بينهم نساء.. كيف تجنّد ميليشيا "حزب الله" مئات العملاء لها جنوب سوريا؟

بينهم نساء.. كيف تجنّد ميليشيا "حزب الله" مئات العملاء لها جنوب سوريا؟
كشفت وكالة "نبأ" في تقرير مطول لها الأساليب التي تعتمدها ميليشيا "حزب الله" في تجنيد عناصرها وعملائها في الجنوب السوري، إضافة للكشف عن المواقع التي تدرب فيه الميليشيا هؤلاء بتفاصيل دقيقة.

 

وبحسب الوكالة، بدأ "حزب الله" بمشروع "دورات الكشافة" في جنوب سوريا مطلع نيسان من العام الفائت، سعياً منه لتشكيل فرق استطلاع لجمع المعلومات ورصد الحدود مع الجولان المحتل، إضافة لتحصيل أكبر عدد من البيانات المتعلقة بالمعارضة وعملاء الدول الأجنبية في جنوب سوريا وفي محافظة القنيطرة وريف درعا الغربي تحديداً، نظراً لأهمية المنطقة استراتيجياً كونها محاذية للحدود مع الجولان المحتل، مشيرةً إلى أنه تم تخريج 240 شخصاً إلى الآن.

ويضم "مشروع الكشافة" عددا من المتطوعين في صفوف الميليشيا اللبنانية من عناصر التسويات والمدنيين من سكان القرى والبلدات المستهدفة في المشروع، ويترأس المشروع عدد من القيادات في "حزب الله" يعرف منهم شخصان من عائلتي مغنية ونعيم.

وتمكنت الوكالة عبر "مصادرها الخاصة" من الوصول إلى اسم المسؤول اللوجيستي لدورات الكشافة في جنوب سوريا، وهو محمد الحسين، سوري الجنسية من بلدة الهبارية في ريف القنيطرة.

التجنيد والتدريب

يخضع العناصر المنضمين لمعسكرات الكشافة إلى دورات "التعايش مع المجتمع"، والتي تتيح للعنصر إمكانية الاندماج بالبيئة المحيطة به، بما يمكنه من تحصيل المعلومات المكلف بجمعها ورصد المنطقة المتواجد بها، حيث يتم تأهيل المتدرب حسب طبيعة المنطقة المستهدفة ليتعايش العنصر مع أجواء الأماكن ويندمج مع سكانها، ومن بعض الأمثلة التي يطبقها عناصر الكشافة للاندماج داخل القرى والبلدات، (راعي أغنام – تاجر – مزارع – بائع متجول..)، كما يتم تدريب العناصر على نظم الطبوغرافيا العسكرية لتمكينهم من تحديد الإحداثيات والمسافات والمواقع.

ويشرف على دورات الكشافة اخصائيون من الميليشيا اللبنانية و"فيلق القدس" الإيراني، حيث تم تدريب أول مجموعة للكشافة في منطقة ”الدويا” في القنيطرة بحكم تواجد "لواء القدس" سابقاً في المنطقة.

ومن أهم المناطق التي تجري بها معسكرات التدريب، ” سرية المقيرع ”  تتبع لـ"حزب الله" واستخدمها سابقاً كمركز لخلاياه، حيث تم اعتقال إحدى خلايا حزب الله من قبل الفصائل قبل نحو عامين، ليظهروا في تسجيل مصوّر يعترفون به على نية "حزب الله" بقصف الجولان وتوجيه ضربات لإسرائيل من الريف الغربي لدرعا والقنيطرة.

ويعتمد حزب الله على عدة مناطق لإجراء دورات الكشافة في القنيطرة وريف درعا الغربي، فلا يقتصر الأمر على منطقة الدويا، ومن أهمها: "تل مرعي" حيث تم تخريج دورة الكشافة التي جرب في المنطقة في بداية الشهر السادس من عام 2020، إضافة إلى الدورة الأخيرة التي تم تخريجها في منطقة حوض اليرموك وبالقرب من بلدة تسيل تحديداً.

مجموعات نسائية مستقلة

يتّبع حزب الله آلية تدريب مجموعات صغيرة في الدورة الواحدة، حيث تتراوح الأعداد المشاركة في التدريب من 10 إلى 15 عنصرا لكل دورة، تمتد الدورة الواحدة إلى 45 يوماً تشمل التدريبات العسكرية والنظرية، بعد أن كانت مدة الدورة سابقاً 15 يوما فقط، ليتم تكيلف العناصر بعد التخريج بعدد من المهام تحت مسمّى "مهام دورات التكليف" ومدة تنفيذها 45 يوماً، يتم بعدها تقديم تقرير يقيّم عمل العنصر في أدار المهام الموكلة إليه، وعلى أساسها يتم اختيارالنخبة وترشيحهم لدورات من مستوى متقدم ليشكلوا بعدها مجموعات ويعينوا قادة لها حسب كفاءتهم.

يتمثل دور قائد المجموعة في نقل التعليمات من القيادة إلى العناصر وتوجيهها على الأرض نحو الأهداف المحددة، كما يقوم قائد المجموعة بإرسال التقارير الدورية الى المسؤول عن الدورات من "حزب الله" من (بيت مغنيّة) والذي يقيم في منطقة بلودان المحاذية للحدود السورية اللبنانية.

وحول الدعم المالي الكبير الخاص للمشروع، أفادت الوكالة أن المغريات المالية تعد من أهم الأسباب التي تدفع الشباب للالتحاق بمعسكرات الكشافة، حيث يتقاضى قائد المجموعة 300 دولار أمريكي في الشهر الواحد، و200 دولار أمريكي للعنصر.

ومن خلال البحث والتقصّي حول مشروع الكشافة، حصلت الوكالة على معلومات تفيد بتدريب 3 نساء بشكل مستقل يتمتعن بخصوصية وسرية عالية ومنعزلات عن باقي المجموعات، يتركز عملهن في القنيطرة جنوب سوريا، مشيرةً إلى أنه سيتم كشف أعمالهن ضمن سلسلة التقارير ستنشر فيما بعد.

تغيير استراتيجية

وكانت الميليشيا اللبنانية والميليشيات الإيرانية تعرضت لسلسة من العقوبات والضغوط الدولية على مدار الأعوام الثمانية الماضية، إضافة إلى استهداف مواقعهم ومستودعات الأسلحة التابعة لهم في مناطق متفرقة من سوريا من قبل الطيران الإسرائيلي.

وفي متابعة لمشروع الكشافة في جنوب سوريا تبين أن "حزب الله" في بعض الفترات غيّر استراتيجية دورات الكشافة بحيث يتم  تجنيد العناصر المعنية ضمن صفوف ميليشيات أسد ويتم تدريبهم ضمن القطع العسكرية التابعة للأخيرة، إضافة إلى تغيير مصطلح الكشافة إلى "كتيبة الاستطلاع" كما هو معروف في ميليشيات أسد، وتتبع كتيبة الاستطلاع إدارياً إلى قيادة اللواء 61 في تل الجابية والذي يتبع للفرقة الخامسة، حيث يتم انتقاء العناصر المنضوية ضمن تدريبات الكشافة وعزلهم عن بقية عناصر اللواء، ليخضعوا لتدريبات على انفراد عن بقية العناصر في القطعة العسكرية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات