كيف ستواجه الجهات الطبية في الشمال السوري فيروس كورونا؟

كيف ستواجه الجهات الطبية في الشمال السوري فيروس كورونا؟
في ظل الإعلان عن تسجيل ثلاث إصابات بفيروس كورونا لأطباء يعملون في ثلاثة مشاف وعزل كوادرها والحجر عليها في الشمال السوري المحرر، بدأت الجهات الطبية بفرض إجراءات وقائية لمنع تفشي الفيروس.

ومع نهاية يوم الجمعة تم الإعلان عن الحجر على كوادر مشفيي اعزاز الوطني وأطمة، إثر تسجيل إصابتين لاثنين من كوادرهما، وذلك بعد يوم من إعلان مشفى باب الهوى بكل المباني التابعة له (بما فيها العيادات والعناية القلبية) منطقة مغلقة يمنع الدخول والخروج منعاً باتاً أيًا كان السبب وبالنسبة للمرضى والمرافقين من هو داخل المشفى، يبقى داخله دون مغادرة والحجر الكامل على سكن الأطباء بمن فيه ويمنع استقبال الإحالات أياً كان نوعها.

يقول وزير الصحة في "الحكومة المؤقتة"، الدكتور مرام الشيخ، لأورينت نت: "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة أصدرت قرار رقم / 6/ تاريخ 17/ 3/ 2020، حيث تضمن إغلاق المعابر الثلاثة (الحمران - عون الدادات - أبو الزندين) وتم التأكيد بالقرار على عدم التهاون والتساهل مع أية عملية تهريب تتم، سواءً للأشخاص أو البضائع وذلك نظراَ لخطورة الموقف والخوف من انتقال فيروس كورونا إلى المناطق المحررة، وهي مغلقة لغاية هذه اللحظة".

ويضيف الشيخ "داخلياً: صدر قرار بتاريخ 16/4/202 تم تعميمه على كافة الجهات التابعة للحكومة السورية المؤقتة، يتضن إيقاف حركة العبور للأشخاص والمركبات العامة والخاصة بين المناطق، ولم تكن الغاية الحظر أو الحجر، وإنما تطبيق سياسة التباعد الاجتماعي. من خلال التعميم، حيث كان هناك توجيهات لحظر التجوال للفئات العمرية ما دون الــ12 سنة وفئة ما فوق الــ 65".

وحول النصائح الوقائية التي تقدمها وزارة الصحة للمدنيين، أوضح الشيخ: "قامت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة بتقديم عدة فيديوهات توجيهية للنصائح من هذا الفيديو، وتم إصدار إنفوغراف خاص بكورونا، يتضمن أعداد تحاليل الحالات المشتبه بها في الداخل، بالإضافة إلى نصائح إرشادية يومية باللغتين العربية والإنكليزية، كما يتضمن أعداد المصابين والمتعافين والوفيات في العالم". 

وبحسب الشيخ، فإنه تم تأمين عدة أجهزة تنفس اصطناعي، لإحداث مراكز عناية للمصابين في الشمال السوري ورفع دراسة عن الاحتياجات المتوقعة لمواجهة فيروس كورونا إلى صندوق الائتمان، وتم تنفيذه من قبل مديريات الصحة، إضافة إلى حملات توعية وتوزيع كمامات وبرشورات في المخيمات عبر مديرية صحة حلب.  

وكانت نقابة الأطباء الاحرار في الشمال السوري، أصدرت  بياناً طالبت فيه بفرض لبس الكمامات والكفوف ووضع المعقمات ومنع التجمعات، بهدف منع تفشي الفيروس بين المدنيين، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية، خصوصاً في ظل الكثافة السكانية في الشمال السوري كما طالبت المنظمات الدولية بالتحرك لموجهة الوباء.

يقول نقيب الأطباء الأحرار في الشمال السوري، الدكتور وليد التامر، لأورينت نت: "تم وعدنا من منظمة الصحة العالمية بمبالغ هائلة من أجل مواجهة كورونا قبل عدة أشهر، ولكن الكلام بقي حبراً على ورق. المؤسسات الصحية في الشمال كانت قبل كورونا تعاني وتعمل على تلبية الحاجات الصحية بالحد الأدنى للمتوسط، وذلك بسبب تضررها بشكل كبير من القصف".

وحول الإجراءات الصحية، يضيف التامر: "الاستجابة لفيروس كورونا واستحداث 3 إلى 4 دور عزل بإمكانيات خجولة وما زالت تجهيزاتها بالحد الأدنى، لذلك فإن الاستعدادات ستكون ضعيفة إذا لم يكن هناك دعم دولي، وخصوصاً أن الكثافة السكانية ممكن أن تسبب كارثة إنسانية بدأت ملامحها مع أول إصابة".

وتعتبر الإجراءات الطبية المباشرة لمواجهة فيروس كورونا من مخابر تحليل وتجهيز مشافي من مسؤولية القطاع الطبي في شمال غربي سوريا، أما عمل الدفاع المدني فيأتي في سياق الوقاية والتوعية بالدرجة الأولى، إضافة لوجود تنسيق مع الجهات الطبية لإنشاء مراكز حجر صحي وتجهيز منظومة إسعاف خاصة للتعامل مع وجود إصابات بفيروس كورنا، بحسب "رائد الصالح" مدير الدفاع المدني في سوريا.

ويوضح الصالح لأورينت نت بالقول: "بخصوص الإجراءات التي يعمل عليها الدفاع المدني لحماية المدنيين، فقد أطلقنا في 18 آذار الفائت حملة تطهير للوقاية من الفيروس، وتهدف الحملة لتطهير المرافق العامة من مدارس ومشافي ومخيمات ومراكز إيواء ومنشأت عامة، ويتم ذلك عبر قيام فرق مدربة من الدفاع المدني برش مادة معقمة ليس لها أي آثار جانبية".

وحول المساحة والمنشآت التي غطتها الخطوات التي قام بها الدفاع المدني، أشار الصالح إلى أنه "تم تطهير 7 آلاف مرفق حيوي ومخيم بشمال غربي سوريا منذ 18 آذار حتى 26 نيسان، بينها 1262 مخيما، ونحو 1500 مدرسة وأكثر من 600 نقطة طبية ومشفى ومئات المرافق الحيوية الأخرى، وما يزال العمل مستمر حتى تغطية كافة المرافق في المنطقة، بالتوازي مع عمليات التطهير أطلقت الخوذ البيضاء حملة توعية، وتتضمن تنفيذ وقفات تحت عنوان (خليك ببيتك) بهدف حث المدنيين على الالتزام قدر المستطاع بالمنازل".

يشار إلى أنه تم وضع خطط للاستجابة من قبل "فريق الاستجابة الوطنية لجائحة الكوفيد -19 في سوريا "، ويهدف فريق الاستجابة لتنسيق الجهود ومتابعة الخطط وضمان تسخير كل الموارد البشرية والمادية والمعرفية لمكافحة الفيروس في الشمال السوري، عبر التنسيق والتواصل مع كافة المعنيين بالقطاع الصحي والقطاعات الأخرى، والتواصل مع الأمم المتحدة ومنظماتها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات