شبّيحة من نوع آخر ... هكذا جعل "مشايخ السلطان" الدين مطيّة لنظام أسد!

شبّيحة من نوع آخر ... هكذا جعل "مشايخ السلطان" الدين مطيّة لنظام أسد!
عبر خطب تمجيدية رنانة ورسائل تشبيحية كما وصفها البعض، يواصل مشايخ نظام أسد كما اعتادوا، وفي كل مناسبة التزلف لرأس النظام، و لو على حساب دينهم و أبناء  بلدهم، بل و حتى أطفالهم، حيث يستبيحون كل المقدسات من نصوص شرعية و أحداث تاريخية نبوية، ويزيفونها و يلوون عنقها خدمة لرئيس قتل وشرد الملايين من شعبه وما يزال .

فمؤخرا وصف توفيق البوطي في خطبته من على منبر الجامع الأموي بدمشق قانون العقوبات الأمريكية المسمى "قيصر" ضد نظام أسد و داعميه بوثيقة حصار كفار قريش للنبي "ص" وصحابته الكرام في شعاب مكة، وقال: "ما أشبه اليوم بالأمس"، ثم تابع مخوّناً كل السوريين المؤيدين لهذا القانون سواء "المهجرين منهم إلى مناطق الإرهابيين" حسب تعبيره، أو اللاجئين في الخارج مشبها إياهم بأنهم "أشد كفرا من أيام كفار قريش".

شبيحة الجامع الأموي

ويرى الكثيرون أن  منبر الجامع الأموي الكبير في دمشق تحوّل إلى مجرد مكان لرسائل التشبيح والتأييد وتمسيح الجوخ، و توظيف الدين الإسلامي لخدمة رأس النظام عبر شلة "متمشيخين" من أمثال الخطيب السابق  مأمون رحمة و توفيق البوطي و المفتي أحمد بدر الدين حسون، ووزير أوقاف النظام محمد عبد الستار السيد و عدنان الأفيوني و حسام الدين فرفور و عبد الفتاح البزم وغيرهم، والذين يصفهم الكثير من السوريين بـ "شبيحة الجامع الأموي".

الدكتور في الأدب الإسلامي الأستاذ أحمد فؤاد شميس، يرى أن  تاريخ التشبيح و التحريف، و التناغم الموجود بين آل أسد و تلك العصابة "المتمشيخة"، بدأ منذ عهد المفتي السابق أحمد كفتارو، ويحكي لنا كيف حرّف وزير الأوقاف السابق من معاني القرآن الكريم عندما طبع صورة كبيرة لحافظ أسد باسم وزارة الأوقاف وكتب عليها الآية " و ما جعله الله إلا بشرى لكم و لتطمئن به قلوبكم " و هي تتحدث عن الملائكة الذين أمد الله بهم المسلمين في معركة بدر، حيث حرفها الوزير المتملق لتعني أن الله جعل البشارة في حكم حافظ أسد، ثم جاء المنشدون الدينيون الذين استبدلوا مديح النبي في الموالد النبوية إلى مديح "السيد الرئيس" من خلال الأنشودة المعروفة "وسلاما مع تحية  لرئيس الجمهورية " . 

حتى السيرة النبوية! 

ويتابع شميس أنه في عهد الإبن الوريث تابعت شلة جديدة من المشايخ المطبلين المزمرين تحريف وتعفيش الآيات و الأحاديث و النصوص الدينية وصولا إلى التحريف الأخير  للمتمشيخ توفيق البوطي، و الذي أسقط أحداثا تاريخية في السيرة النبوية العطرة على " السيد الرئيس" حيث شبه قانون "قيصر" ومنع التعامل مع النظام  بحصار قريش للنبي و أصحابه الكرام ومنع التعامل معهم، فأصبحت أمريكا بمثابة كفار قريش، و السوريون المؤيدون للعقوبات بأشد كفرا، بينما الرئيس الصامد على كرسي أبيه أصبح أشبه بالنبي وفق فهم وتدليس البوطي .

حسون قصر المهاجرين

و أثارت خطبة البوطي الأخيرة حالة شديدة و مختلطة من الإمتعاض و السخرية بين السوريين، و لا سيما على مواقع التواصل، حيث علق أحدهم : "تصريحات هالمشايخ اللي هنن ترباية بيت الأسد و المخابرات، فعلا بتفسر ليش معظم السوريين ما عاد عندهم احترام  للمشايخ و أهل العلم ".

 بينما  علق آخر ساخرا "هلئ الطبل و الزمر ضروري، بس بصراحة المفتي حسون ما حدا بيقدر يجاريه بالنفاق و الكذب، وفعلا إلو من إسمو نصيب حسون،  والله حسون على  شجرة قصر المهاجرين وقم وموسكو، و بيغرد حسب الطلب وبصوت عذب و لحن  جميل".

يذكر أن لمشايخ نظام أسد دور كبير في تشجيع رأس النظام على تركيع و قتل السوريين الذين خرجوا ضده، كما كانوا بمثابة المطية التي استخدمتها إيران لتحقيق أهدافها ومخططاتها في سوريا .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات