ما تأثير معابر التهريب في الشمال على السوريين في المناطق المحررة؟

ما تأثير معابر التهريب في الشمال على السوريين في المناطق المحررة؟
ما تزال عمليات التهريب جارية وتزداد يوماً بعد يوم بين مناطق شمال حلب الخاضعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري من جهة وميليشيات أسد و"قسد" من جهة ثانية، وزادت تلك العمليات بعد إغلاق المعابر الرسمية بسبب جائحة كورونا، ولكن تحولت تلك المعابر الرسمية وغير الرسمية إلى معابر "تهريب" لها أثرها الكبير على المناطق المحررة في الشمال السوري.

ورغم القرارات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع التابعة لها حول منع عمليات التهريب والاستمرار بإغلاق المعابر, إلا أن هذه العمليات زادت بشكل ملحوظ وزاد معها عدد المعابر حسب المجموعات المسيطرة على المناطق الحدودية مع نظام أسد أو ميليشيا قسد، وكل معبر تهريب يقع تحت إشراف فصيل عسكري من فصائل الجيش الوطني.

ولهذا, ووفق ناشطي شمال حلب فإن معابر التهريب الواقعة شمال وشمال شرق حلب أصبح عددها أكثر من 12 معبراً يستخدم المركبات المتوسطة والكبيرة عدا عن نقاط الرباط القريبة التي تشهد عمليات تهريب راجلة، ومن أهم تلك المعابر معبر عون الدادات ومعبر أبو الزندين وهما معبران رسميان قبل إغلاقهما، وكذلك معابر التهريب غير الرسمية كمعبر السكرية وأم الجلود المعروف باسم (الحمران) ومعابر توخار وتفريعة وبراد، وجميعها تحت وصاية فصائل الجيش الوطني ومتوزعة كل معبر لفصيل أو عدة فصائل مشتركة.

معابر تهريب "الكورونا"

وبحسب الأستاذ معمر الناصر أحد مسؤولي الأمن والسلامة بالمنظمات الطبية العاملة في الشمال السوري, فإن معابر التهريب بالشمال هي معابر لتهريب الكورونا من مناطق نظام أسد إلى المناطق المحررة بقصد أو بدون قصد.

وذكر الناصر لأورينت نت أن "قرارات إغلاق المعابر الرسمية بين الجيش الوطني ونظام أسد وكذلك ميليشيا قسد جاء بسبب جائحة كورونا والخوف من دخولها للمناطق المحررة, لكن الأمر جاء عكسياً بسبب تجار الحروب الذين لا يعنيهم صحة وحال الشعب في مناطقهم, ولذلك لاحظنا عمليات التهريب زادت بكثافة دون اجراءات الوقاية من الكورونا مما ينذر بتفشي المرض في مناطقنا المحررة بحال دخل الفيروس عبر هذه العمليات".

وتابع الناصر "عدا عن تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا ضمن مناطق نظام أسد وأخرى بمناطق سيطرة ميليشيا قسد, إلا أن نظام أسد قد يتعمّد إدخال الفيروس للمناطق المحررة عبر عمليات تهريب البشر أو الشحن التجاري ورغم أننا لم نسجل أي حالة إيجابية للفيروس بمناطقنا ولكن يبقى الخطر قائماً طالما معابر التهريب قائمة".

معابر السيطرة والاقتتال

حصلت عدة اشتباكات بين فصائل الجيش الوطني في كل من مدينة الباب أو ريف عفرين وريف جرابلس، وأغلب هذه الاشتباكات كانت على خلفية الخلاف حول معابر التهريب والقائمين عليها، وراح ضحية هذه الاشتباكات قتلى وجرحى من الطرفين ومدنيين كذلك.

وبهذا الجانب يقول الناشط وائل البكور لأورينت نت: "معابر التهريب باتت تدرّ آلاف الدولارات للفصائل القائمة عليها وللمهربين المتعاونين معهم, ولذلك الكل بات يطمع بها ويريد السيطرة عليها حتى وإن حاول منعها, ولذلك حصلت اشتباكات واقتتالات كثيرة بين فصائل الجيش الوطني حول هذه المعابر والسيطرة عليها".

وتابع البكور قائلاً: "وبالمحصلة وخلال كل اقتتال هناك قتلى وضحايا بعضهم يتبع لتلك الفصائل وآخرين من أبناء المنطقة المدنيين أو النازحين إليها، فمعابر التهريب بالشمال باتت وبالاً على المنطقة لما سببته من نزاعات مسلحة شبه أسبوعية بتلك المناطق, عدا عن التفجيرات الكثيرة التي يتعلق بعضها بعمليات التهريب تلك".

التأثير الاقتصادي

بينما رأى تاجر المواد الغذائية مصطفى العبيدو أن "معابر التهريب أثرت سلباً على المدنيين في المناطق المحررة إن كان في ريف حلب أو ريف إدلب، وذلك لعدة أسباب اقتصادية منها عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي أولاً فكيف نهرّب منتجاتنا وموادنا لمناطق خارج سيطرتنا قبل تحقيق الاكتفاء الذاتي لنا, فهذا سيزيد من ارتفاع الأسعار لتلك المواد وانقطاعها من السوق لاحقاً".

وأكمل العبيدو: "عمليات التهريب استهدفت الثروة الحيوانية والغذائية أكثر شيء، وهذا أثر سلباً على الكمية الإجمالية بالمحرر والتي باتت تتناقص رويداً رويداً، وعلى سبيل المثال تهريب المواشي والعواس رفعت سعر اللحم لأكثر من 13 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، ونلاحظ نقص بعدد المواشي والأبقار بالمحرر بسبب عمليات التهريب الأخيرة".

واستدرك العبيدو قائلاً "بالمُجمل عمليات التهريب الحاصلة عبر هذه المعابر هي استغلال للتاجر بأخذ أكثر من 3000 دولار مقابل تهريب سيارة شحن واحدة, وكذلك خسارة لموارد المحرر الهامة من غذائية لصناعية لمواد بناء ومواد أولية, والأهم هي خسارة اقتصادية تطال المدنيين قبل غيرهم مما زاد من بؤسهم وفقرهم وتدنّي حالتهم المعيشية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات