في الشمال المحرر.. سوريون يتسابقون لإغاثة الحالات الإنسانية الأكثر تضرراً (صور)

في الشمال المحرر.. سوريون يتسابقون لإغاثة الحالات الإنسانية الأكثر تضرراً (صور)
رغم الواقع المرير الذي يعيشه سكان الشمال السوري المحرر بسبب ماخلفته حملة ميليشيات أسد وروسيا من مآسٍ نتج عنها موجات من النزوح والغلاء والفقر المدقع، يعمل كثير من الناشطين والمتطوعين على القيام بمبادرات فردية رغم محدوديتها وبساطتها تسهم برفع بعض من الأعباء الثقيلة عن كاهل المهجرين.

ويسعى هؤلاء إلى الوصول للحالات الإنسانية المهمشة والتي لاتحظى بالاهتمام من قبل أي من المنظمات الإنسانية، ولا سيما الحالات المرضية الحرجة التي تتطلب عمل إسعافي عاجل هو الفاصل بين الحياة والموت لأشخاص لا يعلم بحالهم إلالا أهالي المنطقة. 

جهود فردية

ومن بين هؤلاء المتطوعين، يحيى مصطفى من بلدة كفريحمول بريف إدلب، الذي فقد والده واثنين من إخوته بقصف بصاروخ "أرض أرض" على منزله عام ٢٠١٥، الأمر الذي دفعه لمساعدة الكثيرين غيره ممن عاشوا ذات الظروف الصعبة.

ويعمل المصطفى من خلال تلقى الاتصالات المباشرة من تلك الحالات على رقمه الخاص وحسابه الشخصي على فيس بوك، وبعد تأكده منها يرفعها لعدد من الجهات الداعمة التي تساعد بدورها بتقديم الدعم لها وتغطية احتياجاتها الطبية واللوجستية والمادية، وقد تمكن المصطفى خلال مدة شهرين مذ بدأ بمبادرته بمساعدة أكثر من ٥٠ حالة.

عدنان غازي الحمود (17 عاماً) شاب تعرض لحادث سير أصابه بالشلل الرباعي، وكان إحدى الحالات التي وصل اليها المصطفى، وبحاجة للعناية والأدوية التي لا يقوى أهل الشاب النازحين في مخيمات الشمال على تأمينها، ما دفع المصطفى لتأمين أدويته ومبلغ مالي لمساعدته.

وكذلك حالة "أم عدنان" التي كادت أن تبيت في الشارع مع أطفالها بعد عجزها عن تأمين أجرة المنزل الذي تقيم فيه شمال إدلب بعد مقتل زوجها وتهدم منزلها بالقصف ونزوحها لولا وصول المصطفى اليها وتكفله بدفع أجرة شهرين مقدماً لصاحب المنزل.

يشعر المصطفى بالرضا والسعادة - كما يقول لأورينت نت - كلما كان سبباً بتقديم العون لعائلة محتاجة أو وصوله لحالة إنسانية صعبة، وأكثر ما يؤلمه هو "حين أحاول إنقاذ إحدى الحالات ولا يسعفني الوقت لذلك، كتلك الحالة التي أثرت بي حد البكاء وهي حالة الشاب يوسف أيوب الذي كان بحاجة لعملية زرع رئتين غير أنه توفي قبل تمكني من تأمين المبلغ المطلوب والذي كنت قد باشرت بجمعه".

مجموعات عمل

وانخرط كثير من شباب الشمال السوري في فرق تطوعية أو شكلو مجموعات لتوحيد العمل الإنساني في المنطقة،  ومنهم  المهندس المعماري، سارية بيطار، والذي وصل مع مجموعته إلى أكثر الحالات الإنسانية تضرراً وقدموا لهم ما يلزم من المساعدات المتنوعة، ويؤكد بأنهم ”مستمرون حتى نهاية شهر رمضان الذي ستتلوه توزيع زكاة الفطر وكسوة العيد لـ500 طفل وممكن أن يتضاعف العدد، عدا عن الاستمرار بمشروع البناء على إنشاء قرية الحياة على الحدود السورية التركية، وهو عبارة عن نموذج متطور لاستبدال الخيام البالية بكتل اسمنتية صالحة للعيش.

من جهته تكفل فريق ملهم التطوعي بتوزيع مبالغ مالية لأكثر من 1000 عائلة فقيرة في المخيمات ضمن معايير محددة ومنها أن يكون رب الأسرة معاق أو عائلة تعيلها إمرأة، إضافة لإطلاق حملة الطرود الغذائية وحملة مطبخ ملهم، وحملة مشروع الألف وحدة سكنية مخدمة بكل مايلزم من مياه وصرف صحي وفرش الأرضية لإيواء النازحين.

آلاف المستفيدين ولكن!

كذلك تعمل فرق على استقبال الحالات الطبية ممن هم بحاجة لأدوية وعمليات جراحية مأجورة بمختلف أنواعها، وقد وسعت عملها لتخصيص قسم لكفالات الأيتام وقسم الحملات وقسم للحالات الإنسانية من العائلات الفقيرة وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، عدا عن مشاريع توزيع السلال الغذائية وغير الغذائية والصحية على المخيمات ومراكز الإيواء المنسية وغيرها من العوائل المتفرقة التي يصعب الوصول إليها.

وبحسب، عبد الله السويد، مدير أحد الفرق التطوعية في الشمال السوري، فقد وصل عدد المستفيدين من حملات فريقه إلى ما يقارب 8 آلاف عائلة خلال الثلث الأول فقط من رمضان في منطقة إدلب وريفها وريف حلب.

ورغم تكاتف جهود المبادرات التطوعية الفردية والجهات الإنسانية لتخفيف وطأة الألم الذي يعيشه المدنيون من نازحين ومقيمين، فإن مايمر به هؤلاء يعتبر كارثة إنسانية لا يمكن تغطيتها بالكامل، وقد وصفت الأمم المتحدة الأزمة السورية بأنها إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحالي، وأدت لاحتياج حوالي 13 مليون شخص للإغاثة فيما يعيش 3.9 مليون شخص في أماكن محاصرة وأماكن يصعب الوصول إليها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات