لماذا سيبيت أكثر من نصف السوريين جياعاً؟

لماذا سيبيت أكثر من نصف السوريين جياعاً؟
ذا ناشيونال- قال برنامج الغذاء العالمي يوم الخميس، إن عدداً قياسياً  من الأشخاص - بلغ 9.3 مليون شخص-  يعانون من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وهو الرقم الذي قفز أكثر من مليوني شخص في ستة أشهر فقط. يواجه أكثر من نصف  الشعب السوري شبح الجوع مع صعوبة الوصول إلى المواد الغذائية لإعالة أنفسهم وأسرهم بشكل يومي.  

وجاء هذا التطور المثير للقلق في وقت يعاني فيه العالم بأسره من ضائقة اقتصادية كبيرة وأزمة صحية ضخمة بشكل عام، وتعاني فيه سوريا التي مزقتها الحرب بشكل خاص. فلقد أثبتت تسع سنوات مما يجري أنها مدمرة للشعب السوري حيث أنها ألحقت الدمار باقتصاد البلاد، مما دفع 80% من السكان إلى تحت خط الفقر، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

فإضافة إلى الصعوبات التي طال أمدها، ألقت الأزمة المالية التي ضربت لبنان المجاور في نوفمبر/ تشرين الثاني ظلالاً سلبية على اقتصاد البلاد ما أدى إلى التضخم وانهيار الليرة السورية. يشار إلى أن العديد من السوريين يحتفظون بمدخراتهم في البنوك اللبنانية حيث لا يستطيع بلدهم الأصلي الوصول إلى الاقتصاد العالمي بسبب العقوبات الدولية. لكن النظام المصرفي اللبناني يعاني الآن من أزمة غير مسبوقة تفاقمت بسبب النقص في عملة الدولار الأمريكي الذي ترتبط به الليرة اللبنانية.

والآن، تضيف آثار جائحة كوفيد-19 ضغطًا إضافيًا على السوريين.  فقد أثرت التدابير الرامية إلى الحد من انتشار الفيروس تأثيراً سلبياً على المناطق التي يسيطر عليها النظام -وكذلك على جيوب الناس. وتؤكد مقاطع الفيديو التي نشرت في في مارس / آذار والتي تظهر أشخاصاً يلحقون الشاحنات التي كانت توزع الخبز في حلب، حيث تم إغلاق المخابز في حظر التجوال، الظروف المعيشية المروعة للناس العاديين.

هذا الواقع الجديد صادم للغاية حيث تواصل النخبة السورية جمع الثروات من اقتصاد الحرب في البلاد. فمنذ أسابيع قليلة نشر رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد ورجل الأعمال الذي يعتقد أنه احتكر حتى 60 % من الاقتصاد الوطني، مناشدة على فيسبوك بعد أن أمر النظام باتخاذ إجراءات ضد شركاته. ومع ذلك، كان مخلوف  يتوسل من أجل ثروته الهائلة في الوقت الذي بالكاد يستطيع فيه السوريون إطعام أحبائهم.

"هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الأموال لإنقاذ الأرواح - لا يمكننا أن نخذل العائلات السورية الآن" غرد برنامج الأغذية العالمي مؤخراً على تويتر. ولكن مع تحول كل بلد إلى الداخل للاستجابة للأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة وللتعامل مع الخسائر الاقتصادية الهائلة، هناك مخاوف من أن المجتمع الدولي سيكون لديه القليل من الوقت وقليل من الأموال للمحتاجين في أجزاء أخرى من العالم.

وما يخيب الآمال أنه كان هناك القليل من الرغبة بين القوى العالمية للاتحاد في المعركة ضد فيروس كورونا. ومع تقييد السفر الدولي بشدة، يجد المواطنون السوريون  أنفسهم في وضع محفوف بالمخاطر حيث لا يوجد مكان يذهبون إليه ولا أحد يلجؤون إليه للحصول على الدعم.

ومع اقتراب عيد الفطر، يستحق الشعب السوري التطلع إلى أشياء أخرى وتجاوز المصاعب الحالية.

رابط المادة الأصلي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات