هل أبرمت أمريكا اتفاقية تقاسم سوريا مع روسيا؟

هل أبرمت أمريكا اتفاقية تقاسم سوريا مع روسيا؟
كثر الحديث مؤخرا عن اتفاق أمريكي - روسي حول تشارك وتقاسم منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا سوريا، حيث ذهب محللون إلى أنّ الطرفين توصلا إلى اتفاق مشترك فيما بينهما حول آلية التشارك والتقاسم في سوريا، وذلك بالتزامن مع الأنباء التي أفادت بتخلي روسيا عن بشار الأسد.

الكاتب والإعلامي "محمد علي غولير" تطرق إلى الادعاءات التي تدعم الفكرة السابقة، في مقالة نشرتها صحيفة جمهورييت التركية، مؤكدا على أنّ كافة وجهات النظر التي دعمت فكرة الاتفاق الأمريكي-الروسي على التشارك والتقاسم، قائمة على فرضيات، واستنتاجات مبنية على أحداث تاريخية، وليست على دعائم وحقائق ملموسة وواقعية.

وتزعم كافة الآراء التي تدعم الفكرة السابقة بحسب الكاتب، بأنّ اتفاقية تقاسم الشرق الأوسط بين روسيا وأمريكا، وخصوصا سوريا، محتملة وشبيهة بالاتفاقية التي أبرمها الطرفان بعيد الحرب العالمية الثانية حول أوروبا.

أمريكا تقف على الجبهة المقابلة من روسيا

ويرى غولير، بأنّ الاتفاقيات المشتركة بين الأطراف موجودة على الدوام وعلى مر التاريخ، إلا أنّ اتفاقية التقاسم أمر مختلف عن الاتفاقيات الأخرى، مؤكدا على إنّ اتفاقية التقاسم في منطقة ما، غالبا ما تقتضي بالدرجة الأولى إعلان الطرفين - كمرحلة أولية - النصر المشترك في المنطقة التي يرغبون بتقاسمها، أو عقد اتفاق تقاسم حولها.

وتابع الكاتب في السياق نفسه: "تقف الولايات المتحدة الأمريكية على الجبهة المقابلة من روسيا فيما يتعلق بالشرق الأوسط، والصراعات بين الطرفين مازالت مستمرة، بل وهناك إشارات على إمكانية توسع هذه الصراعات بين الطرفين في شرق البحر الأبيض".

ووفقا للكاتب، فإنّ ما يؤكد مصداقية ما ذهب إليه بشأن توسع الصراع بين روسيا وأمريكا، هو البيان الذي نشرته البحرية الأمريكية أمس، والتي قالت فيه (إنّ طائرتين عسكريتين روسيتين من طراز SU-35 اعترضتا طائرة أمريكية فوق شرق البحر الأبيض المتوسط لأكثر من ساعة".

وعلّق غولير: "بمعنى آخر لا نتحدث عن صراعات محلية وإقليمية توشك على الانتهاء، بل على العكس، نحن أمام صراعات مستمرة، وقد تتوسع وتحتد أكثر بين الطرفين".

جبهة سوريا مشابهة لأوكرانيا

ولفت الكاتب إلى أنّ سوريا هي جبهة صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، تماما كأوكرانيا التي تعد جبهة صراع مشابهة لجبهة سوريا بين كلا الطرفين.

وبحسب الكاتب، فإنّ عقد اتفاقيات مشتركة بين الأطراف عند نهاية كل صراع أمر طبيعي للغاية، موضحا بأنّ هذه الاتفاقيات غير واردة الآن فيما يخص سوريا، على الأقل خلال المرحلة الراهنة، وذلك نتيجة طبيعة سير التطورات الأخيرة في المنطقة.

وأردف غولير: "بل على العكس تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لجعل سوريا مستنقعا بالنسبة إلى روسيا، وهذا ما صرح به جيمس جيفري المبعوث الأمريكي إلى سوريا صراحة، بتاريخ 14 أيار، حيث قال: نهدف لجعل الحرب في سوريا طريقا مسدودا أمام روسيا".

أمريكا ستنسحب عاجلا أم آجلا

وأكد الكاتب على أنّ كافة الآراء التي تدعي بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية تهدف لترك الشرق الأوسط لروسيا في سبيل تفرغها هي لمواجهة الصين، باطلة ومنافية للمنطق والطبيعة.

وختم الكاتب مقاله: "عاجلا أم آجلا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستنسحب تدريجيا من سوريا، ولكن هذا الانسحاب مرهون بالمقاومة التي ستجسدها المنطقة، وليس من خلال نقل وتحويل الاتفاقية ووضعها بين يدي روسيا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات