نبيل فياض: عاشق السياحة الأمنية.. وزعران الاغتصاب المثلي!

نبيل فياض: عاشق السياحة الأمنية.. وزعران الاغتصاب المثلي!

في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2004 نشرت صحيفة (تشرين) الحكومية بيانا لنبيل فياض يتعلق بحادثة اعتقاله والتحقيق معه... لكن قبل أن يذهب بكم حسن الظن بعيدا، فالبيان لا يشكو ولا يتذمر، ولا يتحدث عن الحريات أو يطالب بها، بل يمتدح فيه كاتبه بكل مهانة وصِغار تعامل الأمن السوري الراقي والحضاري معه حين داهموا مكان عمله، ويروي كيف سمحوا له بالاتصال بمن يشاء، وكيف قاموا باستدعاء طبيبه الخاص حين توعكت صحته قليلا، وقد أدهشنا نبيل فياض حينها بعبارات على مستوى عال من الكذب والنفاق من قبيل: "وتحول رجال الأمن عندها من وضعية المحققين في بعض القضايا، إلى وضعية المتلهفين جديا على صحتي وإحاطتي بأصناف الرعاية الكريمة" وحتى لا يظن البعض أن أصناف الرعاية الكريمة هذه حظي بها نبيل فياض لأنه محسوب على المثقفين، فقد أوضح لنا نبيل فياض في نص بيانه حينها ما يلي: 

"ثبت من نقاشاتي مع كل من كان حولي من الأمنيين أن هذا التعامل الأخلاقي والحضاري معي، ليس حكرا علي بسبب وضعي الثقافي بل هو شامل للناس جميعاً، خاصة بعد مجيء الرئيس الدكتور بشار الأسد، مما أشعرني أن وجود هذا الرجل كاف لحمايتنا، وحماية مأمولاتنا من الحريات العامة والديمقراطية الفعلية".

وقد دفع هذا البيان المثير للسخرية الكاتب حكم البابا لكتابة مقال للرد على أكاذيبه جاء فيه:

 "ولم ينقص السيد فياض في بيانه لتكتمل الصورة الكاريكاتورية إلا دعوة الأخوة المواطنين كافة للتمتع بهذا النوع المبتكر والمريح من السياحة الأمنية" ملتمسا بنفس الوقت بعض العذر للسيد نبيل فياض "لأن الداخل إلى المكان الذي كان فيه مفقود والخارج مولود كما يقول السوريون عادة" أي أننا نعلم أنك كتبت هذا البيان تحت الضغط والإكراه! 

ومع أن الكتابة تحت الضغط والإكراه لا تستلزم بالضرورة كل هذا الانسفاح والاستجداء الرخيص الذي أعتقد أنه تفوّق على خيال ضباط المخابرات أنفسهم ممن طلبوا منه كتابة هذا المقال لتجميل صورتهم.. (هذا إذا افترضنا أنه كتب بطلب منهم ولم يكن مبادرة من كاتبه) فإن نبيل فياض، لم يتوقف عند هنا، إذا سلمنا جدلا أنه ينبغي أن يتوقف احتراما لنفسه، بل كتب مقالا آخر يرد فيه على حكم البابا أصر فيه على أكاذيبه تجاه أفرع المخابرات الرهيبة التي يعرف كل السوريين ممارساتها، فتابع في مقاله التالي بجريدة (تشرين) بتاريخ 25/11/2004 يقول: 

"ما قلته عن التعامل الأخلاقي للفرع الأمني الذي استدعاني كان أقل من الواقع، والواقع يقول إن أحدهم كان يردد على مسامعي باستمرار: لو أردت لبن العصفور لجئتك به، وآخر لا يزال حتى اليوم يتصل بي للاطمئنان على وضعي الصحي، وفي النهاية هم بشر لا كائنات محنطة". 

بعد ستة عشر عاما من هذه الحادثة التي تكشف استعداد نبيل فياض - بضغط ومن دون ضغط -  للكذب والمبالغة في الكذب إلى درجة إثارة السخرية، واستعداده اللامتناهي للدفاع عن الأجهزة التي روعت السوريين وأهانتهم وسحقت كرامتهم طيلة عقود، وغيبت أنباءهم تحت سياط التعذيب والموت وأكلت أعمارهم في المعتقلات الزنانزين الانفرادية وقلعت أظافرهم وسملت عيونهم، وحولتهم إلى أكوام من الصور والأرقام في سجلات الموت.. بعد كل تلك السنوات لا يبدو أن هناك قاعا للانحطاط الإنساني يمكن أن يقف عنده من رأى في ذلك الانحطاط تحقيقا لذاته، ولا يبدو نبيل فياض اليوم مختلفا في دفاعه عن المجرمين والقتلة، عن ذاك الذي وصف أجهزة الأمن بأنها مستعدة لأن تجيء بلبن العصفور كرمى لعيون معتقل، لا يبدو مختلفا في دفاعه عن كل من يهينون الكرامة الإنسانية.. حتى لو اعتدوا على كرامة طفل، يعمل في سن مبكرة بدل أن يكون على مقاعد اللهو أو الدراسة فقط لأنه مضطر أن يعمل كي يأكل ويعيش!  

