المستغلون وفارضو الإتاوات آفات جديدة تشارك الحرائق في محاصيل فلاحي "نبع السلام"

المستغلون وفارضو الإتاوات آفات جديدة تشارك الحرائق في محاصيل فلاحي "نبع السلام"
وسط الحرائق التي تعصف بمحاصيل أهالي منطقة "نبع السلام" شمال الرقة وغرب الحسكة، يتعرض فلاحو المنطقة لعملية استغلال أشبه بابتزاز يفرضه مالكو آلات الحصاد وبعض المسلحين على الفلاح المطوق بالنيران.

ومع بداية موسم الحصاد في المنطقة، كشفت مصادر محلية في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي والمتاخمة للحدود السورية التركية لأورينت نت عن عملية استغلال يتعرض لها فلاحو المنطقة من أصحاب الحصادات وعناصر مسلحة، وسط احتراق آلاف الهكتارات من حقول القمح والشعير بشكل ممنهج، في سيناريو مشابه للعام الفائت. تشير أصابع الاتهام إلى ميليشيا "قسد" بالوقوف وراءه.

أرقام صادمة

وتتمثل عملية الاستغلال – وفقاً للمصادر - في تحصيل نسبة 25% من مجمل محصول الشعير والقمح تذهب لصالح مالك الحصادة مقابل حصاد المحصول. يستغل فيها الأخير (صاحب الحصادة) حاجة الفلاح للإسراع بجمع محصوله قبل أن تأتي عليه النيران، الأمر الذي يدفع الفلاح للقبول بهذه الشروط مجبراً.

وجرت العادة أو العرف في المنطقة، أن يُحصِّل مالك الحصادة 7 بالمئة كحد أقصى ثمناً لأتعابه ومصاريف الحصاد، ما يشير إلى أن النسبة الجديدة تضاعفت قرابة 4 مرات عما كان رائجاً في السابق، الأمر الذي يعني – وفقاً للمصدر – أن مالك الحصادة يأخذ الربع وهو ما يمثل هامش ربح الفلاح من الموسم بالمجمل!

في شرح مبسط لتكلفة الزراعة في المنطقة، يقول المصدر، إن النسبة بلغت في بعض الأحيان 29 بالمئة (أي قرابة الثلث) يضاف إليها نسبة 10 بالمئة تذهب للعامل في الأرض لتبلغ خسارة الفلاح (صاحب الأرض) قرابة 40 بالمئة لجني محصوله فقط، وفي حال كان المالك مستأجراً (يستثمر الأرض) فتذهب نسبة 20 بالمئة لمالك الأرض، لتبقى ما نسبته 40 بالمئة من الموسم للمستثمر والتي لا تسد مصاريف الزراعة أصلاً.

خطوة نوعية

في خطوة هي الأولى من نوعها في مناطق الشمال السوري الخاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة، ولتخليص الفلاح من ابتزاز أصحاب آلات الحصاد، عقد المجلس المحلي في تل أبيض اتفاقاً مع شركة تركية أدخلت عشرات الحصادات إلى المنطقة وبدأت بالعمل بشكل فوري.

وأكد المجلس المحلي لأورينت نت، أن الاتفاقية مع الشركة التركية تضمنت عدة بنود تضمن للفلاح حق جني محصوله بلا ابتزاز أو خسائر، حيث ينص الاتفاق على أن تتعهد الشركة التركية في تقديم الحصادات والجرارات ومرفقاتها ضمن منطقة "نبع السلام"، وقد دخلت فعلياً 35 حصادة وباشرت عملها في المنطقة.

كما تنص الاتفاقية على أن تتقاضى الشركة مبلغ 15 ليرة تركية لكل دونم شعير و17 ليرة لدونم القمح، وعلى أن يكون هذا السعر قابل للنقصان وليس الزيادة، إضافة إلى تسليم الفلاح محصوله مكيس (معبأ بأكياس) يقدمها الفلاح كما جرت العادة.

المجلس أكد لأورينت نت، أن هذه الخطوة قطعت الطريق على "المستغلين"، وأن تأثيراتها بدأت على أرض الواقع، لا سيما في تحديد التسعيرة العادلة للفلاح في الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن دفعة جديدة من الحصادات تنتظر الدخول للإسراع في جني المحصول في المنطقة.

ضرائب عبور!

وحول الأنباء التي تفيد بفرض ضريبة مقدارها 5% من المحصول على عبور المحصول من بوابة تل أبيض، إذ أنه من المتوقع أن يتم شراء المحصول وعبوره إلى تركيا، نفى مصدر في "الجيش الوطني" الأنباء المتداولة عن فرض هذه الضريبة، مؤكداً عدم علمه بما يتم تداوله حول الأمر.

وقال المصدر (رفض الكشف عن هويته) إن الأنباء عارية عن الصحة، مشيراً إلى أنه لم يتم إصدار أي قرار بخصوص الموسم الحالي 2020، مطالباً بتحري الدقة والمصداقية وعدم الخلط بين العام الجاري والعام الذي سبقه، حيث كانت القرارات حينذاك تتعلق بحالة استثنائية حول مخزونات القمح والشعير التي جمعتها ميليشيا "قسد". 

إتاوات وابتزاز بقوة السلاح!

ليس وحده مالك آلة الحصادة من يستغل حاجة الفلاح في المنطقة؛ بل عمدت بعض العناصر المسلحة في المنطقة على سلب محاصيل وفرض إتاوات على الفلاحين، وصلت في بعض الحوادث إلى الاعتقال، الأمر الذي أكدته وثيقة مسربة حصل عليها أورينت نت، موجهة إلى الشرطة الحرة في المنطقة تؤكد تعرض بعض الفلاحين لمثل هذه الانتهاكات.

وتشير الوثيقة إلى أن العديد من الشكاوى وصلت إلى المجلس المحلي العامل في المنطقة تفيد بتعرض فلاحين للسلب والاعتقال على يعد عناصر مسلحين يتبعون لـ"الجيش الوطني"، دون إشارة صريحة لاسم الفصيل أو حجم هذه الانتهاكات.

يشار إلى أن منطقتي تل أبيض ورأس العين الواقعتين ضمن منطقة "نبع السلام" تعرضت لاحتراق عشرات آلاف الهكتارات من القمح والشعير العام الفائت، وأخرى ما زالت تستعر اليوم بأرزاق فلاحي المنطقة، التي تعتبر المورد الرئيسي والوحيد لهم وسط أوضاع معيشية صعبة يعانيها أهالي المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات