وسط انهيار الليرة.. ميليشيات أسد تلعب دور "التموين" وتحتكر بيع بعض المواد في حلب

وسط انهيار الليرة.. ميليشيات أسد تلعب دور "التموين" وتحتكر بيع بعض المواد في حلب
كعادتها في كل الأزمات الحاصلة والتي تحاول بطريقة أو بأخرى تحويلها إلى مصدر رزق لا بأس به، مستغلة الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي عصفت بالبلاد، والمترافقة مع انهيار الليرة السورية وغلاء الأسعار وتدهور الحالة المعيشية لشريحة كبيرة من الشعب السوري.

وعمدت ميليشيات أسد خلال الفترة الماضية، على احتكار بعض المواد وخاصة الغذائية منها بهدف التحكم بأسعارها والتحكم في الكمية المطروحة منها في الأسواق، وذلك عبر قيام تجار يتبعون لها، بشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية الرئيسية بأسعار بخسة من أصحابها، ومن ثم طرحها في الأسواق بأسعار مرتفعة جداً.

هذا ما فعلته الميليشيات في حلب

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن "الميليشيات عمدت مؤخراً لاحتكار مواد غذائية رئيسية أبرزها (الأرز - العدس - البرغل - البطاطا)، وجميعها تعد من أبسط مكونات الحياة اليومية للمواطنين، حيث قامت ميليشيا (آل بري) ومنذ نحو الشهرين بشراء كميات كبيرة من البطاطا وتخزينها، حيث تمكن التجار التابعون للميليشيات وبعد ضغط كبير مارسوه على منتجي البطاطا في منطقة (القريتين) في حمص، ومناطق أخرى في حماة من بينها سهل الغاب، من إجبارهم على بيعهم كميات كبيرة وبسعر زهيد جداً بلغ (350 ليرة سورية)، حيث تم نقل الكميات جميعها إلى مخازن الميليشيا في منطقة (المطار)، قبل أن يتم طرحها في الأسواق قبل أسابيع وبسعر بلغ 1500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد".

وأضافت: "مع كل هذا الاحتكار، حاول تجار آخرون طرح ذات المادة في الأسواق وبأسعار أقل، إلا أن الميليشيات سرعان ما هاجمت التجار ووضعتهم أمام خيارين، الأول بيع الكميات لهم بالكامل وبسعر منخفض جداً، والثاني هو سحب المادة من السوق، وقد وجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لتنفيذ أحد الشرطين، لتفادي الصدام مع (آل بري) المدعومين من الاحتلال الروسي، ,الذين باتوا المتحكم الفعلي بمفاصل مدينة حلب".

الميليشيات تنصب نفسها بدلاً من وزارة التموين

ولم تكن ميليشيا (آل بري) هي الوحيدة التي استغلت الموقف، بل فيما يبدو أن جميع الميليشيات ومهما كان الخلاف بينها تلتقي على مبدأ واحد وهو (المنفعة والمصلحة وتحقيق الأموال) حتى وإن كانت على حساب مأساة شعب بأكمله، حيث عمدت الميليشيات الإيرانية المتواجدة في منطقة مخيم اليرموك بمدينة حلب، لاستصدار لائحة أسعار جديدة تضمنت الأسعار التي (ارتأت) الميليشيات أنها مناسبة للوضع الحالي، حيث تجاوز سعر مادة (العدس) المستخدم في الأكلة السورية الشهيرة (المجدرة) حاجز الـ 1800 ليرة سورية، فيما أصبح سعر ليتر الزيت النباتي نحو 4800 ليرة سورية".

وبحسب المصادر فإن الميليشيات الإيرانية ومنذ زمن، تعتمد على مبدأ أنها (المورد الرئيسي) للمواد هناك، حيث تعمل على شراء البضائع من التجار، ومن ثم بيعها للمحلات بالسعر الذي تريد، مستغلة عدم وجود رادع يردعها أو وجود جهة ذات سلطة عليها تمنع هذا الأمر، حيث تحظر الميليشيات على صاحب أي بقالية الشراء من خارج نطاق مراكزها المعتمدة في المناطق التي تتواجد بها، ومن يخالف يتم الاستيلاء على محله وطرده منه".

وكانت تقارير صحفية قد كشفت عن خطة أعدها المصرف المركزي السوري في ظل انهيار الليرة مؤخراً، حيث أشارت مصادر إلى أن "المصرف المركزي" يريد أن يتلافى عقوبات "قانون قيصر"، التي تشمل المؤسسات، ما دفع نظام أسد للجوء إلى (التجار)، مقابل السماح لهم باستجلاب المواد الغذائية بطرقهم التي يرتؤونها دون أن يكون هناك ارتباط لهم معه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات