طبيب يدعو لـ تحدٍ بشري للقضاء على كورونا.. كيف ذلك؟

طبيب يدعو لـ تحدٍ بشري للقضاء على كورونا.. كيف ذلك؟
دعا ستانلي بلوتكين، وهو أستاذ فخري لطب الأطفال في جامعة بنسلفانيا وخبير لقاحات شارك في كتابة مقال في مجلة "فاكسين" في وقت سابق من هذا الشهر، إلى تحدٍ بشري جديد في مواجهة جائحة كورونا وقال "علينا أن ننظر في طرق جديدة غير تطوير اللقاحات التقليدية" حسبما ذكرت مجلة وول ستريت جورنال.

وأضاف بلوتكين، متوجها بكلامه لمصنعي اللقاحات "أعتقد أن التحدي البشري يمكن أن يساهم بشكل كبير، وإذا لم نبدأ التحضير له الآن فلن يكون متاحًا عندما نحتاج إليه".

وتابع "إذا لم تظهر مشاكل على طول الطريق، أعتقد أنه سيكون من المعقول أن نأمل في أن يتمكن المرء من إجراء تجربة تحدٍ بشري في غضون أربعة أشهر تقريبًا".

ويقصد بتجربة التحدي البشري هو ترك تفشي مرض معين في إطار جد متحكم فيه لفهم سلوك الفيروس ومن ثم إيجاد سبل القضاء عليه.

تاريخيا، استخدمت تجارب التحدي البشري في تطوير اللقاحات والأدوية، وتميل تلك التجارب إلى محاولة فهم سلوك مرض معين وآثاره بشكل أفضل.

وقام الباحثون بتحديات مع أمراض عديدة، يأتي على رأسها الأنفلونزا، وذلك لمحاولة تطوير لقاح أفضل وأطول أمداً.

ويلجأ لتجارب التحدي أيضًا عندما يكون تطوير اللقاح التقليدي غير ممكن.

في عام 2017، أوصت المعاهد الأميركية للصحة بعدم إجراء اختبار التحدي البشري لفيروس زيكا بناءً على مخاوف "أخلاقية"، ولكن الآن بعد أن كانت التجارب التقليدية على اللقاحات صعبة جزئيًا لأن تفشي فيروس زيكا لا يمكن التنبؤ به، يستعد الباحثون لتجربة تحدٍ بشري، على الرغم من أنه لم تتم الموافقة عليه رسميًا.

مع الفيروس التاجي، هناك العديد من عوامل الخطر والشكوك. تقول كاثلين نوزيل، مديرة مركز تطوير اللقاحات والصحة العالمية في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركية "لا ندري كيف نتعامل مع هذا الفيروس الجديد الذي لا نعرف الكثير عنه". 

نوزيل ، لا تعتقد أن تجربة التحدي البشري ستسرع من عملية تطوير اللقاح، وترجع ذلك إلى الوقت الذي قد يستغرقه إنشاء نسخة من الفيروس لاستخدامها في الاختبار "يجب أن تصنع هذه السلالة وفقا للمعايير الحكومية واختبارها للعثور على الجرعة الصحيحة" تقول لصحيفة وول ستريت جورنال.

مدير مركز ستانفورد لأخلاقيات الطب الحيوي بجامعة ستانفورد، ديفيد ماغنوس، قال من جانبه، إن هناك مشكلة أخرى تتعلق بإجراء تجربة التحدي البشري فيما يتعلق بكوفيد- 19 وهي أنه لا توجد علاجات فعالة متاحة في حالة مرض أحد المتطوعين. 

وتتم معظم تجارب التحدي البشري الأخرى مع الأمراض التي يكون فيها خطر الإصابة بأمراض خطيرة منخفضًا للغاية وهناك علاجات جيدة عندما يمرض الناس.

ديفيد ماغنوس يقول كذلك "لا يمكننا حتى الحصول على الموافقة الكافية في الوقت الحالي لأنه لا يمكننا بالفعل إخبار الناس ما هي المخاطر أو إذا تم منح الحصانة للتجربة".

ومع ذلك، قال بعض الناس أنهم سيكونون على استعداد للتطوع. 

وبدأ جوش موريسون، البالغ من العمر 34 عامًا في مدينة نيويورك، مجموعة تسمى 1Day Sooner حيث يمكن للناس التعبير عن اهتمامهم بالمشاركة في تجربة تحدٍ مستقبلية لـكوفيد- 19.

وحتى الآن، قام حوالي 15 ألف شخص من أكثر من 100 دولة بالتسجيل.

يقول أحدهم "بديهي أنني لا أريد الإصابة بكوفيد- 19، لكنني شعرت أيضًا أن هذه فرصة لأكون جزءًا من إنقاذ الآلاف أو حتى مئات الآلاف من الأرواح". 

كونور بارنز، وهو فني مكتبات يبلغ من العمر 27 عامًا من كندا، عبر كذلك عن اهتمامه بالموقع الإلكتروني، وقال إنه فكر كثيرا في الموضوع ووصل إلى نتيجة أنه لا بد عليه من المشاركة.

وتابع "ليس هناك الكثير الذي يمكنني القيام به للمساعدة، إنه قرار كبير أن أشارك في تجربة تحد بشري، ولكن مجرد النظر إلى عدد الأشخاص الذين يموتون كل يوم، يجعلني أفكر في المساهمة بقدر ما".

وفي الولايات المتحدة، تنظم إدارة الغذاء والدواء لقاحات قد تساعد على البدء في تحد بشري إذا ما وافقت عليه الجهات المختصة.

ويقول متحدث باسم إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن الهيئة التي يشتغل بها ستعمل مع أولئك المهتمين بإجراء تجارب التحدي البشري لمساعدتهم على تقييم هذه المشكلات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات