تُعيل والدها ذا الـ 105 أعوام.. هكذا تعيش عائلة "سلطانة" المنكوبة في الشمال السوري

تُعيل والدها ذا الـ 105 أعوام.. هكذا تعيش عائلة "سلطانة" المنكوبة في الشمال السوري
ليست شظايا قصف ميليشيا أسد الطائفية والاحتلال الروسي، وحدها من تترك ندبة على جسد صاحبها لتذكره بالحرب طيلة عمره، بل للحرب جروح وندبات نفسية أعراضها أشد قساوة وأطول أمداً، وهذا ما يعانيه معظم الأهالي النازحين في الشمال السوري المحرر الذين يعيشون مرارة النزوح وقسوته.

سبعُ سنوات من النزوح والمعاناة عاشتها "سلطانة" وهي تحمل مرارة الوحدة والألم، بصحبة والدها الذي يبلغ من العمر مئة وخمسة أعوام وشقيقتها ضريرة العينين ومريضة السكر والضغط.

قصة سلطانة وعائلتها البسيطة

تروي سلطانة لـ أورينت نت  قصة والدها ذي الـ المئة وخمسة أعوام وأختها الضريرة وأوضاعهم المعيشية البائسة بدأ من نزوحها إلى الشمال السوري المحرر  منذ سبع سنوات وحتى اليوم وتقول: "تهجرت مع باقي عائلتي إلى أحد مخيمات شمالي إدلب وقطنت في خيمة بالكاد تصلح للعيش بداخلها فهي مهترئة للغاية بسبب المطر وحر الصيف وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، ووالدي رجل طاعن في السن ومشلول ولا يتوفر له علاج في المخيمات ويحتاج إلى خدمة دائمة، وأختي شمسة تعاني من مرض السكر والضغط وبحاجة إلى رعاية أيضاً وأنا أقوم بخدمتهما بإمكانياتي البسيطة إذ لا يتوفر في خيمتنا أي مقوم من مقومات الحياة ولا يوجد لدينا أي معيل يقدم لنا المساعدة لو بشيء قليل".

وتتابع سلطانة قولها، "إذ لا يوجد لدينا غاز أو حتى أي شيء يساعدنا في إعداد الطعام وتحضيره لذلك أقوم بجمع بقايا البلاستيك والنايلون لأشعل بها النار وأطهي ما تيسر من الطعام لوالدي وأختي، وتتابع "لا يوجد لدينا أيضًا ماكينة (غسالة) لغسيل الثياب ولا حتى أي شيء فأنا أقوم بغسل الملابس على يدي واليوم لم أعد قادرة على ذلك بسبب الألم الذي أصاب مفاصل يدي، فاستعنت بجارتي بالقرب من خيمتنا لغسيل بعض هذه الملابس"، لم تنته القصة بعد فما زال هناك المزيد من الآلام..".

مرض والدها وأختها وعلاجهما

تقول "سلطانة" لـ أورينت نت "إن والدي رجل عاجز ويعاني من مرض القصور بالكلى وأختي مريضة أيضاً، وكلاهما بحاجة ماسة للعلاج وأنا لا أملك ثمن رغيف الخبز فكيف يمكن أن أواجه هذه الأمور؟ وتكاليف العلاج كبيرة في المنطقة إن توفرت، ولا يوجد لدينا معيل أو قريب يقدم لنا العلاج ولا حتى أي منظمة إنسانية تدعمنا، أقوم بجلب الدواء اللازم لهما من إحدى الصيدليات القريبة بالدَّين، أريد أن أناشد جميع المنظمات الإنسانية ومن يسمع صوتي بتقديم المساعدة لعائلتي التي تعاني الفقر والجوع والمرض".

كفالة العائلة

تبين سلطانة أنه لا توجد أي منظمة إنسانية أو جهة مسؤولة في الشمال السوري المحرر كفلت علاج والدها العاجز وأختها المريضة أو حتى قدمت لهما أي مبلغ مالي يساندهم ويسدوا به رمق العيش وتمكنهم من شراء الدواء، باستثناء بعض المساعدات التي اقتصرت على المواد الغذائية فقط، وتنهي سلطانة حديثها مع أورينت نت بالقول هذه هي قصة عائلتي في مخيمات النزوح بالشمال السوري المحرر.

دور المنظمات الإنسانية 

تعمل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري المحرر على إغاثة الملهوفين من الأهالي المهجرين والمقيمين في مخيمات النزوح شمالي غربي سوريا، ولكن ربما تغفل أعين هذه المنظمات عن بعض العائلات كأمثال عائلة سلطانة دون أن تراهم وتقدم لهم أي دعم إنساني أو إغاثي يشعرهم بأن هناك شريحة من الناس موجودة لدعم العائلات الفقيرة والنظر في شؤونهم المعيشية.

وتوجد الكثير من هذه العائلات الفقيرة والبسيطة في مخيمات شمالي غربي سوريا وتعيش أوضاعًا معيشية مأساوية للغاية وتعاني من فقدان المعيل وربما يوجد بينهم حالات مرضية بحاجة لدعم وعلاج، لاسيما في ظل نضوب دعم الجهات المانحة.

التعليقات (1)

    فاعل خير

    ·منذ 3 سنوات 9 أشهر
    هناك من يود مساعدة هذه العائلة،لكن ما هي الطريقة لإيصال المعونة ؟ و شكرا
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات