحراس الدين وغيرها من الفصائل الصغيرة, ولكن الأهم هو عملية دمج فصائل الجبهة الوطنية والجيش الوطني مع عناصر تحرير الشام ولو على شكل كتل وألوية".

وبنفس السياق، اعتبر المقدم سامر الصالح أن "تنظيم تركيا لفصائل المعارضة هو بداية دمج لتلك الفصائل وإذابتها ببوتقة واحدة, وسحب الحجة من المجتمع الدولي وروسيا على أن بعضها فصائل متطرفة, وبالتالي تكون كافة مكونات هذه الفصائل تحت الإشراف التركي المباشر, وهذا يُسهّل على تركيا الخوض بالحلول المستقبلية بشأن سوريا".

تقاطع مصالح

وأما الخبير والباحث الاستراتيجي وائل علوان رأى أن تقاطع المصالح التركية مع مصالح المناطق المحررة هو الدافع الأول لعملية تنظيم فصائل المعارضة بعد كل السلبيات التي سبقت ذلك.

وأوضح علوان قائلاً: "هناك تقاطع كبير وواضح بين المعارضة السورية وفصائلها الثورية من جهة والمصالح التركية وأمنها القومي من جهة ثانية, وبالتالي عملت تركيا على دعم فصائل المعارضة سابقاً, واليوم تعمل على تنظيم هذه الفصائل ضمن كتل وألوية أكثر تنظيماً لأن استقرار وتنظيم المناطق المحررة هو هدف وأداة لتركيا في دفاعها عن أمنها القومي, وضعف فصائل إدلب هو ضعف لها".

ولهذا السبب, رأى الخبير علوان أن، "تركيا تعمل على إعادة ترتيب صفوف المعارضة في إدلب بشكل يضمن قدرتها على القيام بدورها في الدفاع عن المناطق المحررة, بالإضافة لتلافي الكثير من المشكلات الفصائلية التي ما تزال تعاني منها المنطقة, وتؤثر بشكل مباشر على استقرارها, وهذا ما سينعكس سلباً على الأمن القومي التركي والقدرة التركية على الالتزام بكل ما تقتضيه المرحلة المقبلة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات