كيف أصبح "نظام أسد" سفير المخدرات إلى العالم؟

كيف أصبح "نظام أسد" سفير المخدرات إلى العالم؟
اتجه نظام أسد منذ مطلع الثورة السورية في آذار 2011، وتدخّل ميليشياته، لتفرض بقوة السلاح تغييرًا في مجريات الأحداث إلى التعفيش، هذا المصطلح ابتكرته معاناة السوريين تعبيرًا عن حالة النهب التي شنّتها ميليشيا أسد لممتلكات المواطنين ومنازلهم التي هجروها تحت وطأة القصف.

كما باع أسد أثاث منازل السوريين بثمنٍ بخس في أسواقٍ سوداء أقيم بعضها في العاصمة دمشق، وتاجر بجوازات السفر عبر أفرعه الأمنية الخارجية التي يسميها "سفارات وقنصليات" جانيًا مليارات الدولارات بحسب تقرير نشرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في كانون الثاني 2019، من جواز سفر يصنف عالميًا ضمن أسوأ الجوازات لانعدام قيمته الدبلوماسية.

وحين خلت البيوت من الأثاث وعجزت سفاراته وقنصلياته عن تزويده بما يكفي لإبقاء عجلة القتل دائرة، اتجه لتهريب المخدرات، وأطلق يد ميليشيا "حزب الله" اللبناني في المناطق الحدودية مع لبنان لزراعة الحشيش وإنتاجه، ووفر الملاذ لنوح زعيتر وهو تاجر حشيش لبناني صدرت بحقه الكثير من مذكرات الاعتقال في لبنان.

أسد يتفوق على نفسه بالمخدرات

أنفقت إيران حوالي 30 مليار دولار على نظام أسد وزودته بالسلاح، على مدار سنوات لم يدفع خلالها الفاتورة للإيرانيين، ولكن إلغاء الولايات المتحدة لاتفاقها النووي مع طهران واستئنافها فرض عقوبات اقتصادية على الأخيرة منذ أيار 2018 كل ذلك دفع أسد للبحث عن نبع لا ينضب لتمويل آلته العسكرية، فاتجه لتهريب المخدرات إلى دولٍ مختلفة حول العالم ضبطت الشرطة الإيطالية في مطلع تموز الجاري، شحنة حبوب مخدرة مكونة من 84 مليون حبة وتزن 14 طن بقيمة مليار دولار، وتعود ملكية الشحنة الأكبر عالميًا لسامر كمال الأسد أحد أقارب رأس النظام حسبما نشرت دير شبيغل الألمانية يوم السبت الماضي.

هكذا حطم أسد الرقم القياسي الذي بلغه في الخامس من تموز 2019 بتهريب شحنة مكونة من 33 مليون قرص كبتاغون مخدر تزن 5 ونصف طن وقيمتها 660 مليون دولار، وانطلقت الشحنة من ميناء اللاذقية إلى اليونان لتصطدم بقوات خفر السواحل وضباط مكافحة المخدرات الذين أحبطوا عملية التهريب.

وفي 28 نيسان الماضي أيضًا، أحبطت قوات الجمارك السعودية محاولة لتهريب أكثر من19 مليون قرص من مخدر (الإمفيتامين) قادمة من سوريا داخل علب متة. وفي 12 نيسان الماضي صادرت قوات الجمارك المصرية في ميناء بورسعيد شمالي شرقي مصر، حوالي ٤ طن من الحشيش المخدر المخبأ داخل علب الحليب تحمله باخرة (أيجي كرون) متجهة إلى ميناء بنغازي في ليبيا.

وأحبط الجيش الأردني، عدة محاولات تهريب لمواد مخدرة قام بها نظام أسد، وكان آخرها في الأول من شباط الماضي 203,500 حبة كبتاغون.

سوريا.. طريق دولي للمخدرات

الباحث الاقتصادي يونس الكريم، شرح لـ "أوينت نت" أن عمليات تهريب بهذا الحجم تتيح لنظام الأسد الحصول على (الدولار السهل). وقال الكريم: "إن ذلك يأتي في ظل وجود عقوبات أمريكية وأوروبية على نظام أسد وأذرعه الاقتصادية والعسكرية إضافةً لانخفاض قيمة الليرة، وكل ذلك زاد حاجته للدولار الذي تتيحه المخدرات".

وأضاف المتحدث أن "النظام يسعى لتحقيق التمويل الذاتي لآلة حربه وميليشياته المقاتلة، لافتًا إلى تحول سوريا في الأعوام الأخيرة لطريق مخدرات دولي، بالتزامن مع بروز صراعات بين أجنحة النظام منذ عام 2015 وتدخل الروس في مفاصل الاقتصاد".

وتُلحق مصادرة شحنات بهذا الحجم خسارة كبيرة لنظام أسد بحسب الكريم، فالمواد الأولية التي تدخل في مثل هذه الصناعات والتي يشتريها أسد من أفغانستان وإيران، الكيميائية باهظة الثمن، يدفع أسد ثمنها بالدولار، وبالتالي سيفقد الكثير من القطع الأجنبي ما يعني زيادة في تضخم الاقتصاد.

وتُعتبر إيران من أكبر مهربي ومنتجي الهيروين المخدر إذ إن ٩٥٪ مما يصدر إلى أوروبا يصلها من إيران عبر أذربيجان حسبما جاء في برقية سرية صادرة عن السفارة الأمريكية في أذربيجان نشرها موقع ويكيليكس في يناير 2016.

واستبعد الكريم قدرة نظام أسد على إنتاج كميات بهذا الحجم دون الاستعانة بالإيرانيين أو الأفغان أو ميليشيا (حزب الله) سيما مع انشغال أسد بمحاربة السوريين، مُعلّلًا ذلك بقوله: "التصدير في كل منتج يتطلب مستوى عاليا من الجودة وأن أعمالًا كتهريب المخدرات وترويجها سوف تنمو حتمًا بعدما حوّل أسد سوريا لدولة مافيا. وأشار إلى أن كل أشكال التجارة الممنوعة خيارات متاحة بالنسبة للأسد ولن تكون بابه الأخير لتمويل حربه ضد السوريين".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات