خطوات أساسية تعمل عليها تحرير الشام للقضاء على الفصائل المنشقة عنها

خطوات أساسية تعمل عليها تحرير الشام للقضاء على الفصائل المنشقة عنها
بعد اعتقال هيئة تحرير الشام القيادي السابق لديها "جمال زينية" الملقب بـ “أبو مالك التلي" بعد محاصرة منزله في إدلب والقيادي الآخر أبو صلاح البريطاني أعلن تنظيم حراس الدين عن رفضه لقرار الهيئة باعتقالهم وقام بعملية استنفار لعناصره في ريف إدلب الغربي ومعقله الرئيسي بلدة عرب سعيد.

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة متواصلة بين تحرير الشام وتنظيم حراس الدين وكتائب منشقة عن الهيئة منذ يومين وما زالت مستمرة بين الطرفين، حيث سيطر تنظيم حراس الدين على سجن إدلب المركزي ومعمل الكونسروة بالقرب من مدينة إدلب فيما تقوم تحرير الشام بشن هجمات على بلدة عرب سعيد بالدبابات والأسلحة الثقيلة، في حين سقط قتلى لتحرير الشام بهجوم للحراس على حاجز اليعقوبية بريف إدلب الغربي.

وقد شهدت منطقة غرب إدلب استنفاراً عسكرياً وحواجز للطرفين، حيث قام تنظيم حراس الدين بنشر حواجز بمنطقة "عرب سعيد" و"بيرة أرمناز"، حيث قامت الحواجز بتفتيش المدنيين والهواتف، فيما نشرت تحرير الشام حواجزها في مدينة إدلب ومنطقة أرمناز وذلك استعداداً للجولة القادمة من القتال بين الطرفين.

يقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية في مركز جسور للدراسات عرابي عرابي لأورينت نت:" إذا تابعنا الكيفية التي قضت بها الهيئة على منافسيها بدءًا من تاريخها في جبهة النصرة ثم فتح الشام ثم الهيئة فنجد أنها تعتمد ثلاث خطوات أساسية، شيطنة الخصم، وهنا تتبع تكتيكات مختلفة من الدعاية والتحريض مثل اتهامه بالعمالة للنظام أو الإيرانيين والروس والأمريكان أو التحالف مع داعش".

ويضيف أن" الخطوة الثانية والثالثة هما أما اتهامه بالتخذيل والتحريض ضد المجاهدين الذين هم الهيئة بطبيعة الحال أو تجييش العناصر واستنفارهم بمسوغات دينية وشرعية مختلفة، ناهيك عن تحييد الفصائل الأخرى بهدف عدم الاتحاد في وجه الهيئة أثناء الإقدام على اقتلاع الفصيل".

وحول أسباب اعتقال التلي يشير عرابي" لا يمكن حصر سبب اعتقال أبو مالك التلي بأنه انشق عن الهيئة، لأنه لم يخرج من الهيئة بطريقة استفزازية ولم ينتقد الهيئة كما فعل أبو العبد أشداء من قبل، كما أن التركيز على كونه يمتلك المال ولا يسلمه للهيئة هو أمر غير كافٍ لاعتقاله خاصة بعد السنوات الطويلة من امتلاكه هذا المال". 

ويرجح أن" العامل الحاسم في اعتقاله يعود لأنه أعلن عن تشكيل لواء المقاتلين والأنصار وانضمامه لغرفة فاثبتوا الجديدة، وهذا يعدّ بداية لخلخلة بنية الهيئة حيث سيندفع بعض القيادات والعناصر الراغبين بالخروج منها إلى تطبيق أفكارهم في حال لم تتخذ الهيئة خطوات رادعة له".

وحول خطورة الفصائل والغرف الجديدة على الهيئة يوضح عرابي" يعود ذلك إلى حرص الهيئة على امتلاك تنظيم متماسك تكون الإدارة فيه مركزية بشكل كامل لقيادة متفقة على استراتيجية عامة، تمنع أي تفكّك غير مدروس وتسعى لنيل قبول المجتمع الدولي في المرحلة القادمة". 

الهدف الأساسي من الهجوم هو "منع أيّ شخصيّة تمتلك كاريزما مؤثّرة بالخروج عنها، حيث إن انعكاسات تلك قد تتعدّى الشخص نفسه إلى محيطه المقرّب منه، ويكون ذلك بداية انفراط عقد الهيئة وضياع المكتسبات الأمنية والإدارية والاقتصادية التي عملت عليها إضافة إلى تضييع فرصة إيجاد حلّ سلميّ لملف الهيئة ككل بحسب عرابي".

وبحسب مراقبين للقتال بين الطرفين فإنّ هيئة تحرير الشام لا ترفض وجود فصائل جهاديّة تستطيع ضبط تحرّكاتها في المنطقة، كما أنها لا ترفض انفصال بعض الوجوه والأفراد عنها بشكلٍ فرديّ، إلا أنّها مقابل ذلك ترفض أن يصبّ الانشقاق عنها في مصلحة منافسين حقيقيّين لها.

 كما أنها ترفض تنامي قوة الفصائل الجهاديّة خاصة إذا أدّى ذلك إلى إضعاف قدرة الهيئة على ضبط تصرفاتها، مما ينعكس عليها سلبًا في ملفات متعددة، كالأمن والعسكرة والتفاوض على المآلات المستقبلية للمنطقة.

من جهته يقول العميد المنشق محمد الخالد لأورينت نت إن:" تحرير الشام تتعامل بحذر شديد أثناء قتالها مع الفصائل التي انشقت عنها وخصوصاً حراس الدين وتنسيقية الجهاد التابعة لأبو العبد أشداء القيادي المنشق عن الهيئة، لأنهم يمثلون القوة الضاربة في الهيئة سابقاً، والذين كانوا يستعملهم الجولاني كرأس حربة في القتال ضد الفصائل".

ويضيف" الجولاني يدرك بأن هؤلاء يشكلون خطر كبيراً عليه لأنه على عكس القتال ضد فصائل الثورة كان يستعمل مصطلحات العمالة من أجل تسويقها بين جنوده وشحنهم للقتال، أما في هذا الاقتتال فإن الكثير من الجنود يرفضون الدخول في الاقتتال بسبب عدم وجود حجة مقنعة لهم خصوصاً أن الفصائل الأخرى من المتشددين".

وحول الأساليب التي تتبعها الهيئة للقضاء على الفصائل المنشقة عنها يوضح" تعمل الهيئة على الضخ الإعلامي حول بغي الحراس عليهم ونشر فيديوهات عن قيامهم بعمليات الاحتطاب والخطف في المحرر، من أجل إقناع المدنيين والجنود بضرورة استئصالهم وذلك درءاً للفلتان الأمني وكذلك إبعاد شبح الإرهاب عن المنطقة".

 

ويشار إلى أن اعتقال "التلي" يأتي بعد أيام من تشكيله غرفة عمليات "فاثبتوا" إلى جانب معظم الفصائل والتشكيلات التي انشقت عن "تحرير الشام" بعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وضمت غرفة العمليات الجديدة كلاً من "تنسيقية الجهاد" والتي يقودها "أبو العبد أشداء"، ولواء "المقاتلين الأنصار" بقيادة أبو مالك التلي" و"جماعة أنصار الإسلام" و"جبهة أنصار الدين" و"تنظيم حراس الدين. 

.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات