صورة مسربة تنكأ جرح السوريين.. هل قتل نظام أسد مقدم الضباط الأحرار "حسين الهرموش"؟

صورة مسربة تنكأ جرح السوريين.. هل قتل نظام أسد مقدم الضباط الأحرار "حسين الهرموش"؟
أثارت صورة مسربة من صور "قيصر"، قيل إنها للضابط السوري الحر "حسين الهرموش" (أول الضباط المنشقين عن ميليشيات أسد) ردود فعل متباينة بين الناشطين السوريين، حيث نعاه بعضهم وآخرين شككوا بأن تكون الصورة له وقد قتل تحت التعذيب.

الصور المسربة أججت أوجاع السوريين مجدداً حول مصير رائد الإنشقاقات ومؤسس نواة حركة الضباط السوريين الأحرار والجيش الحر، عقب إسدال الستار عن الكثير منها مؤخراً، ولم يتم نشرها في السابق، إذ تعرّف الكثير من السوريين على أبنائهم الذين قضوا تحت التعذيب من خلالها بعد سنوات من الانتظار.

وتضمنت الصورة الجديدة ملامح شبه كبيرة مع "الهرموش"، دون تعليق حتى اللحظة من عائلته أو المقربين منه، لقطع الشك باليقين، لا سيما أن نظام أسد لم يأت مرة على ذكر الهرموش أو مصيره، عقب ظهوره على شاشة تلفزيون أسد عقب اختطافه من تركيا.

ليست المرة الأولى

مطلع العام 2015 اشتبه ناشطون والمعنيون بالتدقيق بصور قيصر في صورة حملت ملامح شبه كبيرة للهرموش، دون أن يؤكد أحد أنها للمقدم الهرموش كون الصورة لرفاة نحيلة وبوضعية غير مستقيمة وبعيدة نسبياً عن نقطة الالتقاط.

وكان نجم الضابط المقدم حسين الهرموش لمع، بعد انشقاقه في التاسع من حزيران عام 2011، كأول ضابط ينشق عن ميليشيات أسد، وفي اليوم الثاني بعد انشقاقه أسس لواء الضباط الأحرار الذي شكل النواة الأولى للجيش السوري الحر (29 تموز 2011) لحماية المتظاهرين السلميين من الأجهزة الأمنية والشبيحة، وقاد أول عملية مسلحة ضد نظام الأسد قبل أن يعلن أمن أسد عن اعتقاله في 15 آب عام 2011 في عملية خطف واختراق أمني داخل الأراضي التركية، بعد أن قتل النظام أكثر من 20 شخصاً من أقربائه.

أول صفعة للنظام

لخّص المقدم حسين مصطفى هرموش "مواليد قرية أبلين 1972 في جبل الزاوية بإدلب" أسباب انشقاقه خلال الحملة على مدينة جسر الشغور معَ عددٍ من رفاقه إلى "تعرض المدنيين للقتل الجماعي من قبل قوات النظام وأمنه وشبيحته، وتوريط ضباط وصف ضباط وأفراد الجيش الأسدي بمداهمة المدن والقرى الآمنة"، وأعلن مسؤوليته عن قتل 120 من رجال الأمن والشبيحة أثناء الحملة العسكرية التي شنها نظام أسد ضد مدينة جسر الشغور في السابع من آب عام 2011 قبل لجوئه إلى تركيا لقيادة عمليات ضد ميليشيات أسد ويصبح ناطقا رسمياً لحركة الضباط الأحرار.

لغز اختطاف الهرموش

تضاربت الروايات حول اختطاف الهرموش واعتقاله، فرواية المقدم خالد الحمود مدير مكتب الارتباط الداخلي في مخابرات الثورة السورية، تقول إن ضباطاً من مخابرات أسد تمكنوا من استجراره من مخيم كلس للاجئين السوريين بتركيا إلى فندق في مدينة عينتاب بحجة تسلميه سلاحاً للثوار، ودسوا في شرابه مخدراً ثم اقتادوه إلى دمشق، وتتحدث رواية رياض قهوجي "مدير مركز الخليج للتحليل العسكري" عن قيام نظام أسد بمراقبته بدقة شديدة عن طريق عملاء مقربين منه كانوا على اطلاع على الرسائل النصية على جواله، وقال عنه المجند محمود الهرموش ابن شقيقه، إن عمه لم يكن يثق بسرعة بالناس، ولكنه كان يثق بالمعارضة السورية وبمن ترسلهم من طرفها، وهذا خطأ كبير وقع فيه الهرموش، وقال مسؤولون أتراك إن عدم حذر وحيطة الهرموش شكل مشكلة وهاجساً للحكومة التركية.

بعد اعتقال الهرموش بدأت ميليشيات أسد باجتياح قريته إبلين بجبل الزاوية، حيث ولد المقدم، وحيث تُقيم معظم عائلته، وهدمت 15 منزلاً في القرية بالجرَّافات، بينها منازل تعود لعائلة هرموش، وقتل النظام شقيقين له وصهره واعتقل شقيقه وليد، واعتقل اثنين من أبناء إخوته.

وظهر الهرموش على شاشة قناة الدنيا الموالية سيئة الصيت، وقد بدت على ملامحه آثار ضغط نفسي هائل وتعذيب تعرض له، قام فنيون بإخفائها قدر الإمكان واللعب بالمونتاج لإظهار المقابلة وكأنها طبيعية ليقول، إن الجيش لم يأمره بإطلاق النار على مدنيين، وأن انشقاقه كان بعد "وعود كاذبة" تلقاها من ناشطين معارضين في تركيا فقرَّر العودة إلى سوريا.

المصير المجهول

منذ اعتقال الهرموش، يطالب السوريون والفصائل بالإفراج عنه، وأسست عدة صفحات على موقع التواصل "الاجتماعي فيسبوك" تحكي عن بطولاته وتطالب بالإفراج عنه أو معرفة مصيره، وكانت مصادر في الجيش الحر بريف دمشق أفادت 2013 بأن "مفاوضات غير مباشرة بين الجيش الحر ونظام أسد جرت لإطلاق سراح اللواء الطيار الأسير لدى الجيش الحر فرج شحادة المقت، مقابل الإفراج عن الهرموش، ورفض النظام تلك الصفقة. وترددت أنباء غير مؤكده عن إعدامه، بينما تقول وثائق عن مسؤول تركي إن ضابطاً من الدفاع الجوي في ضاحية المليحة شرق دمشق أكد أن الهرموش أعدم فعلاً في أوائل تشرين الأول 2012.

لم تكن الأقدار إلى جانب الهرموش "الضابط المنشق عن الفرقة 11 والذي اتبع دورة بالهندسة الحربيَّة مطلع التسعينيات القرن الماضي في روسيا الاتحادية، وحصلَ على الدبلوم الأحمر التقني، ودبلوم ترجمة في اللغة الروسية، إلا أنها لا بد أن تكون إلى جانبه بعد أن تحول إلى رمز للتمرد على الديكتاتورية والطغيان في سوريا، والحظ قد حالفه حينما سبق يوم واحد تاريخ انشقاقه الذي لمع في قلوب السوريين عن تاريخ أسود لذكرى رحيل الديكتاتور حافظ الأسد.

التعليقات (2)

    ابو شهاب الدين ....الدمشقي

    ·منذ 3 سنوات 9 أشهر
    يجب أن يكون هناك عدالة دولية و نحن نريد محاكمة بشار في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي يجب القصص عادل

    الحمصي

    ·منذ 3 سنوات 9 أشهر
    رحمه الله و غفر له و تقبله في الشهداء.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات