كيف ساهم "مشايخ" أسد في تسهيل التغلغل الإيراني في سوريا؟

كيف ساهم "مشايخ" أسد في تسهيل التغلغل الإيراني في سوريا؟
اعتمدت إيران منذ تدخلها إلى جانب نظام أسد في حربه ضد السوريين، إضافة إلى قوتها العسكرية ومليشياتها متعددة الجنسيات، على قوتها الناعمة المتمثلة بالجمعيات و المنظمات الثقافية والدينية، بهدف التمدد والـتأسيس لوجود دائم في سوريا، وكان اللافت في الموضوع الدور الكبير الذي لعبه "مشايخ" النظام في خدمة هذا المخطط الإيراني.

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف ساهم "مشايخ النظام" في تسهيل و تنفيذ أجندات إيران الثقافية والدينية في سوريا ؟

مشايخ أسد مطية إيران

أكد عبد الرحمن العوض المسؤول السابق في أوقاف حلب لأورينت نت، "أن المشايخ وأصحاب العمائم البيضاء الملتفين حول نظام أسد كانوا بمثابة المطية التي استخدمتها إيران لتحقيق أهدافها ومخططاتها في سوريا، و قد تماهوا معها بشكل كبير، لدرجة أنهم لم يتركوا مناسبة، إلا ومدحوا فيها دور إيران في سوريا، و قدسوا  شخصياتها".

وتابع: "تعمد مشايخ أسد حضور كل المناسبات والاحتفالات الدينية التي تنظمها المكاتب والجمعيات الإيرانية في أكثر من مكان، ولا سيما فيما يتعلق بحضور مناسبة ذكرى  يوم (استشهاد الحسين) الذي تنظمه السفارة الإيرانية في دمشق، كل ذلك تحت شعار التسامح والتقارب بين المذاهب، حيث تحولت دمشق إلى ما يشبه الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حسن نصرالله التابع لنظام الملالي" . 

تقديس كل ما هو إيراني

ويشير العوض  إلى أن أحمد حسون، "والملقب بمفتي البراميل لعب دورا بارزا في  تنفيذ أجندات إيران، و عرف بنشاطاته المشبوهة وعلاقاته بالملحق الثقافي الإيراني حتى وصلت حد الشراكات التجارية و الاستثمارية عندما كان سابقا في حلب، ومن خلاله استطاعت إيران السيطرة على المشروعات الوقفية كالمسجد الأموي والمكتبة الوقفية" .

و غالبا ما يظهر المفتي حسون على وسائل إعلام النظام مادحا الدور الإيراني في سوريا، ومعطيا لها الحق في كل ما تفعل، ومؤخرا تحدث باكيا عن مقتل سليماني، الذي أوغل عبر مليشياته في دماء السوريين، و وصفه بأنه الشهيد الصوّام القوّام. 

وزير الأوقاف خادم أمين لإيران

وضمن ذات السياق، قال محمد الخطيب مدير معهد شرعي سابق، إن "محمد عبد الستار السيد وزير أوقاف النظام تماهى إلى حد لا يوصف مع أجندات إيران و أهدافها، وعمل كخادم أمين لمصالحها، فحارب بكل قوة من خلال قراراته و إجراءاته التعسفية ضد التعليم الشرعي السني، من خلال منعه استحداث ثانويات شرعية جديدة إضافة إلى إيقاف كل مصادر التمويل والدعم الداخلي والخارجي عن المعاهد الشرعية بحجة مكافحة الإرهاب، و إيقاف استقبال الطلبة العرب والأجانب، فيها ناهيك عن إعفائه للكثير من رجال الدين المرموقين والقائمين على تلك المعاهد".

وتابع  "مقابل كل ذلك غض الطرف عن انتشار عشرات المراكز للتعليم الشرعي الشيعي في الكثير من المناطق السورية، ثم وجه أكبر طعنة للتعليم الشرعي السني من خلال مرسومه باستحداث معهد الشام العالي للعلوم الشرعية والذي يدار مباشرة من مكتب تنسيق عالي المستوى ضمن المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، و يتبع لهذا المعهد مجمع كفتارو و معهد الفتح الإسلامي ومجمع الست رقية الذي يعد  أكبر مركز لنشر الفكر التشيعي في سوريا".

وختم محمد الخطيب بالقول أن أغرب ما في الأمر أن رجال دين وأهل عمائم محسوبين على الغالبية المذبوحة من السوريين أباحوا حرب الأسد عليهم وهدروا دماءهم و شرعوا الباب مفتوحا أمام مخططات الاحتلال الإيراني في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات