يبدو أنَ الهجماتِ الإسرائيلية لم تعد محصورةً بالمناطق ِالمحاذية لحدودِها، وإنما باتت تشملُ مساحاتٍ واسعة ًمن الأراضي السورية، كما أن حجمَ الغاراتِ وتَعدُدَ المواقع ِالتي تم قصفُها يشيرُ إلى وجودِ أريحيةٍ في الحركة في الأجواءِ السورية؛ ما جعل الطيرانَ الإسرائيلي يسرحُ ويمرح على طول الجغرافية السورية دون أن تعترضَه أيُّ مخاطر، بل على العكس من ذلك طبيعة ُالأهداف وتوزُّعُها يوضحُ أنَّ هناك تنسيقا عاليَ المستوى بين الإسرائيلين والروس ما جعلهم يقومون بهجماتِهم في أماكنَ عدة ويصيبون أهدافَهم بدقة.
الأهدافُ التي قصفها في سوريا كلها تابعة ٌلإيران وميليشياتِها، وبحسب ما نقلت مصادرُ ميدانية فإنَ الضرباتِ استهدفت مستودعاتِ صواريخ إيرانية معدة للنقل لميليشيا حزبِ الله، ورأى مراقبون أن هناك اختراقاً إستخباراتياً إسرائيليا كبيرا جعلهم يعرفون تفاصيلَ كل ِمواقع ِ الصواريخ الإيرانية، هذا إن لم تكن موسكو قد أعطتهم إحداثياتِ الأماكن التي قُصفت.
لماذا تستمرُ الغاراتُ الإسرائيلية إن لم تكن تُحققُ أهدافَها؟ فطيلة السنواتِ الماضية هل استطاعت هذه الغاراتُ أن توقفَ التمددَ الإيراني أو أن تقفَ حاجزاً أمام مشاريعها في المنطقة؟ ألا يبدو أن إيران لا تأبَه لهذه الغاراتِ وأصبحت تتعاملُ معها عبرَ إقامةِ معسكراتِها في مناطقَ آمنة؟ ولكن في المقابل ألا تشيرُ كثافة ُالغاراتِ واتساعُ رقعتها الجغرافية إلى تطور المواجهة ِالإسرائيلية مع إيران؟ ألا تدلُ دقة ُالقصفِ على المواقع ِالإيرانية على اختراق ٍاستخباراتي لإسرائيل؟ وأين روسيا من كل ِما يحدث؟ لماذا تغضُّ نظرَها عن الغاراتِ الإسرائيلية؟ هل لها تلتين الخاطر مما يجري؟ وهل تنفذ إسرائيل ما أعلنته مؤخراً من أنَّ مرحلة َطردِ إيران من سوريا قد بدأت؟
الضيوف:
العقيد فايز الأسمر - محلل عسكري و استراتيجي -غازي عنتاب – DTL
مضر حماد الاسعد - رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة - أورفا - SKYPE
تقديم:
أحلام طبرة
التعليقات (0)