ففي حادثة اغتصاب ثلاثة لبنانيين لطفل سوري في بلدة (سحمر) البقاعية، يكتب نبيل فياض منشورا على صفحته جاء فيه: "هؤلاء مجموعة زعران كانوا يمارسون الجنس المثلي مع أزعر مثلهم، وأعتقد أنه لولا افتضاح القصة لظلت متواصلة حتى ظهور الأعور الدجال".

حتى في الدول الأوروبية والغربية التي تعتبر العلاقات المثلية لا يعاقب عليها القانون، وهي خارج نطاق الانحراف والشذوذ والجريمة، فإن ممارسة الجنس مع طفل أو فتى دون سن الثامنة عشرة، هي جريمة يعاقب عليها القانون.. سواء كانت تلك الممارسة بالإكراه أو برضى الطفل نفسه! 

تدرك تلك القوانين جيدا أن الممارسة مع قاصر يمكن أن تتسبب بانحراف الميول الجنسية لديه، وقد تقوده إلى أن يصبح مثليا بالفعل، في الوقت الذي ترتبط فيه المثلية بذاكرته بحادثة انتهاك أو فعل قسري مورس ضده، لا بتقبل مُدرك لحالته أو ميوله... وبالتالي فالجريمة هنا تكون أشد وأقسى.. إنها جريمة دفع شخص كي يحيا حياة لا يحب أن يحياها.. جريمة الاعتداء على الإرادة في غياب القدرة الواعية على تقييم الفعل وتداعياته.. جريمة يمكن لشخص رعاعي متخلف أن يدافع عنها فيقول "مجموعة زعران كانوا يمارسون الجنس المثلي مع أزعر مثلهم".. فيقدم لنا بذلك تعبيرا حيا عن ان المتخلف والرعاعي يمكن أن يحمل دكتوراه أحيانا،  وأن هذا الموقف لا يعبر عن مستوى انحطاط الضمير فحسب، بل عن مستوى العماء الإنساني والحقوقي في تجريم الطفل المجني عليه، ومساواته بالمجرمين الذين اعتدوا عليه، مستغلين اضطراره للعمل في نفس المكان!

ليست مشكلة نبيل فياض موقفه من الثورة ولا من الأيديولوجيا الإسلامية، ولا من رهاب الإسلام الفوبيا الذي يفتك بعقله ويعمي بصره وبصيرته فيدفعه ليرى كل ما في العالم من منظار هذا الرهاب المرضي المستعصي حتى ليصف فيلسوفاً كـ (نتيشه) بأنه "غير مثقف" فقط لأنه وجد: "ثمة امتداح للإسلام في أعماله" حسب منشور صريح له على صفحته على فيسبوك مؤخرا، فهذه مشاكل وعقد تخصه، وتجعله يصنف نفسه في خانة تشبه.

مشكلة نبيل فياض الحقيقية أنه يمثل نموذجا للتطرف الذي يرمي الآخرين برذائله، التطرف الذي يجعل زعمه الانتماء للعلمانية سبة وإهانة لها ولكل قيمها، التطرف الذي فقد البوصلة والضمير وأطلق النار في كل الاتجاهات بما فيها الطفولة وحقوقها.. فلم يعد يعيبه أن يخالف كل القوانين المتعارف عليها كي يدافع عن مجرمين ومغتصبين هم أقرب إليه من المعتدى عليه، إنه العار نفسه الذي جعله يدافع عن أجهزة الأمن السورية ثم عن جرائم بشار الأسد وبراميله وموته الكيماوي بصفاقة وجرأة تفوق جرأة من يُضرب المثل بمحاضرتهن بالشرف.. مع أنني أشك أنهن يمكن أن يصلن إلى ما وصل إليه.. وهو يجمع بين  مركبات النقص  والكراهية والجهل والتحريض على طفل تعرض للاغتصاب!

 

التعليقات (3)

    هيثم رسلان

    ·منذ سنة 7 أشهر
    ابدعت استاذ محمد

    Sam

    ·منذ سنة 7 أشهر
    الجميل في من ينتقد انه تابع لغسان عبود و يكفي

    أحمد شواف

    ·منذ سنة 7 أشهر
    الجميل فيمن يعلق انه يدافع عن حشرة اسمها نبيل فياض لا يخجل ان يبرر اغتصاب طفل وهذا يكفي
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات