نازحة في الشمال المحرر تجمع الخردة وتبيعها لإطعام أطفالها.. هذه قصتها (فيديو)

بين الألم ومرارة النزوح.. قصة مأساوية أبطالها نساء أرامل فقدن أزواجهن ولم يعدن قادرات على تحمل أعباء الحياة وبدأت معاناتهن تتضاعف يوماً بعد يوم لاسيما الآن وبعد الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي تضرب الشمال السوري، فالكثيرات منهن حرمن من أبسط حقوقهن لا سيما في ظل ضعف استجابة المنظمات الإنسانية وقلة الدعم وغياب المعيل.

لذلك نرى اليوم الكثير من النساء الأرامل يعملن ويمارسن أعمالاً مختلفة، من أجل تأمين لقمة العيش لأطفالهن الأيتام وسط ظروف قاسية تعصف بهم لاسيما في مخيمات الشمال السوري حيث لا مساعد ولا مجيب لآهاتهن ومعاناتهن.

أم أحمد أرملة وأم لثمانية أطفال

أم أحمد "40 عاماً"، وهي أرملة نازحة في مخيم الأمل تروي قصتها ومعاناتها لـ أورينت نت في بقايا خيمة مهترئة، وتقول لم نكن نملك منزلاً بل كان لدينا غرفة واحدة كبيرة في بلدة الرفة بريف معرة النعمان شرقي إدلب وكنت أقطن فيها مع أبنائي الثمانية وبعد حملة ميليشيا أسد الطائفية الأخيرة وقصفه وسيطرته على البلدة  خرجت مع أطفالي إلى أحد المخيمات في شمالي إدلب.

وتضيف أم أحمد، فيما بعد قطنت مع أطفالي الأيتام أكبرهم فتاة في سن أربعة عشر عاماً وأصغرهم طفلي أحمد ابن الخمسة أعوام، في داخل خيمة صغيرة في المخيم دون أن أتلقَ أي مساعدات مادية أو إغاثية من أحد، وهنا بدأت رحلتي مع أطفالي.

ماذا بعد..

أم أحمد لا تملك من المال سوى القليل الذي يمكنها من شراء بعض الطعام لأطفالها الصغار، لولا بعض المساعدات التي حصلت عليها من أحد المنظمات الإنسانية التي كانت تأتي إلى المخيم، والتي اقتصرت على الغذائيات، عندها أيقنت أم أحمد أنها يجب أن تعمل في أي شيء في سبيل تأمين لقمة العيش لأطفالها.

هنا بدأت أم أحمد بالعمل؟!

وقالت بدأت بالخروج مع بعض أطفالي الأكبر سناً إلى أطراف المخيم وبعض مكبات القمامة لجمع أكياس النايلون وبقايا الخردة من الحديد وغيرها وكنت أخرج من ساعات الصباح الباكر ولا أعود حتى المساء وكنت أقطع مسافات طويلة على أقدامي مع أطفالي في أجواء صيفية حارة في سبيل أن أجمع لو القليل من هذه الخردة من أجل أن أبيعها وأسد رمقهم وأشتري لهم الطعام وما يشتهون.

وأضافت، لقد كنت أبيع كل ما جمعته في يومي من الخردة بثمن ألف و500 إلى ألفي ليرة سورية مقابل خروجي لساعات طوال ومشياً على الأقدام، لكن الحاجة والعمل أفضل من طلب المال من الناس، حتى عندما كنت أمرض كنت أخرج من البيت وفي أسوء الأجواء، لأن نظرة طفل من أطفالي وهو يبتسم فرحاً ببعض الأشياء يخفف عني عناء العمل والتعب والمرض، ولهذا السبب لجأت للعمل بلم الخردة من الطرقات ومكبات النفايات، بعد تخلي أخوة زوجي عني وعن أطفالي الأيتام الذين لا سند لهم ولا معيل، من أجل إطعامهم من الرزق الحلال، حتى لو أمضيت عمري في هذا العمل

 أم أحمد ليست الأرملة الوحيدة التي تعيش أوضاعاً صعبة في الشمال السوري المحرر فهناك نحو مئتي ألف أرملة ودون معيل ويحتجن لمساعدات بالإضافة لوجود أكثر من خمسة وأربعين ألف طفل يتيم أيضا بحاجة لدعم حسب آخر إحصائية لفريق منسقو استجابة سوريا العامل في الشمال السوري المحرر.

التعليقات (2)

    حكمت مصطفى ابراهيم

    ·منذ 3 سنوات 10 أشهر
    الله يكون في عونها وعون كل النازحين كيف يمكن الاتصال بهذه الارملة وايصال مساعدة لها وهذا الايميل للاتصال بي من قبل كاتب المقال [email protected]

    خيرو النايف

    ·منذ 3 سنوات 10 أشهر
    اذا ممكن نتواصل مع الحرمة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات