ما تأثير عدم سماح تركيا للسوريين بقضاء إجازة العيد في بلدهم؟

ما تأثير عدم سماح تركيا للسوريين بقضاء إجازة العيد في بلدهم؟
تعتبر إجازات العيد لمن يقيم في تركيا من السوريين بمثابة متنفس قصير، ينتهزون من خلاله فرصة تسيير شؤونهم المعلقة في سوريا، كاستخراج الأوراق القانونية، ومعاينة ممتلكاتهم، وحتى زيارة أقاربهم وذويهم. لكن وباء كورونا حرمهم هذه الفرصة، حيث قررت الحكومة التركية عدم فتح المعابر بين سوريا وتركيا أمام  الراغبين في الذهاب إلى سوريا خوفا من انتقال الوباء إلى مناطق الشمال السوري، الذي يشكل خطرا حقيقيا حال وصوله.

وصرح مدير معبر باب السلامة العميد قاسم القاسم لـ أورينت نت: كان أصدر معبر جرابلس قبل أسبوعين بيانا يقضي بفتح المعبر أمام الراغبين في الذهاب إلى سوريا ضمن إجازات العيد، لكن وبعد اجتماعات عدة مع المسؤولين في الحكومة التركية تقرر عدم فتح المعابر وذلك خوفا من انتشار وباء كورونا في الداخل السوري.

وأوضح القاسم: "أن الحكومة التركية ونحن على حد سواء نرغب في فتح المعبر لزيارات العيد وكان هناك خطط مسبقة لفتح المعابر في إجازات منفردة إضافية لمن برغب لكن الأوضاع في تركيا لم تستقر ولم تصل إلى المرحلة المنشودة، ما يجعل من قرار فتح المعابر أمرا مستبعدا في المرحلة الحالية."

وأضاف أن إدارة معبر باب السلامة تتطلع إلى إتاحة فرصة الزيارات إلى سوريا أمام الراغبين في حال تحسنت الأوضاع الصحية في تركيا واقتربت نهاية كورونا.

من جانبه يعتقد مازن علوش مسؤول العلاقات العامة والإعلام في معبر باب الهوى أنه لن يتم افتتاح المعابر الحدودية مع سوريا في ظل الظروف الحالية وأنه هناك تخوف من وقوع فاجعة في مناطق الشمال السوري في حال انتشار وباء كورونا هناك وهذا ما دفع الحكومة التركية لاتخاذ هكذا قرار.

وأشار إلى أن: "معبر باب الهوى في الأحوال الطبيعية كان يستقبل أعدادا كبيرة من السوريين وبالاتجاهين بين تركيا وسوريا، لكن الوضع اليوم هو استثنائي ولا يمكننا من القيام بذلك، نأمل أن تعود حركة المعبر طبيعية كسابق عهدها."

ضائقة مالية سببها إغلاق المعابر

زيارات لا تقتصر على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، حيث يتوجه قسم من الزوار إلى مناطق سيطرة ميليشيا أسد، بغية الاطمئنان على ممتلكاتهم، أو استلام رواتبه إن كان موظفا متقاعدا يعتمد ولو نسبيا في معيشته في تركيا على مستحقاته الشهرية التي يحصل عليها من سوريا، ما يجعل قرار عدم فتح المعابر يشكل هاجسا يؤرق مضاجعهم، خاصة أنهم من فئة كبار السن، ممن لا يملك القدرة على العمل، وتحمل أعباء الحياة في تركيا.

مضار إغلاق المعابر الصحية والنفسية

لقرار إغلاق المعابر أمام السوريين تبعات عدة منها ما يتعلق بالجانب الصحي والنفسي، فمن السوريين المقيمين في تركيا من اعتاد على قضاء فترة العيد مع عائلته ما أثر قرار إغلاق المعابر سلبيا عليه، أما الجزء الثاني منهم فهو يتلقى علاجه ويقوم بالفحوصات الطبية اللازمة في سوريا أثناء الزيارة التي يقوم بها في العيد.

يشير أحمد عزيزة إلى أنه: "اعتدت كمسن بلغ الستين من عمره ومصاب بعدة أمراض، على مراجعة طبيبي الذي شخص مرضي ويعرف ما علي تناوله من علاج وما يتوجب علي فعله، هنا في تركيا مهما بلغت معرفتنا للغة درجة متقدمة لا نستطيع شرح ما نشعر به للطبيب ليصف لنا المناسب من الأدوية، لكن هذه الفرصة لم تعد متاحة بعد اتخاذ قرار عدم فتح المعابر بين سوريا وتركيا."

من جهته  يقول حسان الأحمد: أعمل في مصنع تعليب منذ ما يقارب الستة أعوام ونيف وأعيش وحيدا هنا، أمي وأبي وعائلتي في مدينة إدلب، كنت أزورهم كل عام ونقضي فترة العيد سوية، هذا العام الأول الذي أقضيها وحيدا بعيدا عن أقاربي." 

ويضيف: "راودتني فكرة العودة الطوعية إلى سوريا مرات عديدة بهدف قضاء فترة مع عائلتي، لكني كنت أعدل عن قراري لأن فرص العمل قليلة جدا في الداخل السوري وأنا أعيل والدي مما أتلقاه هنا."

ويلفت إلى أن عدد السوريين الذين يعبرون إلى سوريا في إجازات عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك يقارب النصف مليون زائر سنويا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات