في ظل انشغال العالم بكورونا.. ما الذي تسعى إليه أمريكا وفرنسا في سوريا؟

في ظل انشغال العالم بكورونا.. ما الذي تسعى إليه أمريكا وفرنسا في سوريا؟
عادت سوريا بعد مرور أشهر من اعتكاف العالم على نفسه، وانشغاله بأزمة فيروس كورونا المستجد -الذي حصد الآلاف من الأرواح، وأوقف الحياة الطبيعية في العديد من الدول- لتتصدر المشهد السياسي من جديد، ولتكون المحور الرئيس لدى الكثيرين من كتاب الرأي والمحللين، الذين باتوا يتحدثون عن تطورات جديدة ستقبل عليها سوريا، عقب الانتهاء من أزمة الفيروس.

الكاتب والإعلامي التركي "محمود أوفر" لفت في مقالة نشرتها صحيفة صباح التركية، إلى أنّه وعلى الرغم من جائحة كورونا، فإن حسابات السياسة الخارجية في العديد من الدول -حتى وإن كانت على مستوى مخفض- مستمرة، موضحا بأن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا تسعيان إلى تحقيق مآرب سياسية مختلفة في سوريا.

الجمع بين الأحزاب السياسية الكردية 

وبحسب الكاتب، فإن كلّا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، تحاولان الجمع بين الأحزاب السياسية الكردية في سوريا، مؤكدا على أنّ الهدف من ذلك، هو إضفاء شرعية على تنظيمي بي كي كي وواي بي جي، متابعا في السياق نفسه: "لهذا تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، بدعم من فرنسا أيضا، دمج تنظيم بي كي كي و  بي واي جي مع المجلس الوطني الكردي، الذي يضم 11 حزبا مختلفا".

ولفت الكاتب إلى أنّ تاريخ الصراعات ما بين بي كي كي والمجلس الوطني الكردي، ليس بجديد، قائلا: "إن تنظيم بي كي كي يعمل في سوريا، على غرار ما فعله في تركيا أيضا، حيث قتل واعتقل العشرات من القادة الأكراد، تماما كما حصل مع مشعل تمو، في حين تمكن القليل من الفرار إلى تركيا، وعلاوة على ذلك فإنّ التنظيم لم يمتثل للاتفاقيات التي جمعت الأكراد السوريين معًا في أربيل عام 2012 ودهوك عام 2014".

وأضاف بأنّ أمريكا وفرنسا على الرغم من معرفتهما بما سبق، لم يفعلا أي شيء، والتزمتا الصمت، وذلك لإيمانهما بأنّ تنظيمي بي كي كي وواي بي جي العلمانيين، هما الخيار الأفضل لمحاربة داعش.

لماذا يسعى بي كي كي للاجتماع مع ممثلي الأكراد؟

وتساءل الكاتب عن الأسباب التي تدفع بتنظيم بي كي كي للقبول "اليوم" بالاجتماع مع ممثلين أكراد، بعد أن كانت تعمل بالأمس على محاربتهم وقتلهم، مجيبا بأن السبب في ذلك هو شيء واحد فقط، وهو سياسة تركيا التي رفضت بشكل قاطع إنشاء ممر إرهابي في المنطقة، والتي لعبت -والحديث عن السياسة التركية- بشكل أو بآخر دوار كبيرا في تغيير حسابات وسياسات الدول الكبرى التي حاولت شن حرب بالوكالة في المنطقة.

ووفقا لأوفر فإنّ هذه الدول تحاول تجاوز العقبة التي شكلتها لهم تركيت عبر اتباع ما يسمى بالسياسة المدنية، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى في سبيل ذلك إلى القيام بكل ما بوسعها، موضحا بأنها تعمل على الضغط على البرزانيين من جهة، وأكراد سوريا بواسطة الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، مضيفا بأنّ واشنطن عملت على تهديد ابن طالباني الذي يدير مدينة السليمانية في العراق، بحجة أنّه عمل على إعادة مواطن إيراني إلى بلاده".

وأردف في الإطار نفسه، بأن واشنطن تحاول إكمال طريقها من خلال التعاون مع مظلوم كوباني، بينما يحاول تنظيم بي كي كي تصدير اسم باهوز أردال أو صبري أك، موضحا -والحديث عن الكاتب- بأن هذا دليل واضح على وجود حرب داخل التنظيم، بين أنصار إيران من جهة، وأنصار أمريكا من جهة أخرى".

كيف كانت تتابع تركيا هذه المرحلة؟

ولفت أوفر إلى أن تركيا كانت تراقب هذه المرحلة عن كثب، موضحا بأنّ وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو اجتمع في مطلع شهر شباط بممثلي الأكراد السوريين، وشرح لهم عن آراء ومواقف تركيا، حيث أعرب الوزير قبل أيام لقناة أ خبر عن أفكاره في هذا الصدد.

وجاء في حديث وزير الخارجية لقناة أ خبر: "يوجد داخل المجلس الوطني أسماء عدة لهم كفاءات وقدرة كافية على تمثيل الأكراد، وخلال المرحلة السياسية يتم تمثيلهم داخل اللجنة الدستورية، وكذلك داخل الوفد المسؤول عن المفاوضات".

وتابع الوزير: " ولكن ما سبب المساعي الحالية لعقد حوار مشترك بين التنظيم وباقي الأكراد؟ من الواضح أن هناك ضغوطات من دول كبرى، ولكن موقف تركيا واضح للغاية، إذ لن نسمح بإنشاء ممر إرهابي، وكذلك لن نقبل بإضفاء شرعية على التنظيمات الإرهابية".

وختم الكاتب: "من الواضح أنه ما بعد كورونا ستشهد المنطقة تطورات جدية للغاية، لتبقى الإجابة على السؤال التالي هي الأهم: هل سيعتمد السياسيون الأكراد مرة جديدة على القوى العالمية؟ أم على شعوب المنطقة وأنفسها؟.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات