انتعاش (أسواق التعفيش) بحلب رغم توقف العمليات العسكرية .. ما القصة؟

انتعاش (أسواق التعفيش) بحلب رغم توقف العمليات العسكرية .. ما القصة؟
في ظل سيطرة الميليشيات عليها وتحكمهم بمفاصل الحياة فيها وفرضهم سياسة تعتمد على إقصاء أي قوة تنافسهم، حتى وإن كانت وفق رواية نظام أسد (قوة حكومية شرعية)، ما زالت مدينة حلب ترضخ لمسلسل من التجاوزات التي يمارسها عناصر الميليشيات المسيطرة عليها سواءً على المدنيين أو على المؤسسات الحكومية التابعة لنظام أسد.

وشهدت مدينة حلب مؤخراً، موجة من السرقات تعرضت لها المنازل في المدينة، وخاصة تلك التي تبدو في شكلها الخارجي (فارهة بعض الشيء)، وتقع في الأحياء الحديثة غرب وشمال غرب حلب.

سطو على نحو 20 منزلاً

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن العديد من منازل المدينة شهدت عمليات سطو وسرقة، تجلت بنهب كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، إضافة إلى جميع المفروشات والأدوات الكهربائية التي احتوتها المنازل، وقد تركزت السرقات في أحياء (حلب الجديدة - الشهباء الجديدة - الفرقان - مشروع 4000 شقة/ الحمدانية - سيف الدولة - السريان)، حيث طالت السرقات نحو 20 منزلاً في تلك الأحياء، وكانت السرقات جميعها تلتقي في أنها (سرقات موسّعة) تم خلالها نهب كل ما تحويه تلك المنازل تقريباً، مشيرة إلى أن أقسام الشرطة في تلك الأحياء ردت على شكاوى المواطنين بـ (فتحنا ضبط وبلشنا التحقيق)، في حين أنها في الواقع لم تحرك ساكناً واكتفت بمعاينة أماكن الحوادث فقط.

وأضافت: "وقعت السرقات في أوقات متباينة، إلا أن القاسم المشترك في كل السرقات هو استغلال العديد من الأمور (المنازل الخالية من أصحابها دائماً أو مؤقتاً - سرقة كافة محتويات المنزل تقريباً - وقوع غالبية السرقات في الأحياء الحديثة غرب وشمالي غرب حلب - السرعة التي تمت بها عمليات السرقة دون ترك أي أثر)، وهو ما يعكس بحسب المصادر وقوف جهة واحدة خلف كل هذا الأمر، جهة يعرفها السوريون جيداً في المناطق التي كانت خارجة عن نطاق سيطرة أسد وحكمه".

ما علاقة الميليشيات؟

وبحسب المصادر فإن أحد المواطنين عثر بعد أيام على أثاث منزله معروضاً للبيع في منطقة الخالدية ضمن أحد (أسواق الدراويش) والتي ما هي في الحقيقة إلا (أسواق التعفيش)، التي أنشأتها ميليشيات أسد لبيع الأثاث الذي تنهبه من المدن التي تسيطر عليها بعد تهجير أهلها، فتوجه من فوره إلى قسم شرطة (الفرقان) وأبلغ أن أثاثه عثر عليه في (سوق التعفيش) بحي الخالدية، وبالفعل توجهت دورية إلى المكان، ولكن القائمين على بيع المسروقات أنكروا صلة الرجل بقطع الأثاث، متهمين إياه بمحاولة (النصب وأكل المال الحرام) ليس إلا، فما كان من دورية الشرطة إلا أن غادرت المكان، بعد أن طالبت الرجل بعينات ملموسة في القطع كـ (خدش أو كسر) أو أية علامة فارقة، مشيرة إلى أن الرجل تلقى تهديدات مباشرة بالقتل من قبل الباعة هناك في حال تكراره الشكوى، داعين إياه لـ (غلق فمه تماماً) وعدم القيام بأي تصرف وصفوه بـ (الأحمق) على حد تعير الرجل.

وقال الرجل (الذي رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية) في حديث لـ أورينت نت: "أنا أعرف هؤلاء جيداً... هم تابعون لميليشيا (آل بري) وبالتحديد مجموعة (أبو عبد الله الجاموس)، وسابقاً قاموا بالسطو على عدة منازل في أحياء جمعية الزهراء والراشدين".

ركود في البيع يفتح باب السرقة

ووفقاً للمصادر فإن توقف الجبهات المفروض منذ أشهر في مناطق الشمال السوري، أدى لركود كبير في (أسواق التعفيش) والتي تحقق للميليشيات دخلاً (محترماً وقذراً في آن واحد)، حيث توقفت عمليات التعفيش تقريباً منذ منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، بعد أن سيطرت ميليشيات أسد على عموم محافظة حلب ومناطق أخرى في ريف إدلب.

وكانت ميليشيات الباقر ولواء القدس وميليشيات أخرى تابعة للمخابرات الجوية (نسور الجوية)، قد اعتقلت 5 مدنيين من سكان حي جمعية الزهراء غرب حلب، بعد رفعهم دعاوى قضائية مدعومة بصور وفيديوهات تؤكد قيام تلك الميليشيات بتعفيش منازلهم وسرقة أثاثهم في الحي الذي دخلته الميليشيات في 17 شباط الماضي.

ووفقاً للمصادر فإن الصور أظهرت بعض الأدوات المنزلية قبل وبعد سرقتها، لتقوم على إثر ذلك دوريات من الميليشيات باعتقال بعض الأشخاص الذين رفعوا دعاوى قضائية، وقد كانت التهمة الجاهزة لهؤلاء هي ا(لمعارضة ودعم الإرهاب ومحاولة التحريض على الدولة السورية)، وقد تم اقتياد هؤلاء إلى مكان مجهول يعتقد أنه سجون الميليشيات في كل من جمعية الزهراء (الجوية)، أو في معتقلات ميليشيا الباقر في منطقة (الشيخ سعيد) جنوب شرقي حلب وما يزال مصير هؤلاء مجهولاً حتى اللحظة رغم تواصل ذويهم مع قيادات من الميليشيات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات